وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أين نصيب الحكام من القرارات الانضباطية ... ؟!

نشر بتاريخ: 16/10/2012 ( آخر تحديث: 16/10/2012 الساعة: 19:20 )
بقلم : وليد خرمه

لقد دارت رحى بطولاتنا الكروية أسوة ببقية الدوريات العربية والعالمية وفقاً لأنظمة الاتحاد الآسيوي والدولي ، وها هو دوري المحترفين ينطلق بنسخته الثالثة بعد أن طويت صفحة دوريات الموسمين الماضيين بنجاح رغم بعض السلبيات من هنا وهناك والتي لا يخلو منها أي دوري في العالم ، فأنا أقر بأن جميع الأطراف هم بشر معرضون للخطأ والصواب ، فمن أصاب فعلينا أن نعزز موقفه وأن نشد على يده حتى يستمر في طريق الصواب ، ومن أخطأ فعلينا أن نعمل على ردعه ومنعه من التمادي في الخطأ وأن لا نسمح لهذا الخطأ بأن يستمر ويتواصل ويصبح نهجاً وعادة ، فأركان لعبة كرة القدم يكملون بعضهم بعضاً من لاعبين وإداريين وحكام وجماهير ، فالعدل والصواب أن يعاقب من أخطأ وأساء وتجاوز القوانين والأنظمة المعمول بها ، وأنا من أشد الرياضيين رفضاً للتجاوزات وأعمال الشغب والفوضى التي يقوم بها بعض أفراد الجمهور في ملاعبنا الكروية مهما كانت الأسباب والدوافع ، وأنا من المؤيدين لأي عقوبة رادعة تتخذ بحق من يسيء وخاصة في الجانب السلوكي والأخلاقي كما قال الشاعر : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، فالروح الرياضية هي روح العمل الرياضي وتقبل النتيجة بحلوها ومرها يجب أن تكون مترسخة لدى الجميع من لاعبين وإداريين وجماهير .

ولكن بعد هذه المقدمة أريد أن أدخل إلى صلب الموضوع ألا وهو المساواة في العقاب والعقوبات الانضباطية بحق كل من يخطأ ويكون سبباً في عرقلة المسيرة الرياضية وتوقف المباريات والإساءة إلى الآخرين وتجاوز القيم والأخلاقيات التي يتحلى بها شعبنا ، فإذا أساء اللاعب أخلاقياً واعتدى وتطاول يجب ردعه ومعاقبته ، وكذلك بالنسبة للمدرب أو الإداري ، كما أن الجمهور إذا تجاوز قواعد التشجيع النظيف واعتدى وآذى وخرب يجب معاقبته حتى لا يكون ذلك سبباً في تقويض مسيرتنا التي أصبحنا نتغنى بها ، ولكن لماذا لا يعاقب الحكم ويتخذ بحقه إجراءات انضباطية إذا كان هو السبب في الخلل وفي أعمال الشغب والفوضى ، فهذا من باب العدل والمساواة في الثواب والعقاب ، فعلى سبيل المثال في المؤسسات التعليمية عندما تحدث مشكلة بين طالب ومعلم لا يعني ذلك بأن الطالب هو المخطأ والمسيء دائماً فكثيراً ما يعاقب المعلم إذا كان سبب المشكلة ، وفي هذا السياق أريد أن أسرد بعض النقاط التي تستوجب وقفة وتقييماً ومراجعة لما يحدث :

1- في إحدى مباريات الأسبوع السادس من دوري المحترفين حدثت إشكاليات وفوضى وأعمال شغب في المباراة ، وأنا أقولها بصدق بأن طاقم الحكام كان المسبب الرئيس لها من خلال القرارات غير السليمة وعدم التوافق والتفاهم بين حكم الساحة ومساعديه .

