|
القدس المفتوحة تنظم مؤتمر استخدامات تكنولوجيا ذكية في النقل والمواصلات
نشر بتاريخ: 18/11/2012 ( آخر تحديث: 18/11/2012 الساعة: 19:41 )
رام الله - معا - تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، وبتمويل من شركة الاتصالات الخليوية "جوال"، عقد مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جامعة القدس المفتوحة، بالتعاون مع مركز أبحاث التنقل الذكي (iMFV) ومقره المملكة المتحدة، مؤتمرًا علميًّا حول استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في النقل وإنشاء أنظمة وخدمات النقل الذكية لحل مشاكل المواصلات والتنقل داخل المدن الفلسطينية، وذلك في فندق الموفنبيك برام الله.
ويعد هذا الحدث اليوم السادس لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي اعتادت الجامعة تنظيمه كتظاهرة تكنولوجية سنوية على مستوى الوطن بالشراكة مع العديد من المؤسسات الدولية والوطنية، وحضره نخبة من الخبراء والمهتمين داخل الجامعة وخارجها، بالإضافة إلى نواب رئيس الجامعة ومساعدوه ومستشاروه ومدراء الفروع وعمداء الكليات والدوائر والمراكز الإنتاجية والفنية. ووقعت اتفاقية تفاهم بين الدكتورة منى حمدي رئيسة مركز أبحاث التنقل الذكي، والمهندس عماد الهودلي مدير مركز تكنولوجيا المعلومات في جامعة القدس المفتوحة، تضع الجامعة بموجبها كافة إمكانياتها التقنية تحت تصرف مركز أبحاث التنقل الذكي والفريق الوطني الذي تم تشكيله لهذا الغرض، بما يخدم قطاع النقل والمواصلات في فلسطين. وأوصى المتحدثون في المؤتمر بتعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات في قطاع النقل والمواصلات، بما يسهم في تطويره من جهة، والتغلب على حواجز الاحتلال التي تقطع أوصال مدننا من جهة أخرى، ودعم الإبداعات والابتكارات الشابة التي تخدم هذا القطاع الحيوي. ووجه ممثل فخامة الرئيس محمود عباس، مستشار سيادته لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتقنية، الدكتور صبري صيدم، التحية لجامعة القدس المفتوحة، منظمة هذا المؤتمر العلمي المهم "الذي شهدنا خلال سنوات انعقاده السابقة مبادرات أثرنا حولها نقاشات مفيدة، لاتخاذ قرار جريء بعدم إلغائه بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فهذه رسالة بأن التضامن مع إخوتنا لا يأتي إلا بالحفاظ على دورة الحياة وألا تتوقف الخدمات". وأضاف الدكتور صيدم أننا "في فلسطين لا نمتلك الإمكانيات لتغيير الواقع، ولكننا نستطيع توظيف التقانة في محاولة حل المشكلات التي تواجهنا، والمطلوب منا في قطاع النقل والمواصلات، تطوير ما هو قائم وليس نسف الموجود، بل توظيف التقانة لتحاكي ما هو موجود والبناء عليه". وتابع الدكتور صيدم أننا "في فلسطين أنفقنا مالاً هائلاً على مشروعات لم تر النور بكل أسف، لأنها كانت تقوم على الأمنيات وحسب، ولم نستفد من المؤسسة الأكاديمية وخبراتها وأبحاثها، وهذا ما يجب عمله مستقبلاً". ودعا الدكتور صيدم إلى الاستفادة من التجارب الناجحة في فلسطين، وألا يكون هذا اليوم فرصة للتواصل دون أن تكون هناك متابعات ونتائج، بل يجب الاستفادة من هذا اليوم بالشكل المطلوب، وترجمة توصياته بشكل عملي على أرض الواقع، مضيفًا أن "المبدعين الفلسطينيين قدموا مجموعة من الحلول لبعض المشاكل في مجالات البيئة والطاقة المتجددة مثلاً، واكتفينا بالاحتفاء بهم، ثم ترك المبدعون ليقاتلوا حتى يستطيعوا تحويل أفكارهم إلى واقع". من جهته، رحب رئيس جامعة القدس المفتوحة