|
معاناة المواطنين في السفر من جنين إلى المحافظات الأخرى وعلى الحواجز الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 19/02/2007 ( آخر تحديث: 19/02/2007 الساعة: 23:18 )
جنين- معا- رائد ابوبكر- تشهد محافظة جنين منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية إقامة عدة حواجز عسكرية منتشرة في أنحاء متفرقة في المحافظة وحواجز أخرى تكون بين المحافظات الأخرى التي تصل بجنين كمحافظة نابلس وطولكرم ورام الله.
فالطالب والمعلم والموظف وسائق السيارة والمريض والكبير والصغير والرجل والمرأة يعاني من معاملة جنود الاحتلال على الحواجز العسكرية وخاصة عند سفره إلى المحافظات الأخرى والتهمة انه من سكان جنين. وتم التشديد على محافظة جنين أكثر بعد المباشرة في الحفريات في المسجد الأقصى، وبعد الهبة الجماهيرية في محافظات الوطن، وخاصة بعد أن هددت كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب القسام وكافة التنظيمات الفلسطينية في الرد السريع على ما قامت بها قوات الاحتلال من الحفريات والمضايقات والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى والمواطنين الذين هبوا لإنقاذ المسجد من دنس الاحتلال الإسرائيلي حيث أقيمت الحواجز المتعددة وتم التشديد على الحواجز المقامة دائما مثل حاجز عناب وزعترة وغيرها من الحواجز الإسرائيلية حيث الإجراءات العسكرية المشددة ومنع المواطنين ممن يقل أعمارهم عن 35 عاما. من صور المعاناة ......................... ومن صور معاناة المواطنين على الحواجز الإسرائيلية العسكرية نتطرق إلى قصة احمد ناصر أبو بكر 57 عاما من مدينة جنين يقول "يستغرق وصولي لمدينة رام الله سبع ساعات اضطر خلالها لسلوك طرق ترابية وعرة للتهرب من حواجز الاحتلال التي تحظر على أهالي جنين التنقل والتواصل مع باقي المدن الفلسطينية". ويعيش ابوبكر لحظات صعبة ومريرة ليصل إلى مدينة رام الله لإجراء فحوصات طبية رغم أن الطريق لا تحتاج لأكثر من ساعتين وقال "حاولت مؤخرا عدة مرات السفر لمدينة رام الله ولكن في كل مرة كنا نصل فيها لأحد الحواجز يرفض جنود الاحتلال السماح لنا بالمرور لأننا من سكان جنين". وأضاف يقول " عندما كانوا يدققون في هوياتنا ويكتشفون أننا من سكان جنين يستشيطون غضبا ويحتجزوننا وسط الاهانات والشتائم ثم يجبروننا على العودة إلى جنين بذريعة أن أهلها ممنوعون من السفر والتنقل وخاصة ممن يقل اعمارهم عن 35 عاما". ويستطرد أبو بكر الحديث قائلا "لم يراعوا الجنود كبري في السن رغم أنني احمل تقارير طبية واعرضها عليهم كما كانوا يرفضون السماح لي بالسفر لذلك وبعد طول معاناة وانتظار سافرت عبر الطرق الصعبة والمريرة". حصار جنين .................. وتخضع محافظة جنين لحصار عسكري إسرائيلي مشدد تشرع قوات الاحتلال بفرض إجراءات عقابية قاسية بحق أهالي المحافظة حيث تعزز من إجراءاتها العسكرية وتقيم العشرات من الحواجز العسكرية التي حولت جنين إلى سجن كبير وكانتونات مغلقة ومحاصرة حيث يحظر الجنود على أهالي المحافظة مغادرتها والتنقل مهما كانت الأسباب مما انعكس بشكل بالغ على مجمل الظروف المعيشية لسكان المحافظة البالغ تعداد سكانها ربع مليون نسمة. بسبب الحصار فقدت الوظيفة ...................................... الحصار والتشديد أدت لعدد كبير من الموظفين إلى فقدان الوظيفة يقول محمد أبو ربيع 26 عاما يعمل في شركة حسابات في رام الله "بعد سنتين من البطالة عثرت على عمل في مؤسسة حسابية في رام الله ولكن على مدار شهرين استصعبت في الوصول إلى مكان عملي مما أدى إلى فصلي بعد عمل ستة أشهر فيها". بينما أفاد مهند علي 32 عاما يعمل في شركة في نابلس انه مهدد في فقد وظيفته بسبب عجزه عن الالتحاق بمكان عمله وقال "هناك المئات من الموظفين مهددون بفقدان عملهم في ظل استمرار هذا الواقع السيئ والصعب". طلبة الجامعات يدفعون ثمنا غاليا ........................................... كما اضطر عدد كبير من طلبة الجامعات والمعاهد في نابلس ورام الله لتأجيل دراستهم بسبب الإجراءات الإسرائيلية السيئة على الحواجز حيث يدفعون ثمنا غاليا. يقول الطالب عبدالرحيم عطاطرة 19 عاما سنة ثانية هندسة في جامعة النجاح في نابلس "لم أتمكن من وصولي إلى الجامعة مبكرا والتحق بمحاضرات الساعة الثامنة صباحا إلا خمس مرات في الفصل وفي كل مرة أتغلب في الوصول إلى الجامعة مبكرا بسبب سوء التسهيلات المزعومة من قبلهم في الحواجز رغم أنني اعرض على الجنود بطاقتي الجامعية وبذلك اضطررت لتأجيل الفصل الدراسي الثاني بانتظار انفراج الحال". نقص في المواد التموينية ................................ بدأت محافظة جنين تعاني من نقص في المواد التموينية حيث يقول التاجر عرفات 25 عاما "هناك نقص في الكثير من المواد التموينية التي يجري توريدها من محافظات نابلس ورام الله فالاحتلال منع ادخال هذه البضائع إلى جنين حيث شملت الأجهزة الكهربائية ومستلزمات مختلفة". بينما منع القطاع الزراعي من تسويق المنتوجات الزراعية في أسواق الضفة الغربية فالمزارع فوزي حما رشة 41 عاما يقول "لم أتمكن مع عشرات المزارعين من توريد المحاصيل خارج جنين مما يكبد خسائر كبيرة". انقطاع في صلة الرحم ............................. انقطع سكان جنين عن التواصل مع أبناء الأسرة والأقارب في المحافظات الأخرى يقول فتحي ابوبكر 53 عاما يعمل مدرسا في إحدى المدارس في محافظة جنين "منذ ستة أشهر لم أزر ابنتي المتزوجة في إحدى قرى القدس حيث امضي وقتا مدتها سبع ساعات إلى ثمان ساعات في السفر للوصول إليها غير أن هويتي المكتوب عليها اسم جنين تمنعني من اجتياز الحواجز العسكرية ". بينما يؤكد خالد الفار 23 عاما ما قاله فتحي ويقول "لم أتمكن من المشاركة في تشييع جثمان احد أقاربي وحضور بيت العزاء في أريحا حيث امضي وقتا طويلا في محاولة الوصول اى أقاربي هناك ومشاطرتهم لحظات الحزن". أما أم مهدي 45 عاما تقول " ابكي دائما بحسرة ومرارة لأني حرمت من زيارة أولادي القاطنين في مناطق عدة في الضفة". وأضافت "أننا نتعرض لحصار ظالم يحرمنا من كل مقومات الحياة بذريعة الأمن" وتساءلت "إلى متى سيبقى الاحتلال يتحكم في حياتنا ويفرض علينا قمعه وظلمه علينا؟؟". |