وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في ذكرى ابو عمار- فياض يشدد على المواجهة الحازمة لتهديدات اسرائيل

نشر بتاريخ: 10/11/2012 ( آخر تحديث: 11/11/2012 الساعة: 09:50 )
رام الله - معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على ضرورة الوقوف بحزم في وجه التهديدات الاسرائيلية، ودعا إلى العمل على ضمان عدم قبول المجتمع الدولي أو تسليمه بمشروعية هذه التهديدات إزاء التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة، كما دعا إلى ضرورة تحقيق الانسجام التام بين مختلف مكونات النظام السياسي، وتمتين جبهتنا الداخلية بأعلى درجات التماسك والوحدة الكفيلبة بتعزيز قدرة شعبنا على مواجهة التحديات الراهنن.

وقال " ونحن في رحاب روح الشهيد القائد أبو عمار، بأن قدرة شعبنا على مواجهة التحديات الراهنة، والتي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، تتطلب أقصى درجات المسؤولية الوطنية لتحقيق الانسجام التام بين مختلف مكونات النظام السياسي، وتمتين جبهتنا الداخلية بأعلى درجات التماسك والوحدة، كما أنها تتطلب الوقوف بحزم في وجه التهديدات الإسرائيلية، بما في ذلك من خلال السعي لضمان عدم قبول المجتمع الدولي أو تسليمه بمشروعية هذه التهديدات إزاء تحركنا على الساحة الدولية، بما في ذلك في الأمم المتحدة حاضنة القانون الدولي والشرعية الدولية ".

جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء التي ألقاها بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل القائد الرمز أبو عمار، الذي نظمته مؤسسة ياسر عرفات في قصر الثقافة في مدينة رام الله مساء اليوم، بحضور عدد واسع من المسؤولين الرسميين، وممثلي القطاعات الأهلية والشعبية.

وجدد فياض دعوته للمجتمع الدولي لضرورة استخلاص العبر من الأسباب التي أدت إلى فشل العملية السياسية في انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وإلزام اسرائيل بمرجعيات تلك العملية، والمتمثلة في قرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين على حدود عام 1967، وقال " دعوني أؤكد بأنه آن الآوان لان يستخلص المجتمع الدولي العبر من الأسباب التي أدت إلى فشل العملية السياسية، وعدم تمكنها من الوصول إلى الأهداف المرجوة منها، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين شعبنا من تقرير مصيره. فلم يعد ممكناً أن تستمر العملية السياسية رهينة، كما هي منذ حوالي عشرين عاماً ، لما لاسرائيل، وهي القوة المحتلة، من استعداد لتقديمه، بديلاً عن الالتزام مرجعيات تلك العملية والمتمثلة في قرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين على حدود عام 1967".|194378|

وشدد رئيس الوزراء على أن الزعيم الراحل أبو عمار كان شريكاً مخلصاً لصنع السلام العادل، مشيراً إلى أن شعبنا قدم تنازلاً تاريخياً ومؤلماً في مبادرة السلام الفلسطينية عام 1988، مؤكداً على أنه لا مجال لمزيد من التنازلات، وقال " لقد كان الزعيم الراحل أبو عمار، كما خلفه الرئيس أبو مازن، شريكاً مخلصاً لصنع السلام. ولكنه السلام العادل الذي يضمن لشعبنا حقوقه الوطنية كما عرفتها الشرعية الدولية. ولقد قدم شعبنا في سبيل ذلك تنازلاً تاريخياً ومؤلماً في مبادرة السلام الفلسطينية عام 1988، تمثل في قبوله بدولة فلسطينية على 22% من أرض فلسطين التاريخية. وعلى العالم أن يدرك أنه لا مجال لمزيد من التنازلات. وسيظل شعبنا صامداً على العهد الذي كافح أبو عمار وقضى من أجله، ليكون سلاماً دائماً وحقيقياً يضمن لشعبنا السيادة الكاملة على أرضه، ويمكنه من بناء مستقبله في دولته المستقلة، ويؤمن حلاً عادلا لقضية اللاجئين وفقاً للقرار 194. وما زال شعبنا يحمل غصن الزيتون الذي رفعه الرئيس أبو عمار في الأمم المتحدة عام 1974، ويؤكد تمسكه بالسلام الذي يضمن حقوقه الوطنية كما عرفتها الشرعية الدولية دون انتقاص".

