وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الضمير تنظم حلقة نقاش بعنوان" واقع الحريات الصحفية " بغزة

نشر بتاريخ: 14/02/2007 ( آخر تحديث: 14/02/2007 الساعة: 16:55 )
غزة- معا- نظمت مؤسسة "الضمير لحقوق الانسان" حلقة نقاش بعنوان " واقع الحريات الصحفية " بغزة, طرحت خلاله واقع الحريات الصحفية في ظل ثقافة الفلتان الأمني, وغياب القانون, وتفسخ الجسم الصحفي.

وعرض خليل أبو شمالة المدير التنفيذي لمؤسسة الضمير, خلال حلقة النقاش مجموع الانتهاكات التي راقبتها المؤسسات الحقوقية خلال السنوات الأخيرة, وتحديداً اعتداءات الفلتان الأمني التي تمثلت بعدد من الأشكال الخطيرة من خلال الاعتداء المباشر, والتهديد بالقتل على الصحفيين أو تدمير وتفجير مكاتب صحفية وإذاعات وخطف الصحفيين الأجانب, مشيراً الى المطالبات المتكررة من قبل المؤسسات الحقوقية, بضرورة توفير كل الشروط المناسبة لضمان الحرية الصحفية سواء أكانت محلية أو دولية معللا, ذلك بأهمية الصحافة كسلطة رابعة في الكشف عن الحقيقة.

وقال أبو شمالة:" أن هناك علاقة جدلية بين الصحافة والواقع السياسي الذي يعيشه قطاع غزة, وخاصة بعد فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية, وما نتج عنه من ما وصفه بـ"صراعات حزبية" دفع الصحفي جزء من تداعياتها, وتمثل بأشكال مختلفة من الانتهاكات والتعدي على حرية الصحافة".

وفي ذات السياق أشار عصام يونس, مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان, إلى ثلاثة قضايا مهمة في الطرح لقضية واقع الحريات الصحفية, أولا أن البيئة السياسية والتي تشكل نوع من أنواع التحدي الوطني لدى الصحفي أثناء أداء مهمته الإعلامية في ظل ظروف الاحتلال, وثانياً البيئة القانونية والى أي مدى قادرة القوانين المحلية على حماية الصحفي من كل أشكال الانتهاكات والظروف التي تعيق عمله, وثالثاً أخلاقيات مهنة الصحافة, وهذا يتطلب التزام أخلاقي وموضوعي ومهني من الصحفيين في تأدية عملهم, بالإضافة إلى تكوين جسم نقابي قوي غير مفسخ قادر على تطوير وتنمية واقع الصحفي في ظل كل هذه المتغيرات الاجتماعية والسياسية التي يمر بها الشارع الفلسطيني, مؤكدا على أن واقع الصحافة ليس معزول عن واقع الحريات الأخرى.

وبدوره كإعلامي أثار نضال المغربي, وهو محرر في وكالة الأنباء رويترز، بعض النقاط التي توضح الثقافة المضادة والمهينة للإعلامي, مؤكدا بان ما يقوم به بعض المتحدثين الرسميين باسم هذا الفصيل أو ذاك أو باسم الحكومة أو الرئاسة, بإطلاق الأحكام التي تشوه مهنة الصحافة مثل استخدام لفظ "وسائل الإعلام تبهر الحقائق", مضيفا أن التحدي الذي يواجه الصحفي هو تحدي امني, وليس تحدي وطني, وهذا يفقد جوهر العمل الإعلامي, متسائلا ما هي الحلول لخلق ضمانات للتوقف عن كل هذه الاعتداءات بحق الصحفي, على حد تعبيره.

وفي ذات الإطار نوه سيف الدين شاهين, مراسل العربية إلى أن " واقع الحريات الصحفية يشوبه نوع من العصبوية والفئوية وفقدانها للموضوعية, بالإضافة إلى بعض المتطفلين على مهنة الصحافة الذين لا يملكون الحد ادنى من ثقافة العمل الصحفي والمهني والموضوعية, وكل هذه الإخفاقات الجلية في العمل الصحفي يغيب عنه القانون, والتجمع الصحفي المتين القادر على مراقبة هذا الواقع المزعج والمتمثل في نقابة الصحفيين.

أكد الإعلامي عدنان أبو حسنة على أن هناك خلل واضح في طبيعة الشخصية الصحفية, وهذا يتضح من خلال عضوية بعض الصحفيين في بعض الأحزاب السياسية, والبعض الأخر يعتبرون أعضاء في بعض الأجهزة العسكرية, مضيفا إلي أن المشكلة الأساسية في الواقع الصحفي هي انهيار في ثقافة المجتمع الفلسطيني فهناك غياب حقيقي للبوصلة المهنية في ظل ثقافة القتل ". موضحا أسباب الفلتان الإعلامي هو إحساس الإعلامي بالحق المطلق فهذا أدي إلي كل الانهيارات في العمل الإعلامي .

وبدوره كباحث وراصد لانتهاكات حرية الرأي والتعبير خليل شاهين باحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يؤكد بان لم يكن هناك حماية قانونية كاملة لكل الأشخاص الذين دفعوا حياتهم ثمنا للكلمة فالقوانين لا تعالج 70 % من الذي تعيشه الصحافة الفلسطينية ". متحدثا عن العوامل الموضوعية لخلق بيئة إعلامية صحية وهي أن فرضية تقبل الأخر وهي فرضية تخلف أجواء موضوعية ومهنية عالية في العمل بالإضافة إلي تكوين جسم نقابي قوي يدعم الصحفي أثناء عمله .

بدره شدد امجد الشوا منسق شبكة المنظمات الأهلية علي ضرورة متابعة الملفات القانونية التي كان فيها انتهاك بحق الصحفيين من خلال القضاء وهذا يكون من خلال جهة مشتركة توثق كل الانتهاكات وتطالب القضاء بمسائلة الجهات المسؤولية عن الاعتداءات بحق الصحفيين " وعلي صعيد الجانب التوعوي والتثقيفي أوضح الشوا علي ضرورة توعية الصحفيين بحقوقهم وواجبا تهم وبناء كادر إعلامي مهني ".

ومن جهته تسائل الصحفي والمصور موفق مطر " في بلد ينتهك حرية الانسان في الحياة فهل من الممكن أن يكون هناك حريات صحفية ".
وخلال المداخلات التي كانت تطرح من قبل الصحفيين أوضح الصحفي زكريا التلمس عن حالة الانحلال الأخلاقي وعدم الوعي المهني في الوسط الإعلامي " وأشار إلي ظاهرة المرافقين الحاملين السلاح للشخصيات الإعلامية ودلل علي أنها اخطر ظاهرة تمس الإعلاميين .

وفي نهاية اللقاء أكد أبو شمالة أن الحريات الصحفية هي احدي المواضيع التي ستسلط مؤسسة الضمــير الضوء عليها خلال المرحلة القادمة , وستعمل بالتنسيق مع الصحفيين والمكاتب الصحفية ومنظمات حقوق الإنسان من اجل ضمان وتعزيز الحريات الصحفية .