وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

موفد معا- الشأن الداخلي والاقتصاد يَهُمُ الامريكي أكثر من السياسة

نشر بتاريخ: 01/11/2012 ( آخر تحديث: 02/11/2012 الساعة: 08:25 )
توليدو - أوهايو - موفد معا - واستمرارا لمتابعة وكالة معا للانتخابات الامريكية، عمل موفدنا عبد الحكيم صلاح على استطلاع آراء عدد من المواطنين في الولايات المتحدة حول موقفهم من انتخابات الرئاسة الوشيكة، حيث اشارت الاراء ان ثمة مؤشرات كافية تدلل على معالم السياسة الأمريكية للأعوام الأربعة القادمة، وما يرغب المواطن العادي في أن تركز عليه الإدارة الجديدة.

الشؤون الداخلية وتحديدا الاقتصاد هي ما يهتم به غالبية الناس هنا. "الاقتصاد وحش ولا أعتقد أن أيا من المرشحين سوف يستطيع أن يحدث تغييرات جذرية في هذا الصدد في الأعوام القادمة، على حد تعبير شاب أمريكي من أصول مغربية وفرنسية. الشاب في بداية الثلاثينات قال لموفد معا في واشنطن العاصمة إنه لن يدلي بصوته لأنه يعلم أنه لا المرشح الجمهوري بااك أوباما ولا منافسه الديمقراطي ميت رومني سينجح في تغيير الأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد.

وقبله بقليل يوم الأربعاء الماضي وتحديدا بعد عدة دقائق من هبوط الطائرة القادمة من عمان في مطار شيكاغو أوهير بادر موظف فحص الجوازات في المطار إلى التحدث لموفد معا عن الانتخابات بينما كان يقلّب وثائقه قائلا: " لقد أدليت بصوتي في المرات الأربع الماضية، أما هذا العام فلن أفعل لأنني ضقت ذرعا".

لقد بادرني الحديث دون أن أقدم نفسي على أنني مراسل صحفي، لأن كل ما كان يهمني هو أن يختم جواز السفر ويأذن لي بالدخول كي يتسنى لي أن أصل إلى الفندق لأستريح قليلا. غير أن الموظف أدرك من خلال نوع تأشيرة الدخول على جواز السفر أنني أمثل وسيلة إعلام أجنبية.

قال موظف الجوازات: إن أوباما يبذل جهودا كبيرة ويكرس الكثير من الوقت لجمع التبرعات لحملته الانتخابية، لقد قام بأكثر من 200 حملة لجمع التبرعات... فسألته ما إذا كان ذلك يعني أنه قد ينتخب رومني فأجاب بأنه لا يستطيع انتخابه "لأنه لو تولى الرئاسة فسوف يدمرنا (والحديث هنا عن موظفي القطاع العام.)” فقلت له ماذا ستفعل إذا، فقل "سوف أتقاعد.”

وفي المقابل يعتقد الأستاذ الجامعي المتقاعد محمد دادفار إيراني الأصل أن الرئيس الحالي باراك أوباما قد مهّد الطريق لتحسين الاقتصاد الأمريكي في السنوات القادمة، وقال : اذا فاز رومني فسوف يستغل ما قد أنجزه أوباما"، وأضاف أنه أيا كان الرئيس القادم فإن الأعوام الأربعة القادمة ستشهد تحسنا ملحوظا على الصعيد الاقتصادي لأن أوباما كان يسير على الطريق الصحيح.

الأستاذ الجامعي المقيم في توليدو أوهايو قال ايضا لموفد معا أنه يفضل أيضا سياسة أوباما الخارجية "فهو أفضل بكثير من الناحية الإنسانية لأنه يبذل قصارى جهده لتجنب الحرب"، أما في حال انتخاب رومني فقد يقدم على قرارات هوجاء كإعلان الحرب على إيران "وهو ما يريده النظام الحاكم في إيران لتحسين شعبيته وتأييده سواء في إيران أو على مستوى الإقليم"، ويضيف أنه لو حدث ذلك فستكون بمثابة حرب عالمية ثالثة.

ومن بين الأصوات الشعبية الأخرى التي تشير إلى بعض الإحباط في الشارع الأمريكي فتاة اسمها شيلين في الرابعة والعشرين من العمر من سكان توليد قالت لموفدنا أنا لا أكترث بالانتخابات لأنه أيا كانت النتيجة فإن الرئيس المنتخب سيغير خط سيره فيما بعد، على حد تعبيرها.

ولدى سؤالها ما إذا كان ينبغي على الرئيس القادم أن يركز أكثر على الشؤون الداخلية أم على السياسة الخارجية، أجابت أنه بالتأكيد يجب أن يركز على الاقتصاد الأمريكي. وتقول: " ما يهمني هو الاقتصادي وليس السياسة الخارجية. انظر إلى حالي فأنا أعمل نادلة في مطعم، لطالما رغبت في الدراسة الجامعية لكنني لا أستطيع لأنها مكلفة جدا".

تشاركها الاهتمامات ذاتها فتاة أخرى تدعى ليز وتعمل موظفة استقبال في فندق في توليدو :" في هذه المرحلة ينبغي أن نهتم بما يجري في بلادنا وليس ما يجري في البلاد الأخرى، هكذا قالت موضحة أن اسمها موجود في السجلات الانتخابية لكنها لم تقرر بعد إن كانت ستدلي بصوتها أم لا.

وأشارت ليز إلى أن "كلا المرشحين ينشغلان في مهاجمة أحدهما الاخر خلال المناظرات بدل أن يتحدثا عما سيقومان به من أجل تحسين الأحوال في البلاد لقد سئمت الجملات الانتخابية.”

وحول ما إذا كان الرئيس أوباما يتصرف كما ينبغي تجاه الإعصار ساندي الذي يضرب الساحل الشرقي، قالت ليز إنه يفعل ما ينبغي أن يفعله الرئيس.