واعتبر فياض على أن الوفاء لذكرى أبو عمار يتطلب العمل الجاد لاعادة الوحدة للوطن وانهاء الانقسام، مؤكداً أن المعيار الحقيقي لمدى الجدية في تحقيق المصالحة، والبوابة الرئيسية لانهاء الانقسام يتمثل بالعودة إلى الشعب والاحتكام لصندوق الاقتراع بإجراء الانتخابات العامة، والتوافق على صيغة حكم في مرحلة ما بعد الانتخابات تضمن للجميع فرصة المشاركة الفاعلة فيه، وقال " فياسر عرفات الذي جعل من منظمة التحرير الفلسطينية البيت والخيمة الجامعة لكل الشعب وقواه السياسية، بديلاً عن خيام التشرد واللجوء والتمزق وتذويب الهوية وطمسها... هو ياسر عرفات الذي قاد شعب فلسطين المشرد واللاجئ إلى شعب له حقوق وطنية، وبما أملى على العالم أن يقف معه لتمكينه من أن يعيش حرا في وطن له. وهنا فإنني أؤكد مجدداً أن تحقيق ذلك مرهون بإعادة الوحدة للوطن ومؤسسات شعبنا، الأمر الذي يتطلب ما اعتبره المعيار الحقيقي لمدى الجدية في تحقيق المصالحة، والبوابة الرئيسية لإنهاء الانقسام وتوحيد الوطن، ألا وهو العودة إلى الشعب، والاحتكام لصندوق الاقتراع بإجراء الانتخابات العامة، وبما يمكننا من إغلاق فصل الانقسام، وصون وحدة الشعب وقضيته وحقوقه".

وأضاف "ومن أجل طمأنة الجميع، فلا بأس من الاتفاق ليس فقط على ضمان شفافية الانتخابات ونزاهتها والالتزام بنتائجها، لا بل، والوقوف موحدين للدفاع عنها في مواجهة أية ضغوط، والتوافق على صيغة حكم في مرحلة ما بعد الانتخابات تضمن للجميع فرصة المشاركة الفاعلة فيه".

وأكد رئيس الوزراء على أهمية صون حرية الحق في التعبير ونبذ كل ما من شأنه المساس بها، وصون المنجزات الديمقراطية التي حققها شعبنا، مشيراً إلى أهمية استعادة دور المجلس التشريعي في تحقيق ذلك، وقال " نعم لا بد من استعادة دور المجلس التشريعي، بما في ذلك في صون حرية الحق في التعبير، ونبذ كل ما من شأنه المساس بها. نعم، ان الوفاء لياسر عرفات يتطلب استعادة الوحدة و صون المنجزات الديمقراطية التي حققها شعبنا، والاقلاع عن تكريس الانفصال والاعتداء على الحريات العامة وحرية الحق في التعبير، أو على من يرفع صوته مطالباً بإنهاء الانقسام".

وهذا النص الكامل لكلمة رئيس الوزراء

يحيي شعبنا الفلسطيني، ومعه كل أحرار العالم ومحبو الحرية والسلام ومناصرو قضيتنا العادلة، يوم غد الذكرى السنوية الثامنة لرحيل الزعيم الخالد والقائد التاريخي أبو عمار.

