وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صحيفة اسرائيلية تدعي ان العاهل الاردني غاضب من الرئيس أبو مازن وتنشر تفاصيل مبادرة اردنية مزمعة

نشر بتاريخ: 20/02/2007 ( آخر تحديث: 20/02/2007 الساعة: 12:49 )
بيت لحم- معا- في الطابق العاشر من فندق متسودات ديفيد جلست رايس مع أبو مازن واولمرت لمدة ساعتين.

اولمرت قال للرئيس ابو مازن:" لقد شبعت من وعودك", فرد الرئيس أمام رايس "وأنا شبعت من وعودك فأنت لم تقدم لي شيئاً أصلاً".

وسط هذه الاجواء كان الحديث في القمة الثلاثية, بعيداً عن الصحافة.

رايس قالت للصحافيين الامريكيين: نحن هنا نتحدث عن السلام حتى نمنع اوروبا من طرح مبادرة سلام, أو هكذا على الاقل فهم الصحافيون الامريكيون زيارتها التي كان يعرف الجميع أنها فاشلة.

أما أمام وفد من الكنيست برئاسة داليا ايتسك فقالت رايس: يجب ابقاء القنوات مفتوحة مع ابو مازن حتى لا تنقطع تماماً بعد تشكيله حكومة الوحدة.

ونشرت صحيفة معاريف العبرية اليوم تفاصيل ما أطلقت عليه "مشروع مبادرة" اردنية, يعكف العاهل الاردني عبد الله بن الحسين على تجهيزها استعداداً لطرحها.

واستنادا الى الصحيفة التي نشرت "مانشيتها" على الصفحة الاولى حول هذا العنوان, واوردت كامل التفاصيل على الصفحة السادسة, فان الديوان الملكي الهاشمي غاضب على الرئيس ابو مازن لتوقيعه اتفاق مكة.

ويدعي الكاتب الصحافي الاسرائيلي بن كسبيت ( والذي اشتهر بكتاباته عن القادة العرب, وكان من كتاباته مؤخرا ان الرئيس ابو مازن دخل في حالة اكتئاب, ما أثار غضب مكتب الرئيس) ان الاردن تعكف منذ اشهر على اعداد خطة تحد من قوة حماس في فلسطين, وتتقدم باتجاه الحل النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ويقول بن كسبيت ان العاهل الاردني, كان يخطط منذ شهرين للشروع في مفاوضات سرية مباشرة بين اولمرت وابو مازن ومن دون اية صلة بحكومة حماس, وان يعلن ابو مازن انتخابات مبكرة تقود الى اسقاط حماس من الحكم, وبالمقابل يكون العاهل الاردني يواصل التنسيق مع السعودية والامارات ومصر لصفقة سلام تعترف بموجبها الدول العربية باسرائيل وتطبع العلاقات معها.

ويقول الكاتب ان الخطة كانت ستحظى برضى امريكي واسرائيلي وتجعل الشرق الاوسط اكثر امنا وهدوءاً, وتضع حدا للمد الشيعي الذي يقلق الاردن اكثر مما يقلق اسرائيل- حسب الصحيفة.

ولكن ابو مازن - كما قال- قلب الاوراق كلها حين وافق على اتفاق مكة مع حماس ووافق على حكومة وحدة وطنية من دون ان تعترف الفصائل باسرائيل او بالاتفاقيات معها, وان الملك الاردني غاضب جداً على ابو مازن الذي افسد عليه خطته, وان الملك يدرس الان ويبحث اذا كان يواصل الخطة مع مكتب ابو مازن دون صلة مع الحكومة الفلسطينية او ان اتفاق مكة قتل الخطة الاردنية نهائيا, او ان عليه ان ينتظر التطورات السياسية اللاحقة.

الدول العربية المعتدلة حسب الصحيفة, نادمة جدا على نجاح اتفاق مكة وحتى في السعودية ( صاروا يفهمون) حجم المشكلة التي تسببوا بها, حتى ان بعض الدول العربية سارعت لوصف اتفاق مكة ( مثلما وصفه شمعون بيريس) تفاهم داخلي وليس اتفاقا سياسيا.

والسعودية حاولت ان تشرح الامر بقولها إنها ارادت ان توقف المدّ الشيعي ولكن النتيجة جاءت مقلوبة على عكس ما تشتهي السفن.

ومن وجهة نظر "الدول المعتدلة" فان حماس ظلت قوية قيما ضعفت قوة ابو مازن, وحتى السعوديون فهموا ذلك الان كما تقول صحيفة معاريف.

والان تسارع الدول العربية المعتدلة لطرح خطة تمنع نجاح حماس وتطرح بدائل اقل ضرراً, وتخشى هذه الدول وعلى رأسها مصر والاردن والامارات من مدّ شيعي ايراني اقوى في المنطقة, وحتى ابو مازن حين جرى ( معاتبته) على توقيع الاتفاق قال: لم يكن عندي خيار آخر, فهذا هو الحل الوحيد لوقف سفك الدم الفلسطيني, ومنع قتل عشرات الاف من ابناء شعبي في حرب اهلية كانت تستشري في الاراضي الفلسطينية, هكذا كان يرد على الاتهامات.

والان تفكر امريكا واسرائيل في البدء بالحديث العلني عن الحل النهائي للقضية دون اي تطرق لشكل تنفيذ هذا الحل على الارض ( كما اتفقت كونداليزا رايس مع وزيرة خارجية اسرائيل تسيبي ليفني).

وتقول الصحيفة إن رايس كانت كمن اخذت حمام ماء بارد جراء توقيع اتفاق مكة, فكانت تلح على ضرورة مواصلة المفاوضات مع ابو مازن حتى لا تفلت الامور وتقع القطيعة بين رام الله وتل ابيب.

وتشير الصحيفة ان رايس هي المسؤولة الامريكية الوحيدة التي لا تزال تجرؤ في الادارة الامريكية على الحديث عن حل سلمي وتواصل المحاولة للجسر بين اولمرت وابو مازن.

والادارة الامريكية الان في حيرة من امرها وتسأل: اذا انضم محمد دحلان وسلام فياض لحكومة الوحدة الفلسطينية, هل نواصل الاتصال والحديث معهما؟؟؟.

وبرسمة توضيحية تشرح معاريف خطة الملك عبد الله على النحو التالي:

1- محادثات سرية ومباشرة بين اسرائيل وابو مازن.
2- ابو مازن يعلن عن انتخابات مبكرة على قاعدة برنامج الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة.
3- اسقاط حماس والتوقيع على اتفاق سلام.
4- اقامة علاقات دوبلوماسية بين الدول العربية المعتدلة واسرائيل.
5- تهدئة الشرق الاوسط وخفض مستوى الارهاب.
6- وقف الثورة"الشيعية".

يشار الى ان رايس واولمرت قررا امس ان لا يقاطعا ابومازن وان لا يقطعا الاتصال معه خشية من تدهور الاوضاع الى نحو اسوأ, ولكن اتفقت رايس مع اولمرت على مقاطعة حكومته اي حكومة الوحدة الوطنية.