|
في الأسبوع الوطني للشباب، كلنا سفراء لفلسطين
نشر بتاريخ: 09/11/2012 ( آخر تحديث: 29/06/2014 الساعة: 14:32 )
بقلم: شروق زيد
لم تبق إلا ساعات قليلة تفصلنا عن بدأ فعاليات الأسبوع الوطني للشباب ، الذي اعلن عنه اللواء جبريل الرجوب واختص بمرسوم رئاسي ، لإحياء ذكرى أحداث متميزة في تاريخ القضية الفلسطينية، ابتداءً بذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات ، مرورا إلى ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال الفلسطينية التي خط حروفها الشاعر الراحل محمود درويش وأعلنت في 15 من نوفمبر عام 1988 ، لتكون أول نواة لدولة فلسطينية مستقلة بعد سنوات الضياع والشتات التي عاشتها القضية. فعاليات الأسبوع الوطني للشباب من(11-15 من الشهر الجاري) ستتراوح ما بين الأنشطة الثقافية والفلكلورية والرياضية التي تدل على أصالة الشعب الفلسطيني واحتفاظه بتراثه الذي هو أساس هويته الوطنية، إلى الأنشطة الوطنية التي تأخذ أبعادا ومدلولات سياسية تصف الحصار والاستيطان والتهويد الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني، إلى تبيان جوانب المعاناة بالتركيز على أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، وزيارة أهالي الشهداء، بالإضافة لانعقاد مؤتمر الإعلاميين الرياضيين العرب على هامش هذا الأسبوع بمشاركة نحو 20 دولة عربية وهو ما سيشهده اكثر من 4000 إعلامي ومتضامن سيزحفون من القارات الأربع ليصلوا فلسطين ضيوفا كرام ومن ثم سفراء لنا في دولهم وبهذا نكون قد مارسنا نوعا جديدا من الدبلوماسية ألا وهي الدبلوماسية العامة . فقد شكلت الألعاب الأولمبية اليونانية منذ العصور القديمة أول العمليات الدبلوماسية العالمية، فكانت حدثا مقدسا يتوجب فيه إيقاف الحروب والدخول في فترة هدنة عسكرية نظرا للقدسية التي كانت تتمتع بها الرياضة في تلك العصور. و في القضية الفلسطينية وبالرغم من الاحتلال والقتل والاعتقال والتهويد، يسعى الشعب الفلسطيني دائما لخلق فرص من الأمل والإرادة لحياة أفضل حُرم منها قسراً، فاعتمدت منظمة التحرير الفلسطينية في السابق على الدبلوماسية العامة في نشر القضية إلى العالم عن طريق اتحادات الطلبة ولجان المرأة والإعلام ومراكز الدراسات. ولأن الرياضة هي ملك الشعب وكل رياضي هو سفير لقضيته، بدأت الرياضة الفلسطينية تأخذ منحىً دبلوماسيا جديدا لا يختلف عن المنحى السابق للمنظمة في الشتات، ولكنها استحدثته بالتقنيات وعمليات التطور الرياضية، مخاطبة العقول الواعية والضمائر الحية بالعالم. ولا يختلف الأسبوع الوطني للشباب عن الحدث الدبلوماسي السابق وهو المشاركة في الألعاب الأولمبية في لندن، فبمجرد خروج العلم الفلسطيني لملايين المتابعين لحفل افتتاح أولمبياد لندن هذا العام، فهذه الدبلوماسية الفلسطينية تقول إننا لا نزال متواجدين على أرضنا وهنا باقون، وبمجرد اختلاط اللاعبين في القرى الأولمبية باللاعبين الدوليين فهم وبلا شك سفراء للعالم اجمع، وبمجرد التقاء الإعلاميين الفلسطينيين بنظرائهم الدوليين فهذا يعني حب فضول الآخرين للسؤال عن الشعب الفلسطيني وأسباب الصراع، فلم يخاطب فلسطيني شخصا أجنبيا إلا استطاع إقناعه بعدالة قضيته، فكيف إذا خاطب شعبا كاملا عن طريق الرياضة والإعلام، فهذا يعني خلق رأي عام، قد تصل لدرجة التحول في السلوكيات للشعوب من اجل الضغط على حكوماتها لنصرة القضية الفلسطينية. كما ونجد أيضا الكثير من الأحداث الرياضية التي شكلت دبلوماسية عامة للقضية الفلسطينية، وهو استضافة الفرق والوفود العربية والأجنبية الرياضية إلى الداخل الفلسطيني, والحدث الأبرز الذي اعترف الاتحاد الدولي الآسيوي بتسجيله كإحدى الفعاليات الرسمية السنوية له، وهو بطولة "فلسطين الدولية " التي تقام على ارض فلسطين في ذكرى النكبة الفلسطينية أي في شهر أيار من كل عام تحت شعار " فلسطين من النكبة إلى الدولة"، ويشارك بها العديد من الفرق والمنتخبات الدولية، لتشكل عملية دبلوماسية جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية ولـتأخذ طريقة فلسطينية مستحدثة لنشر عدالة القضية للعالم الخارجي ، فما يشاهده العالم على التلفاز يختلف عن أرض الواقع، وحضور اللاعبين والإعلاميين الرياضيين العرب والأجانب إلى فلسطين يُعتبر تحقيقا لثلاثة أهداف وضعت من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية وهي مشاهدة الجانب الحضاري والرياضي للشعب الفلسطيني، مشاهدة البعد الإنساني مثل والجدار والاستيطان والقدس، و مشاهدة جانب المعاناة مثل الحواجز، المعابر ومخيمات اللاجئين، وأهالي الأسرى ،المواجهات والاعتصامات . نستطيع القول بأن الرياضة أصبحت اليوم دبلوماسية جديدة متعددة الأهداف تخدم القضية الفلسطينية بروح من التعاون والانسجام الدولي للوصول إلى تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، فكيف اذا جمع هذا الأسبوع ما بين الرياضة والثقافة والأحداث الوطنية، فهو وبلا شك رسالة فلسطينية فعالة موجهة إلى كافة العالم تفيد باننا شعب نستحق الحياة. فاذا استطاعت دبلوماسية الرياضة ان تمهد بالعلاقات الثنائية ما بين الصين والولايات المتحدة ، بما عرف بدبلوماسية التنس أو"البنغ بونغ" واستطاع جنوب أفريقيا بتنظيم كأس العالم بالرغم من نظام الفصل العنصري السابق، و أذا استطاعت الهند إقامة كأس العالم للكريكيت في 2011 متجاوزة بذلك كافة القضايا الداخلية والمشاكل السياسية، فستنجح فلسطين باستخدام القوة الناعمة للرياضة بإيصال رسالتها للعالم متوحدة بلا شك . فلنشارك نحن كفلسطينيين أولا وكشباب ثانيا بالأسبوع الوطني للشباب، محافظين فيه على قيمنا وثقافتنا التي تعكس مستوى حضاري كبير يستحق الاحترام والتقدير من قبل العالم، ولنجعل هذا الأسبوع هو أسبوع فلسطين بامتياز، ولنختلط بضيوف فلسطين ولنسيطر على خيالهم فكما قال إدوارد سعيد "اذا أردت لقصتك ان تفوز فعليك بالسيطرة على خيال العالم" . فلنكن إذن سفراء ودبلوماسيين نتوحد تحت شعار فلسطين، وندعم توجهات القيادة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. |