وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المشاركون في مؤتمر سياسي نظمته بلدية غزة يؤكدون على ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية

نشر بتاريخ: 17/02/2007 ( آخر تحديث: 17/02/2007 الساعة: 16:39 )
غزة- معا- أكدت شخصيات من مختلف القوى والفصائل والفعاليات على ضرورة تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية على الأرض بالممارسات والأفعال ونبذ كافة صور وأشكال الصراع والاقتتال إلى غير رجعة.

كما دعت هذه الشخصيات إلى اعتبار واعتماد الحوار سبيلاً ووحيداً لحل الخلافات والاختلافات في المواقف والرأي.

جاءت هذه التأكيدات خلال المؤتمر السياسي الحاشد الذي نظمته بلدية غزة تحت رعاية الرئيس محمود عباس وحمل شعار " نعم للوفاق... نعم للاتفاق" وبحضور ممثل عن رئيس الوزراء الدكتور محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء وحشد من أقطاب العمل السياسي والجماهيري والنقابي والأهلي الفلسطيني ومختلف الفعاليات وممثلين عن حركتي فتح وحماس ومختلف الفصائل ووزراء وأعضاء من المجلس التشريعي ولفيف من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والمؤسسات العربية والدولية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأكد ممثل الرئيس أن الرئيس عباس سعى بقوة وحزم إلى إنجاح حوار مكة المكرمة من منطلق حرصه الشديد على حقن الدم الفلسطيني وإنهاء كافة أشكال وصور الاقتتال والصراع الشديد بين حركة فتح وحماس، مشيراً إلى أن الرئيس يعتبر اتفاق مكة وبدء الإجراءات الدستورية لتشكيل حكومة وحدة وطنية هو بداية الطريق الصحيح للوصول إلى تلاحم وطني شامل يعيد للقضية زخمها ويسهم في رفع الحصار ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية والإفراج عن الأسرى.

وقال الشرافي أن الرئيس عباس يأمل أن تشهد المرحلة المقبلة في ظل حكومة الوحدة ترسيخاً للتعددية والشراكة السياسية والتوحد الوطني صوت الاحتلال ، ووجه د. الشرافي باسم الرئيس شكر وتقدير الشعب الفلسطيني لكل من ساهم في دعم اتفاق مكة خصوصاً العربية السعودية والشقيقة مصر.

من جانبه أكد الدكتور محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء ممثل الرئيس للمؤتمر على أن اتفاق مكة أسهم في حقن الدم الفلسطيني وأسس لمرحلة جديدة قائمة على التوافق الوطني الشامل، وشدد عوض على أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية يضع نصب عيناه هدف تمتين الجبهة الداخلية لمجابهة التحديات العظيمة التي تواجه الوطنية الفلسطينية، داعياً إلى مواجهة الخطر المحدق بالمسجد الأقصى من خلال الوحدة والتلاحم الوطني.

من جانبه هنأ رئيس بلدية غزة حركتي فتح وحماس والشعب الفلسطيني باتفاق مكة المكرمة وبالبدء بخطوات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية معتبراً ما تم التوصل إليه إنجازاً وطنياً تاريخياً أعاد للشعب الفلسطيني عزته وهيبته وكرامته.

وثمن د. أبو رمضان النوايا الصادقة لقادة حركتي فتح وحماس ولكل من ساهم في التوصل لهذا الاتفاق سواء من الإخوة ولكل العرب وفي مقدمتهم مصر والسعودية والأردن أو من مختلف القوى والفعاليات والفصائل الفلسطينية.

وأضاف أن بلدية غزة عمدت على تنفيذ هذا المؤتمر للتأكيد على أن ما وقع في غزة من أحداث مؤسفة لا يعبر بحال عن عراقتها وأصالتها فليس فيها شبر واحد إلا سقط فيه شهيد دفاعاً عن الوطن والثوابت الوطنية مشدداً على أن غزة ستبقى عنواناً للصمود والوحدة والتلاحم داعياً إلى تغليب المصالح الوطنية العليا فوق كل المصالح.

وفي ختام كلمته اعتبر د. أبو رمضان ما لحق بمرافق وممتلكات البلدية من خسائر وتدمير خلال الأحداث المؤسفة قرباناً تضعه البلدية لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.

بدوره اعتبر أشرف عقل سفير جمهورية مصر في فلسطين اتفاق مكة علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني الحديث يتم فيها اعتماد لغة الحوار، لحل كل الخلافات الداخلية بعيداً عن لغة السلاح والاقتتال.

