وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل يخطط نتنياهو لاجتياح قطاع غزة على مذبح الدعاية الانتخابية؟

نشر بتاريخ: 24/10/2012 ( آخر تحديث: 24/10/2012 الساعة: 23:35 )
بيت لحم - معا - ازدادت التسريبات التي نسبت خلال الأيام الماضية لمصادر عسكرية وصفت بالكبيرة والمتعلقة بقرب اتخاذ المستوى السياسي الإسرائيلي قرارا باجتياح قطاع غزة بريا، الأمر الذي اتضح حاليا عبر التصعيد الإسرائيلي المخطط جيدا له ومنسق الخطوات، والهادف فقط إلى نقل الثقل الانتخابي من الاقتصاد الإسرائيلي المتعثر وتأكل الطبقة الوسطى ومن المخصصات المالية الكبيرة المحولة لصالح المستوطنات والوضع الاجتماعي غير المستقر إلى الوضع الأمني، حسب ما كتبه اليوم الأربعاء "رامي يتسهار" رئيس تحرير الموقع الإخباري الإسرائيلي المستقل "قضايا مركزية".

وأضاف "يتسهار" بعد أن سقط خيار مهاجمة إيران بسبب المعارضة الدولية والمعارضة الشديدة التي أبداها جزء كبير من كبار المتخصصين الإسرائيليين في الشأن الأمني وداخل المؤسسة الأمنية ذاتها، وحين اتضح لنتنياهو أن غالبية الجمهور الإسرائيلي يعارض بشدة مهاجمة إيران بسبب الإبعاد الكارثية المترتبة على مثل هذا الهجوم .. اختار نتنياهو الذي وصفه الكاتب بكلمة عبرية مركبة من كلمة "كذاب" والجزء الثاني من اسمه لتصبح "شكر ياهو" ومعه اهود باراك الجبهة الجنوبية.

ووضع الثنائي نتنياهو وباراك هدفا يجري تنفيذه تدريجيا يقضي بالتوتير المقصود والتدريجي للوضع في غزة دون وجه حق ودون تحد غير مألوف لم تعهده إسرائيل من حماس مستغلين حادثا "اعتياديا" وقع مثله الكثير طيلة السنوات الماضية.

وحتى يدخلُون حماس إلى المصيدة... شرعوا بعمليات اغتيال وشن غارات على أهداف تابعة لحماس بشكل لا يترك مجالا أمام حكام غزة غير الرد ورغم أن الرد جاء معتدلا واقل من السابق حيث تمت عمليات إطلاق صواريخ باتجاه مدن بئر السبع وعسقلان واسدود ومدن كبرى أخرى... ظهرت في ساعات صباح اليوم مخالب باراك الذي هدد وتوعد باجتياح غزة برياً ليأتي بعده دور جندي المشاة التابع لنتنياهو عضو الكنيست عن حزب الليكود "اوكينس" الذي شغل سابقا منصب الناطق بلسان نتنياهو ليطلق التصريح القاطع "لن يكون مفرا من عملية الرصاص المصبوب 2 ".

"وأخيرا يتضح بأن الاستطلاعات العميقة التي تجري يوميا قد أقلقت نتنياهو كثيرا لذلك قرر تصعيد الأوضاع على الجبهة الداخلية بأي ثمن وإذا فشل في إيران فلماذا لا تكون غزة بديلا وإذا ضبطت غزة أعصابها وفوتت الفرصة فإن نتنياهو سيتحول إلى لبنان... المهم بالنسبة له ان يتوقف الحديث عن الوضع الاجتماعي ويبدأ الناس بتنظيف الملاجئ ويشكل هذا الخيار بالنسبة لايهود باراك خيارا مصيريا يقف على حافة الحياة والموت لذلك سيعمل كل ما يمكنه لتحويل النقاش الاجتماعي الى دائرة الجيش والامن لعله يجتاز خط الحسم في الانتخابات القادمة ويبدو ان هذا لن يحدث وهذا امرا جيدا "اختتم يتسهار تحليله".