الأستاذ الدكتور يونس عمرو بالحضور، وترحم على شهداء شعبنا في قطاع غزة. وقال إن "الجامعة تنظم هذا المؤتمر إدراكًا منها لأهمية هذا القطاع المهم في حياتنا المعاصرة اليوم. وقد أصررنا على عقده في ظل العدوان المتواصل على شعبنا، لأن المؤتمر إسهام في معركتنا ضد الاحتلال، التي تتخذ أشكالاً متعددة، منها الحرب التكنولوجية التي يجب أن ننقدم فيها، وقد فعلنا، والمؤتمر إسهام في هذا الجهد، وسنستثمر في هذا القطاع". وأعرب الأستاذ الدكتور عمرو عن ثقته في نجاح المؤتمر في ترسيخ ثقافة تكنولوجيا التنقل الذكي في فلسطين، وأن تتحول الأفكار العلمية إلى تطبيقات عملية يستفاد منها على الأرض. واعتبرت الدكتورة صفاء ناصر الدين، وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، هذا المؤتمر، فرصة لاجتماع الخبراء، واعدة بوضع إمكانات الوزارة لتحقيق مخرجات هذا اليوم لتطبيق أنظمة النقل الذكية، مثمنة دور "القدس المفتوحة" لاهتمامها بقطاع التكنولوجيا، إدراكًا لأهميته في حياتنا. وأشار أ. د. عمرو إلى أن هناك توجهًا لتشكيل فريق أردني للتنقل الذكي على غرار الفريق الوطني الفلسطيني، داعياً إلى تعاون الفريقين الأردني والفلسطيني في مجال استخدام التكنولوجيا الذكية في النقل والمواصلات. من جانبه، قال الوكيل المساعد في وزارة النقل والمواصلات السيد ياسر الخطيب إن الوزارة متعاونة مع الجامعات في مجال النقل والمواصلات، فهو قطاع مهم، ولا بد من استخدام التكنولوجيا الذكية فيه، إذ يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في فلسطين، كما تساهم الوزارة في الناتج المحلي. وألقى الدكتور خالد حجة مدير إدارة التخطيط والجودة كلمة مجموعة الاتصالات الفلسطينية، وقال إن أبلغ مساهمة يمكن لقطاع الاتصالات فعلها في هذا الظرف العصيب، هو دعم تثبيت حقوقنا والمساهمة في فعاليات علمية تنظمها مؤسسات عريقة مثل جامعة القدس المفتوحة، الزاخرة بالطاقات الأكاديمية، والطلاب الحريصين على التطور العلمي. وقال حجة إن التكنولوجيا الذكية تؤثر على مجمل القطاعات في الدولة، مثل الصحة والتعليم والمواصلات، داعيًا إلى أن يشكل المؤتمر إسهامًا فاعلاً في قطاع النقل والمواصلات. وفي كلمة المركز الثقافي البريطاني في فلسطين، قال مديره السيد ألين سمارت إن المركز يعمل مع الفلسطينيين على تنمية بنية تحتية آمنة، داعيًا إلى الاستفادة من هذا اليوم. وأضاف أن هذا المؤتمر يثبت قدرة الخبراء في فلسطين في قضايا النقل والبنية التحتية. وأن مشاكل وتحديات البنية التحتية التي يسببها الاحتلال، يواجهها الفلسطينيون بالتفكير الإبداعي والنشر والدعم الحكومي. وتحدثت الدكتورة منى حمدي مديرة المركز العربي لأبحاث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عن الرؤية المستقبلية للتنقل الذكي ودور التكنولوجيا الذكية في تحسين الحياة؛ داعيةً إلى الاطلاع على المشاكل من جذورها لإمكانية حلها. وأوضحت د. حمدي ان تطبيق التكنولوجيا الذكية في النقل يعنى بكيفية استخدام التكنولوجيا وكيفية التخطيط في المستقبل، شاكرة جامعة القدس المفتوحة وتحديدًا الطاقم العامل في مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي بذل جهدًا مميزًا للخروج بؤتمر يناقش قضية مهمة تلامس احتياجات المجتمع الفلسطيني. وأكدت ضرورة اجتماع خبراء من مجالات مختلفة (اقتصادية واجتماعية وتكنولوجيا) لكي نتمكن من بناء رؤية واضحة حول التنقل الذكي. كما أشارت إلى ضرورة أن يكون هناك رؤية محايدة