وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أبو النون..ترك المعول وامتشق الريشة..مهندس زراعي اصبح رساما للكاريكاتير.. رسوماته تفجر ضحكات مكتومة وتبوح باوجاع الناس!

نشر بتاريخ: 19/02/2007 ( آخر تحديث: 19/02/2007 الساعة: 21:56 )
غزة - معا - عشق فن الكاريكاتير ومارسه منذ نعومة أظفاره .. اتخذ من جدران المنزل مكانا للبوح بكل ما يعتمل صدره او يجول بخاطره .. حتى غدا واحدا من ابرز رسامي الكاريكاتير في فلسطين .

انه محمد سعيد النمنم المعرف بأبو النون 26 عاما من مخيم الشاطئ بغزة درس الهندسة الزراعية تخصص صناعات غذائية و تخرج من جامعة الأزهر حيث كانت دراسته للهندسة الزراعية تحقيقا لرغبة الأهل لباها النمنم و هو دائم التعلق بالرسم و الفنون التشكيلية و فن الكاريكاتير .

افتتح أبو النون عصر اليوم في قرية الفنون و الحرف بمدينة غزة معرضه الأول: يا رياح الوحدة هبي " تحت رعاية المبادرة الوطنية بحضور د مصطفي البرغوثي وعدد من القيادات الوطنية و الجمهور بمشاركة الأطفال و النساء في أجواء إبداعية قلما تعيشها غزة الخاضعة للفوضى و الفلتان و الحصار.

أبو النون رسم لوحاته على جدار القرية وتناولت لوحاته الاقتتال الداخلي و الوحدة الوطنية و أثار الحصار و انقطاع الغاز و الكهرباء عن غزة .

وسعى النمنم أن تكون له شخصيته المستقلة في رسوماته الكاريكاتيرية وقال في حديث "لوكالة معا" أنه لم يكن جزءا من شخصية الفنان " ناجي العلي" أو غيره من مشاهير الرسم الكاريكاتيري .

وتابع أبو النون" أسعى إلى التميز و أتمنى أن يوفقني الله بأن أخدم القضية الفلسطينية بفن الكاريكاتير و أطرق الأبواب التي لم يطرقها القلم الصحفي و أصور المشاهد التي لم تصل إليها الصورة لأنشر المخاطر التي يتعرض لها القدس والفلسطينيين والوطن والأسرى و الجرحى و الشهداء للعالم بأسره فقد وصلت الرسومات الكاريكاتيرية التي تناولها احدى رسامي الكاريكاتير في الدنمارك و التي أساءت للنبي محمد " صلى الله عليه و سلم " الكثير من الدول و استطاعت أن تحرك الرأي العام ".

واستطرد النمنم قائلا " اتجهت لفن الكاريكاتير و ليس للرسم لأنني اكتشفت أنني عندما كنت أرسم بقلمي كان يستهويني رسم الشخصيات التي أراها في عرض الكارتون التلفزيوني فكثيرا ما تناولت رسم " الميكي ماوس" و في كل مرة كنت أكثر اتقانا له من المرة التي تسبقها و كان الكارتون في دمي و لا زال" .

عاشق لفنه حتى الثمالة !

وأردف أبو النون يتحدث عن عشقه و تعلقه القوي بفن الكاريكاتير بقوله" لقد عرض علي العمل في مشروع استثمار الدفيئات الزراعية التي تركها الاحتلال الاسرائيلي عند انسحابه من قطاع غزة و كنت أول من اتجه الى منطقة غوش قطيف لتنفيذ المشروع لأتقاضى 600 دولار شهريا كما كان قد عرض علي في تلك الفترة و لكنني لم أتمكن من العمل في الزراعة و تركتها من أول يوم زرت فيه موقع العمل لأنني شعرت أنني سأدفن هناك و تدفن أحلامي معي اذا امتهنت مهنة لا أحبها و لا أنوي العودة للعمل في مجال الزراعة ".

100 دولار اول الغيث !

وأضاف أبو النون أن موهبته في الرسم الكاريكاتيري رأت النور عندما بلغ 18 من العمر فقد قام ببيع أول رسمة كاريكاتيرية له ب 100 دولار عندما أعلنت مؤسسة بانوراما في محافظة " رام الله" بالضفة الغربية في احدى الصحف الفلسطينية عن رغبتها في الحصول على رسومات كاريكاتيرية تعبر عن " الحكم الصالح " آنذاك.

الفن "لا يوكل عيش "!!

واكتشف أبو النون أنه على غرار ما هو دارج على ألسنة الكثير من الفلسطينيين و من حثوه لدراسة الهندسة الزراعية التي توفر فرصا للعمل في فلسطين أن الفن التشكيلي و هندسة الديكور و الغناء و الرسم الكاريكاتيري لايؤكل عيش كما قال و كان أي مبلغ مالي حصل عليه أبو النون هو بمثابة تعزيز لاستمراره في متابعة ما يهوى و تمكنه من توفير دخل يؤمن حياته في المستقبل .

يستحضر الابتسام ويحرك المشاعر !

كما اكتشف أبو النون من خلال ممارسته لفن الكاريكاتير أن الفن الذي يعرف بين الناس بأنه فن يستحضر الابتسام اتجاه موقف ، قادر أيضا على تحريك الأحاسيس والمشاعر اتجاه مواضيع انسانية مثل " الكوارث ، قضايا الفساد ، الفقر ، الجهل ، البطالة و غيرها " كما استطاع أن يحرك الرأي العام لاتخاذ موقف معين ازاء قضية من القضايا الهامة.

بضربات ريشة ساخرة !

وقال أبو النون أن رسامي الكاريكاتير يتمتعون باحساس عال ومزاج شعبي و يتابعون مجريات الأحداث على الساحة و يعبرون عنها ووصف فن الكاريكاتير بأنه الفن الذي يأتي ليعبر عن المواقف ما بين الكلمة و الصورة كما أن الرسومات الكاريكاتيرية في مجتمعنا الفلسطيني أخذت نصيبا كبيرا من الانتشار و المتابعة لما يعبر به الرسم الكاريكاتيري من المواقف و من يحقق لها من معالجة .

واعتبر ابو النون أن الرسم الكاريكاتيري الذي استطاع أن يضغط على الضمير الغائب لاستحضاره أو ايقاظه بضربات ريشة ساخرة .

الاول في اسوان والثاني في لبنان

محمد سعيد النمنم هو موظف في وكالة معا الاخبارية و قد حصل على المرتبة الأولى في أسوان و الأقصر في مصر في عام 2001 كما حصل على المرتبة الثانية في المسابقات التي اجريت على المستوى الدولي في لبنان عام 2002 و قد أقام معرض القدس للكاريكاتير في عام 2003 و في عام 2004 حصل على افضل رسمة كاريكاتير في فلسطين .

وفي عام 2005 شارك ابو النون في رسمة كاريكاتير لافضل الكتب الصادرة في فلسطين و لم يتوقف ابو النون عن الرسم ففي عام 2006 شارك في معرض كاريكاتير في ضاحية بيروت الجنوبية .