|
مقتل رونالدو في حادث إطلاق نار !
نشر بتاريخ: 10/11/2012 ( آخر تحديث: 10/11/2012 الساعة: 14:53 )
بقلم : محمد النخالة
مراسل قناة الكاس القطرية العنوان جذب دون شك الآلاف من القراء الخائفين الذين دخلوا والصدمة تعلوا محياهم , لكن فليطمئن هؤلاء فنجم الملكي ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو لم يُقتل وهو بصحة وعافية وفي أحسن حال ! في حقيقة الأمر الضحية التي لفظت أنفاسها الأخيرة هي من فلسطين وتحديداً من غزة التي يرتقي فيها العديد من الشهداء الرياضيين والأطفال بشكل شبه يومي , حيث بلغ عدد شهداء الحركة الرياضية أكثر من 400 شهيد , وبلغت نسبة الشهداء الأطفال قرابة 30% مما مجموعه حوالي نصف مليون شهيد منذ الاحتلال عام 1948 . |194297| الشهيد طفل مثل كل أطفال العالم , اسمه حميد ابو دقة (12 ربيعاً) لا يحلم بأكثر من العودة لمنزله ليتابع عبر شاشة تلفازهم الصغير مباراة فريقه المفضل ريال مدريد ومراقبة نجمه المفضل كريستيانو رونالدو , فيما يتمتع أطفال العالم كله من أقصاه إلى أقصاه بكافة وسائل الراحة والترفيه . لم يحمل حميد البندقية , ولم يقذف جنود الاحتلال بالحجارة , ولم يتوقع أيضاً أن تكون مباراة ريال مدريد وبروسيا دورتموند هي الاخيرة التي سيتابع مجرياتها بشغف , لكن براثن الاحتلال عاجلته واستلت منه بالقوة حلم الطفولة البريء حيث كان يحدث الجميع بأمنيته أن يقابل نجمه المحبوب كريستيانو رونالدو و أن يزور ناديه المفضل ريال مدريد ! |194296| رصاصة قاتلة في الرأس قدمتها إسرائيل لحميد بينما كان يلعب الكرة مع أطفال الجيران مرتدياً قميص ريال مدريد الذي حمل اسم و رقم معشوقه رونالدو , فامتزج نقاء قلب الطفل ونقاء قميصه الأبيض بدمه الطاهر ليستشهد على الفور وسط صراخ وذهول رفاقه وأهل الحي الذين هرعوا لنجدة الطفل دون جدوى ! ان الأوضاع المأساوية لأطفال فلسطين تدق جدران الصمت العربي والدولي الرهيب إزاء الجرائم التي تقترفها دولة الاحتلال بحقهم على مدار الساعة بلا توقف وقوات الاحتلال لم تتورع يوماً عن استهدافهم سواء بالقتل أو التسبب بإصابات وعاهات دائمة لهم . دولة الاحتلال تشن حرباً عنصرية تطهيرية تدميرية شاملة لا هوادة فيها ضد أطفال فلسطين و تنتهج سياسة مرسومة و مؤدلجة مع شديد الإصرار وسبق الترصد ، تستهدف النيل من الطفل الفلسطيني جسدياً وروحياً و نفسياً حتى ينشأ محطماً مهزوزاً , لكن الماضي والحاضر والمستقبل أثبتوا وسيثبتوا فشل تلك السياسة فهذا الشعب هو شعب الجبارين , الذين لا يزيدهم الظلم الا تمسكاً بحقهم , ولا يزيدهم البطش بطفولتهم الا رجولة . |194295| انتهى حلم الفتى "المدريدي" ولفظ صاحب الرقم "7" أنفاسه الأخيرة , ولسان حال عائلته المكلومة يقول : "ليتك يا حميد لم تلعب الكرة في زقاق حارتك ذلك اليوم ! ليتك لم ترتدي فانيلتك الرياضية البيضاء التي لم يضع محتلك لها أي اعتبار او استثناء! وداعاً شهيد الطفولة .. وداعاً شهيد الرياضة .. وداعاً عاشق ريال مدريد .. وداعاً قبل أن يتحقق الحلم ! |194294| |194293| |