وتحل هذه الذكرى، أيها الأخوات والأخوة، وقضيتنا الوطنية تواجه ظروفاً حرجة وبالغة الدقة، وفي وقت نحن أحوج ما نكون فيه لاستخلاص العبر من مسيرة الكفاح الطويلة لمؤسس ثورتنا المعاصرة، وبما يعزز الالتفاف حول مشروعنا الوطني نحو تجسيد تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وإقامة الدولة تحقيقاً لحلم ياسر عرفات. هذا هو عهدنا لك يا أبا عمار ولكل شهداء شعبنا، بأن نواصل مسيرة العمل لنجسد حلمك في الحرية والاستقلال. فبهذا فقط تكتمل حكاية ياسر عرفات... ويتم وضع حد لفصول المعاناة التي عاشها شعبنا ولا يزال، ولكل محاولات طمس وتبديد هويته الوطنية والالتفاف على حقوقه.

لقد انطلق ياسر عرفات مع شعبه من حطام النكبة والتشرد، وقاد مسيرة حماية الهوية وإعادة انبعاث الوطنية الفلسطينية، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية ، قائدة نضال شعبنا نحو العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967، ليضع اللبنة الأولى والمدماك الرئيس لدولة فلسطين المستقلة بإنشاء أول سلطة وطنية فلسطينية، والتي جاءت كثمرة أولى لتضحيات آلاف الشهداء ومعاناة مئات آلاف الأسرى وملايين المشردين، وكأبرز انجاز للانتفاضة الشعبية المجيدة التي انطلقت عام 1987، والتي مكنت شعبنا من خلال القوة الهائلة للاعنف من إبراز الصراع على حقيقته، والمتمثلة في سعي شعبنا لممارسة حقه الطبيعي في الخلاص من الاحتلال، والعيش حراً كريماً عزيزاً أبياً في وطن له كباقي شعوب الأرض.

نعم، أيها الأخوات والاخوة، هذه هي حكاية ياسر عرفات التي تتجسد اليوم، رغم كل الصعوبات، في إصرار شعبنا على إكمال فصولها حين ترفع زهرة من زهرات فلسطين، وشبل من أشبالها علم فلسطين على أسوار القدس ومآذنها وكنائسها، كما كان يحلو لأبو عمار أن يردد دائماً.

وفي هذه المناسبة نجدد عهدنا لأب الوطنية الفلسطينية بأن نواصل السير مع شعبنا مصممين على صون وحدته، وإغلاق فصل الانقسام، والتقدم بثبات نحو إقامة دولة فلسطين المستقلة،... دولة عصرية تقدمية ... يطور فيها شعبنا حياة أبنائه وثقافتهم وحضارتهم... كما أرادها شاعر فلسطين الكبير محمود درويش في وثيقة إعلان الاستقلال، ولتكون دولة يفخر بها شعبنا ويفخر بها ياسر عرفات ومحمود درويش وكل الشهداء.

نعم، أيها الأخوات والأخوة، إن الوفاء لذكرى أبو عمار وتراثه الكفاحي يتمثل في العمل الجاد من أجل إعادة الوحدة للوطن. فلم يكن أبو الوطنية الفلسطينية وموحّد الشعب يعلم أن الوطن الذي تمكن من وضعه تحت الشمس، سيدمى بالانقسام ويواجه مخاطر الانفصال. فياسر عرفات الذي جعل من منظمة التحرير الفلسطينية البيت والخيمة الجامعة لكل الشعب وقواه السياسية، بديلاً عن خيام التشرد واللجوء والتمزق وتذويب الهوية وطمسها... هو ياسر عرفات الذي قاد شعب فلسطين المشرد واللاجئ إلى شعب له حقوق وطنية، وبما أملى على العالم أن يقف معه لتمكينه من أن يعيش حرا في وطن له. وهنا فإنني أؤكد مجدداً أن تحقيق ذلك مرهون بإعادة الوحدة للوطن ومؤسسات شعبنا، الأمر الذي يتطلب ما اعتبره المعيار الحقيقي لمدى الجدية في تحقيق المصالحة، والبوابة الرئيسية لإنهاء الانقسام وتوحيد الوطن، ألا وهو العودة إلى الشعب، والاحتكام لصندوق الاقتراع بإجراء الانتخابات العامة، وبما يمكننا من إغلاق فصل الانقسام، وصون وحدة الشعب وقضيته وحقوقه. وفي هذا السياق، ومن أجل طمأنة الجميع، فلا بأس من الاتفاق ليس فقط على ضمان شفافية الانتخابات ونزاهتها والالتزام بنتائجها، لا بل، والوقوف موحدين للدفاع عنها في مواجهة أية ضغوط، والتوافق على صيغة حكم في مرحلة ما بعد الانتخابات تضمن للجميع فرصة المشاركة الفاعلة فيه. نعم لا بد من استعادة دور المجلس التشريعي، بما في ذلك في صون حرية الحق في التعبير، ونبذ كل ما من شأنه المساس بها. نعم، ان الوفاء لياسر عرفات يتطلب استعادة الوحدة و صون المنجزات الديمقراطية التي حققها شعبنا، والاقلاع عن تكريس الانفصال والاعتداء على الحريات العامة وحرية الحق في التعبير، أو على من يرفع صوته مطالباً بإنهاء الانقسام.