وأكد عقل أن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، مشدداً على مضي مصر قيادة وشعباً قدماً في سعيها لتحقيق السلام العادل الشامل الذي يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

واعتبر أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، هي خطوة هامة وإيجابية لتوفير المناخ الإيجابي، الذي يؤسس لبناء الشراكة السياسية الفلسطينية الكاملة، داعياً إلى تنفيذ اتفاق مكة بكافة بنوده، ليثبت الشعب الفلسطيني للأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع أنه على قدر المسؤولية العليا.

وأكد السفير المصري على غضب بلاده واستيائها مما تقوم به إسرائيل من حفريات واعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، محذراً من خطورة هذه الاعتداءات التي تمس برمز إسلامي هام وكبير.

من جهته بارك الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة البدء بالإجراءات الدستورية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية تجسيداً لاتفاق مكة المكرمة، داعياً إلى تعزيز التوافق الوطني والتفرغ لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد بحر على دعم التشريعي لكل خطوة تعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الداخلي، معتبراً اتفاق مكة تطور وطني كبير تقع مسؤولية تنفيذه على كافة الأطراف، وطالب رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، ببذل كل الجهود والضغط على المجتمع الدولي لإطلاق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال وعلى رأسهم النواب ورئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك.

بدوره شدد اللواء مازن عز الدين، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، على وجوب توحد حركتي "فتح" و"حماس" في خندق واحد للعمل الوطني المشترك، داعياً إلى تعزيز الوحدة الوطنية قبل فوات الأوان.

وقال اللواء عز الدين: "باتفاق مكة نحن عدنا إلى رشدنا وصوابنا، ويجب أن نعمل على تضميد جراحنا وإعادة بناء ما دمر في المرحلة الأخيرة المؤسفة، لأن الوضع الداخلي في خطر ويحتاج تظافر جهود الجميع"، مؤكداً أن الحوار الوطني هو الطريق الوحيد لحل كل الخلافات الداخلية بعيداً عن أي نوع من الاقتتال الداخلي والاشتباك المسلح.

فيما اعتبر إسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة "حماس"، الأحداث المؤسفة الأخيرة نبتة مؤسفة في صفحة بيضاء لن تؤثر على نقاء الصفحة البيضاء المشرقة، داعياً إلى تحمل المسؤوليات الوطنية للحفاظ على التوحد الداخلي وحماية الجبهة الوطنية.

ودعا رضوان إلى المضي في خطوات تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الشراكة السياسية وفي مقدمتها تفعيل وتطوير منظمة التحرير وتجسيد العمل الوطني المشترك، وفي خطوة تعبيرية مؤثرة طالب د. رضوان من الحضور ترديد قسم العهد على الوحدة ونبذ الاقتتال إلى الأبد فرد الجميع مع القسم.

وفي كلمته باسم جمعية الأسرى والمحررين أشاد هشام عبد الرازق رئيس جمعية الأسرى والمحررين "حسام" بنضال وصمود الأسرى الأبطال داخل سجون الاحتلال، وتقديمهم مبادرة وثيقة الوفاق الوطني لتحقيق التوافق الوطني ووقف الانقسام الداخلي.

وشدد عبد الرازق على وجوب تظافر كل الجهود من اجل الإفراج عن كافة الأسرى والأسيرات وإنهاء معاناتهم، داعياً إلى المضي في خطوات المصالحة الوطنية وطي صفحة الاقتتال المؤسف وبناء المزيد من الثقة والبناء للوحدة الوطنية.

وفي السياق أشار أسامة كحيل رئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين في كلمة القطاع الخاص، إلى دور القطاع الخاص في المساهمة بتعزيز التوافق الوطني ووقف الاقتتال الداخلي المؤسف، داعياً إلى تمكين القطاع الخاص من المشاركة الفاعلة في السياسية وحكومة الوحدة الوطنية.

ودعا كحيل إلى الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على قاعدة التوحد الكامل في كافة مؤسسات الوطن، مشدداً على وجوب تظافر الجهود لرفع الحصار وإنهاء الأزمة الاقتصادية.

وفي كلمة لأطفال مدينة غزة أكدت الطفلة ريم غنام على أن مستقبل أطفال فلسطين مرهون بمواقف وسياسات القادة السياسيين, مشددةً على وجوب تغليب المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة حزبية لأن فلسطين أكبر من الجميع.

وقبيل ختام المؤتمر قام رئيس بلدية غزة بتقديم درع البلدية لكل من ممثل الرئيس وممثل رئيس الوزراء والسفير المصري، واختتم المؤتمر بتشابك الأيدي تعبيراً عن الوفاق والاتفاق والأخوة التي تجمع بين أبناء الشعب الفلسطيني وكافة قواه السياسية.