2- في إحدى الهجمات لأحد الفريقين دخل أحد اللاعبين لمنطقة جزاء الفريق الآخر وأثناء مراوغته لأحد اللاعبين تعرض لعرقلة واضحة حيث انتظر الجميع من الحكم أن يطلق صافرته مشيراً إلى ركلة جزاء لكنه تغاضى عنها فثارت ثائرة اللاعبين والجماهير فكانت بداية الشرارة والتي استغلها بعض الأشخاص غير المنضبطين وأثاروا الفوضى والشغب والصيحات اللارياضية التي نرفضها ... ولكن من المسبب لها ؟

3- في إحدى الكرات المشتركة بين لاعبين قرب منتصف الملعب فاعترض اللاعب خصمه بشكل لا يستوجب الإنذار ويمكن الاكتفاء بمعاقبته بركلة حرة إذا كان الحكم حريصاً على ضبط المباراة والمحافظة على سيرها لكنه تصرف بعصبية وأشهر البطاقة الصفراء في وجه اللاعب أعقبها بالحمراء لأنه كان قد حصل على بطاقة صفراء سابقة ، مما جدد أعمال الشغب والصيحات اللارياضية من جمهور اللاعب .

4- في إحدى الهجمات المرتدة لأحد الفريقين كان اللاعب بموقف تسلل وبشهادة وإقرار من حضر من صحفيين ومراقبين ذوي خبرة ، وعندما قام المدافع بصد الكرة اصطدم باللاعب المهاجم فما كان من الحكم المساعد إلاّ أن أشهر رايته وركض داخل الملعب مشيراً إلى ركلة جزاء وسط دهشة واستغراب الجميع مما وضع حكم الساحة تحت الأمر الواقع وفي موقف محرج على الرغم من أنه كان قريباً من المنطقة فأعلن عن ركلة جزاء وهنا ثارت ثائرة اللاعبين والإداريين والجمهور غضباً على هذا القرار ، وهناك كلمات صرح بها الحكم المساعد للاعب الذي قام بمراجعته بخصوص ركلة الجزاء لا أريد أن أذكرها منعاً لأي حساسية أو مساساً بأحد .

فإلى متى سنبقى ندفع ضريبة أخطاء الحكام ، وإلى متى سنبقى نشهر العقوبات الصارمة والغرامات المالية بحق الأندية التي هي أصلاً تعيش في ضائقة مالية خانقة لا تمكنها من الإيفاء بأدنى متطلبات اللاعبين ، وفي نفس الوقت لم نسمع عن إيقاف حكم أو معاقبته بسبب أخطاءه ومخالفاته إلاّ ما رحم ربي ، فإذا أردنا أن نطور لعبة كرة القدم وأن نحد من أعمال الفوضى وتصرفات الجماهير اللارياضية التي أخذت تنتشر وتمتد رغم أن الدوري في بدايته فعلينا أن نضع حلاً للواقع التحكيمي جنباً إلى جنب مع تطوير الجوانب الأخرى ، فقليلاً ما نسمع عن أحداث وأعمال شغب في دول الجوار كما يحدث عندنا ، وأنا أمني النفس وأرجو أن نصل إلى مرحلة نرقى بها في مختلف أركان اللعبة من لاعبين وإداريين وجماهير وحكام .

وفي الختام أعود وأكرر ما بدأت به مقالي بأني من أشد أعداء مثيري الفوضى وأعمال الشغب والعبثيين وأصحاب الكلمات والصيحات اللارياضية واللاأخلاقية التي هي بعيدة عن أخلاق شعبنا ، ولكن يجب إعطاء كل ذي حق حقه فنعاقب اللاعب والإداري إذا كان مخطئاً أو مسيئاً وفي نفس الوقت فلنعاقب ونضبط الحكام وتصرفاتهم وقراراتهم إذا كان فيها خطئاً أو اعوجاجاً ، مع تمنياتي للكرة الفلسطينية مزيداً من التقدم والنجاح بقيادة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم برئاسة اللواء جبريل الرجوب .