وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: سنزرع الف شجرة مقابل كل شجرة يقتلعها الاحتلال ومستوطنيه

نشر بتاريخ: 03/11/2012 ( آخر تحديث: 03/11/2012 الساعة: 16:59 )
رام الله - معا - قال رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض إن هناك خطة استراتيجية لوزارة الزراعة تقوم على زرع الف شجرة زيتون مقابل كل شجرة يقتلعها الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه الذين يستهدفون هذه الشجرة من اجل طرد المزارعين الفلسطينين من أراضيهم.

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في فعاليات افتتاح مهرجان قطف الزيتون السنوي الثاني عشر في ساحة المهد بمدنية بيت لحم، بمشاركة رسمية وجماهيرية واسعة حيث أكد رئيس الوزراء على ان السلطة تعمل وستعمل بكل امكانياتها من أجل تعزيز صمود المواطن والمزارع الفلسطيني باعتبار أن المزراع هو عنوان الصمود والتجذر بالارض الفلسطينية.

|193737|وشكر فياض القائمين على هذا المهرجان السنوي وعلى رأسهم سيمون عوض مدير مركز التعليم البيئي الذي سعى لاطلاق هذه المبادرة المتميزة في رحاب كنيسة المهد مشددا على تقديره لكافة الجهات المنظمة لتنظيمها لمثل هذه الفعاليات.

كما وقدم رئيس الوزراء تعازيه الحارة وتعازي جماهير شعبنا لشهيد موسم قطف الزيتون لهذا العام المهندس نادر الحذوة والذي انتقل الى رحمته تعالى وهو يناضل ويجاهد بقطف زيتونه، كما عزى بالدكتور خالد ابو عجمية من مخيم الدهيشة مترحما على شهداء فلسطين وعلى رأسهم الزعيم الخالد الشهيد ابو عمار ،سيما ونحن نقترب من ذكرى استشهاده في هذه الايام المباركة على جماهير شعبنا والمتمثلة بموسم قطف الزيتون في فلسطين.

|193736|وأكد فياض على أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا جميعا كفلسطينيين لدعم مزارعي الزيتون خصوصا والقطاع الزراعي عموما لأن شجر الزيتون يمثل عنوان الصراع مع الاحتلال ومستوطنيه الذين يستهدفون شجر الزيتون بشكل خاص، مؤكدا على تصريحات وحديث وزير الزراعة بزرع الف شجرة مقابل كل شجرة زيتون اقتلعت هذا العام أي بمعنى انه سيتم زراعة 700 الف غرسة زيتون ردا على ممارسات الاحتلال ومستوطنيه وهي نسبة الف شجرة مقابل كل شجرة زيتون اقتعلت.

وشدد رئيس الوزراء على أن وجودنا هنا اليوم يأتي للاحتفال بالزيتون الذي يعتبر رمزا من رموز النضال الذي لا يمكن للاحتلال أن يغير معالم فلسطين من خلال اقتلاعه، وتجريف الاراضي، مشددا على أن شجر الزيتون سيبقى رمزا للصمود والتحدي، ولهذا فان شعبنا وقيادته السياسية تهتم كل الاهتمام والعناية بالزيتون.

ووعد فياض باستمرار العمل بكل الامكانيات من أجل الاهتمام بشجرة الزيتون وبمن يرعاها و يهتم بها ، معربا عن أمنياته بأن يكون المهرجان مهرجان خير على المزارعين ،موضحا أننا نحتاج للنهوض بالوقع الزراعي الى عدة أمور، أبرزها المياه التي يسيطر عليها الاحتلال ويسرقها من مصادرها الطبيعية ،وبالتالي نأمل ان يكون موسم الشتاء هذا موسم خير علينا وعلى شجر الزيتون.

|193735|أما الامر الثاني الذي نحتاجه للنهوض بقطاع الزراعة بشكل عام وزراعة الزيتون بشكل خاص فهو التسويق للنهوض بواقع الزراعة مثمنا وشاكرا للأردن الشقيق الذي يحضر منه وفد رسمي من وزارة الزراعة الاردنية ومختلف الاتحادات الزراعية والمستثمرين الأردنيين الذين نأمل بأن يساعدوا في هذا المجال.