للوصول إلى تنقل أكثر فاعلية وأمنًا، والتركيز على تقوية البنية التحتية. وقال المهندس عماد الهودلي، مساعد رئيس الجامعة لشؤون التكنولوجيا والإنتاج، مدير مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إن هذا المؤتمر جهد عام كامل من الاجتماعات والتقارير والأبحاث، ليكون حدثا وطنيا هو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط. وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي تقترب فيها أحدث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأنظمة التنقل الذكية من المشكلة الفلسطينية المتمثلة بحواجز الاحتلال بين المدن الفلسطينية وداخلها. وتابع أن هذا الحدث سيعمل على عرض ودراسة إمكانية استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا في علم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع الخبرات الأخرى المتاحة على المستوى العالمي والمحلي، في محاولة لرسم صورة جديدة للأمل الفلسطيني للتنقل الحر داخل أراضي وطنهم، والربط الذكي مع دول الجدار. وينظم هذا الحدث بتمويل من شركة الاتصالات الخلوية الفلسطينية "جوال"، وبدعم من المركز الثقافي البريطاني ووزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والنقل والمواصلات الفلسطينية ومركز أبحاث المواصلات في جامعة النجاح الوطنية، وأكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا، والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات "بيكتي" وشركة تكنوبال. وقد افتتح المؤتمر الذي تولت عرافته الأستاذة لوسي حشمة مديرة دائرة العلاقات العامة في جامعة القدس المفتوحة، بآيات من الذكر الحكيم رتلها محمد حرز الله، ثم السلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء شعبنا. وبعد اختتام الجلسة الافتتاحية، نظمت جلستان علميتان الأولى حول أنظمة النقل والمواصلات في فلسطيني: الوضع الراهن، والخطط المستقبلية، والتحديات، التي أدارها الدكتور عماد الخطيب، الأمين العام لأكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا، وتحدث فيها الدكتور أحمد قناديلو من وزارة النقل والمواصلات، والدكتور نائل أبو حلاوة من جامعة القدس المفتوحة، والدكتور خالد الساحلي من جامعة النجاح، والدكتورة منى حمدي، التي تناولت رؤية ومستقبل التنقل الذكي في المنطقة العربية. فيما تمحورت الجلسة الثانية، التي كانت بمثابة طاولة مستديرة تحدث فيها 18 مختصًّا في هذا المجال، شملت المتحدثين الرئيسيين وعددا من المختصين، من مكتب رئاسة الوزراء، ووزارات الاقتصاد الوطني، والاتصالات، والمواصلات، والحكم المحلي، والمجلس الثقافي البريطاني، والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات، واتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية، والبنك الدولي، والبنك الإسلامي، وجامعات القدس المفتوحة وبيرزيت والنجاح الوطنية، ومشروع "تيمبوس" في وزارة التعليم العالي. وخرج المشاركون في الجلسة بجملة من التوصيات وخطة عمل للفريق الوطني الفلسطيني. يذكر أن مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات نجح في نشر الوعي بأمن المعلومات وحمايتها من خلال استضافته خبراء دوليين في اليوم التكنولوجي الخامس الذي نظم العام الماضي بعنوان "أمن المعلومات وحمايتها في فلسطين"، وتبعه العديد من المبادرات المحلية عبر عقد ورشات عمل في الجامعات الفلسطينية ومبادرة وزارة الاتصالات بإنشاء الفريق الوطني لأمن المعلومات. |