لقد كان الزعيم الراحل أبو عمار، كما خلفه الأخ الرئيس أبو مازن، شريكاً مخلصاً لصنع السلام. ولكنه السلام العادل الذي يضمن لشعبنا حقوقه الوطنية كما عرفتها الشرعية الدولية. ولقد قدم شعبنا في سبيل ذلك تنازلاً تاريخياً ومؤلماً في مبادرة السلام الفلسطينية عام 1988، تمثل في قبوله بدولة فلسطينية على 22% من أرض فلسطين التاريخية. وعلى العالم أن يدرك أنه لا مجال لمزيد من التنازلات. وسيظل شعبنا صامداً على العهد الذي كافح أبو عمار وقضى من أجله، ليكون سلاماً دائماً وحقيقياً يضمن لشعبنا السيادة الكاملة على أرضه، ويمكنه من بناء مستقبله في دولته المستقلة، ويؤمن حلاً عادلاً لقضية اللاجئين وفقاً للقرار 194. وما زال شعبنا يحمل غصن الزيتون الذي رفعه الرئيس أبو عمار في الأمم المتحدة عام 1974، ويؤكد تمسكه بالسلام الذي يضمن حقوقه الوطنية كما عرفتها الشرعية الدولية دون انتقاص.

ومن هذا المنطلق، دعوني أؤكد بأنه آن الآوان لان يستخلص المجتمع الدولي العبر من الأسباب التي أدت إلى فشل العملية السياسية، وعدم تمكنها من الوصول إلى الأهداف المرجوة منها، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين شعبنا من تقرير مصيره. فلم يعد ممكناً أن تستمر العملية السياسية رهينة، كما هي منذ حوالي عشرين عاماً ، لما لاسرائيل، وهي القوة المحتلة، من استعداد لتقديمه، بديلاً عن الالتزام بمرجعيات تلك العملية والمتمثلة في قرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين على حدود عام 1967.

قبل أن اختم حديثي اسمحوا لي أن أؤكد أمامكم، ونحن في رحاب روح الشهيد القائد أبو عمار، بأن قدرة شعبنا على مواجهة التحديات الراهنة، والتي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، تتطلب أقصى درجات المسؤولية الوطنية لتحقيق الانسجام التام بين مختلف مكونات النظام السياسي، وتمتين جبهتنا الداخلية بأعلى درجات التماسك والوحدة. كما أنها تتطلب الوقوف بحزم في وجه التهديدات الإسرائيلية، بما في ذلك من خلال السعي لضمان عدم قبول المجتمع الدولي أو تسليمه بمشروعية هذه التهديدات إزاء تحركنا على الساحة الدولية، بما في ذلك في الأمم المتحدة، حاضنة القانون الدولي والشرعية الدولية.

وأختم، نم قرير العين يا أبا عمار، فكما كنت أنت، ليس منا وليس فينا من يفرط بحبة من ترابك يا قدس، ولن يهدأ بال شعبنا إلا بتجسيد حلمك في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، ونقل جثمانك الطاهر إلى ترابها التي عشقت وقضيت من أجله.

لك المجد والخلود يا أبا عمار