ورحب فياض بالوفد الاردني مثمنا زيارتهم ووجودهم على أرض فلسطين معبرا عن اعتزازه بهذه الزيارة التضامنية التي يعتز بها جميع الفلسطينيين شاكرا الأردن قيادة وحكومة وشعبا واتحادات على وقفتهم الأصيلة مع شعبنا الفلسطيني.

كما عبر رئيس الوزراء عن أمله بان ينقل الأشقاء في الوفد الاردني ما شاهدوه في الأراضي الفلسطينية الى القيادة الاردنية والشعب الاردني الشقيق خلال زيارة التضامن التي قاموا بها لفلسطين، والتي ترفع من معنويات وروح شعبنا النضالية في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

وحيا فياض المزارعين على نضالهم وصمودهم وحرصهم على أرضهم وشجر زيتونهم مشددا على أن هذا الحرص يعكس التجذر والانتماء موضحا أن السلطة الوطنية تبني الوطن لبنة لبنة في طريقنا الطويل لنيل الحرية والاستقلال، مضيفا أن شعبنا حما ثقافته ووطنه وأرضه وشجره على مر سنوات الاحتلال وسيواصل نضاله حتى نيل الحرية والاستقلال.

كما شكر رئيس الوزراء الدكتور فكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم وكافة أعضاء المجلس الذين عملوا بكل اخلاص وجهد وأمانة للارتقاء ببيت لحم خلال فترة خدمتهم متمنيا التوفيق للمجلس الجديد.

وكانت فعاليات اطلاق مهرجان الزيتون قد انطلقت صباح اليوم في ساحة المهد بحضور العديد من الشخصيات وعلى رأسها وزير الزراعة المهندس وليد عساف والوفد الاردني الشقيق برئاسة مستشار وزير الزراعة الاردني محمد الروسان، ووفد من الوزارة والاتحادات الزراعية الاردنية والاعلاميين، الى جانب العديد من الشخصيات الفلسطينية وعلى رأسها نائب محافظ بيت لحم محمد طه ابو عليا ومستشار الرئيس لشؤون العلاقات المسيحية زياد البندك ورئيس بلدية بيت لحم فكتور بطارسة وقائد منطقة بيت لحم العميد سليمان عمران وسيمون عوض مدير مركز التعليم البيئي وممثلي المؤسسات والفعاليات المختلفة القائمة على المهرجان والداعمة له.

وافتتح المهرجان بعزف السلام الوطني والوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء فيما رحب بعد ذلك رئيس بلدية بيت لحم برئيس الوزراء والوفد الاردني مشيرا على ان المهرجان يؤكد اهمية شجر الزيتون الذي يعتبر رمزا من الرموز الوطنية والحضارية والتراثية للشعب الفلسطيني وهو ايضا واحد من أوجه الحضارة ورمز السلام في قلب مدينة السلام رغم انه يعاني من الظلم والاضطهاد الاسرائيلي مما جعله بأمس الحاجة للسلام.

وأكد بطارسة على ان المهرجان يحمل رسالة سلام للعالم تدعوه للوقف الى جانب الحق والتصويت الى جانب المطلب الفلسطيني برفع مستوى التمثيل بالامم المتحدة كما انه يشكل رسالة تحدي للاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه الذين يستهدفون شجر الزيتون.

وأوضح بطارسة ان رسالة المهرجان للاحتلال أيضا تؤكد على تمسك أهلنا في بيت لحم وفي كل فلسطين بشجر الزيتون وبالأرض الفلسطينية، التي يحاول الاحتلال سرقتها بكل الوسائل من جدار واستيطان وعزل وترهيب للمزارعين، ورحب بطارسة بالوفد الاردني على أرض السلام أرض مدينة بيت لحم.

من جهته رحب سيمون عوض مدير مركز التعليم البيئي المبادر لاقامة هذا المهرجان السنوي بالحضورو تحدث عن فكرة المهرجان وأهدافه منذ السنة الاولى لاقامته، والتي تتنوع بين سياسية للتأكيد على الحق الفلسطيني بالارض والشجر والحجر، والزراعية التي تحاول لفت الانتباه الى ضرورة دعم المزارع الفلسطيني وحاجاته الانسانية في ظل ما يتعرض له من قمع واستهداف اسرائيلي، وبيئية تحاول لفت الانتباه الى ما تعانيه البيئة الفلسطينية جراء العديد من الامور وعلى راسها التجريف والتخريب والاقتلاع للاشجار من قبل الاحتلال ومستوطنيه، واقتصادية تركز على ضرورة دعم المزارعين وتطوير عملهم حتى يكونوا قادرين على تحدي الاحتلال الاسرائيلي.

وأكد عوض على أن المهرجان يحمل رسالة مهمة وهي أن شعبنا بكل مكوناته صامد في أرضه كشجر الزيتون المتجذر في الأرض الفلسطينية،موضحا أن الاحتلال اقتلع حتى يومنا هذا في هذا العام 750 شجرة زيتون من أجل التخريب وترهيب المزارعين وطردهم من أرضهم ليسهل الاستيلاء عليها .

كما أكد عوض ان فلسفة المهرجان هي ان الارض والمياه اساس الأمن الغذائي وبالتالي لا بد من الحفاظ عليها وحمايتها ومد يد العون لها من اجل استرداد الحقوق المسلوبة داعيا السلطة التي نثق فيها لدعم قطاع الزراعة وزيادة الدعم.

من جهته القى المهندس خالد خدام كلمة باسم الوفد الاردني نقل فيها تحيات جلالة الملك عبد الله الثاني موضحا أن هدف الزيارة هي المساعدة في تصدير المنتوج الزراعي الفلسطيني خصوصا الزيتون وزيته وللتأكيد على أن الاشقاء في الاردن يقفون مع أهلهم وشعبهم في فلسطين في صمودهم.

وأكد خدام بأن الوفد الأردني سينقل ما شاهده بكل أمانة للقيادة السياسية الاردنية ولجماهير الشعب الاردني الشقيق شاكرا الاشقاء الفلسطينين على حسن الاستقبال والتعامل.

بعد ذلك قامت ادارة المهرجان بتسليم رئيس الوزراء والضيوف الأردنيين هدايا زراعية تمثلت بقارورة من زيت الزيتون الفلسطيني، كما قام بعد ذلك رئيس الوزراء ورئيس البلدية ونائب المحافظ وسيمون عوض وعدد من الشخصيات، بتسليم معدات زراعية لمزارعي بتير من أجل تعزيز صمودهم ومساعدتهم على زراعة ارضهم.

وتجول رئيس الوزراء والوفد الاردني والحضور في زوايا واقسام مهرجان قطف الزيتون، واستمع من المزارعين وممثلي الجمعيات التعاونية الزراعية والاتحادات على واقع الزراعة وهمومهم اليومية.

ويشار الى ان مهرجان قطف الزيتون هو مهرجان سنوي يقام منذ اثني عشر عاما، وأقيم هذا العام تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ، وتستمر فعالياته منذ ساعات الصباح وحتى ساعات المساء، ويتضمن بيع الزيتون والزيت ومنتجات الحرف اليدوية من صابون وطعام فلسطيني تراثي، بالاضافة الى العديد من العروض الفلكلورية وهو بتنظيم من مركز التعليم البيئي وبلدية بيت لحم ومركز السلام في بيت لحم وجامعة بيت لحم ووزارة الزراعة ،وينظم بدعم من الاتحاد الاوروبي ومؤسسة اوكسفام، والتعاون الايطالي، والكنيسة السويدية، وبرنامج المساعدات السويدية سيدا.