وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

باديكو القابضة و"شارك" و"الشباب الدولية" تستقبل طلبة برنامج تميز

نشر بتاريخ: 19/11/2012 ( آخر تحديث: 19/11/2012 الساعة: 09:56 )
رام الله -معا- نظمت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدودة (باديكو القابضة) ومنتدى شارك الشبابي والمؤسسة الدولية للشباب، حفل استقبال للفوج الاول من الطلبة المشاركين في برنامج “تميَّز”، وذلك في قاعة الليدرز برام الله، بالشراكة مع جامعات: النجاح الوطنية و"بوليتكنيك فلسطين" وبيرزيت حضرة الرئيس التنفيذي لباديكو القابضة سمير حليله والمدير الاقليمي للمؤسسة الدولية للشباب د. محمد المبيض، ومساعد رئيس جامعة النجاح الوطنية د. جواد فطاير ممثلا عن الجامعات المشاركة بالبرنامج، والمدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، بالإضافة إلى الطلبة الذين تم اختيارهم للمشاركة في المرحلة الأولى وسط منافسة كبيرة بين طلبة الجامعات الثلاث المستهدفة، وعدد من ممثلي المؤسسات والشركات والمهتمين.

وقال حليله "ان إطلاق هذا البرنامج الهام يأتي ثمرة لشهور طويلة من العمل والبحث ويأتي في توقيت هام وحاسم لا سيما بعد تجربة فريدة قادها الشباب"، و ان علينا منح الفرصة للشباب في الريادة والقيادة والبناء وقال: ان البرنامج يشكل نقطة بداية للاستجابة الى مطالب الشباب.

وقال: بعد طول بحث ودراسة مع الجهات المعنية ذات العلاقة، محليا وعربيا ودوليا، وجدنا ان الشكل الأمثل للتدخل الان هو الاستثمار في المتميزين على المستويين الأكاديمي والشخصي، بالاستفادة من برامج مؤسسات شبابية، وأضاف: أطلقنا البرنامج رغم كبر حجم المشكلة لأننا أردنا ان نكون أكثر ايجابية لحلها وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي حيال الأزمات، بالرغم من كل الظروف والمعيقات.

واعتبر حليله أن البرنامج يشكل إضافة نوعية، وهو نموذج للشراكة تترأسه شركة باديكو القابضة، وهو بحاجة لجهود ستستمر لعدة سنوات، بحيث تتمّ مواكبة الطالب الجامعي لمدة سنتين، يتلقى خلالها تدريبا مكثفاً، مؤكدا أن على الطالب أن يتعامل مع البرنامج بجدية ومثابرة لأنه لن يبلغ النجاح دون بذل الجهد والتعب، لافتا إلى أهمية العمل على موضوع اختيار التخصصات بما يلائم السوق، حيث اظهرت الدراسات الأخيرة واستطلاعات الرأي أن الشباب غير قادرين على تحديد رؤيتهم المستقبلية.

وقال مخاطبا الطلبة المشاركين: ان حضوركم هو نجاح للتحدي الأول في معركتكم للوصول إلى أهدافكم . نحن واثقون أن معظمكم إن لم يكن جميعكم سيكون معنا، وهذا هو الأمل والهدف، وهذا ما سنعمل عليه خلال السنتين القادمتين.

وأضاف: البعض منكم يفكر بأنه سيتعلم خلال هذين العامين شيئا جديدا أو علماً جديداً، لكن ما نريده شيء مختلف تماما، وعليكم أن تدركوا هذا منذ الآن.

ولفت حليله إلى التغيرات المذهلة والمتسارعة في العالم، معتبرا أن "القضية الوحيدة التي لم تتغير هي أن التغيير نفسه لا يتوقف، فإما ان نكون بسرعة الآخرين وإما أن نبقى متخلفين عن اللحاق بهم".

وقال أن الاقتصاد الفلسطيني يمر بدورة تراجع، "ليس فقط لان الأوضاع صعبة، وإنما لأن هناك بلدان تسير بشكل أسرع بكثير منا، وحتى لا نبقى الدولة رقم 154 اقتصاديا، وحتى لا تكون فرص خريجينا اقل من فرص الخريجين في هذه الدول ال154، عليكم أولاً الإدراك بأن التغيير سريع، وثانيا عليكم اللحاق بهم، وإلا ستبقون ورائهم طوال حياتكم".

وأعرب حليله عن ثقته بقدرة الطلبة المشاركين في البرنامج على تحقيق أهدافه، "فجميعكم تم اختياره على أساس أن لديه فرصه ليكون أسرع بكثير، ليس فقط مقارنة مع بقية الطلبة هنا في فلسطين، وإنما مقارنة مع الخريجين في معظم دول العالم".

وقال حليله إن الطالب عندما ينهي دراسته الجامعية ويلتحق بالعمل، فانه مع السنة السادسة او السابعة او الثامنة يبدأ تعلم الصواب والخطا اكثر مما كان في الجامعة، كما انه يبدأ بادراك ان ما تعلمه في الجامعة كان مفيدا ام لا، وهل اختار الطريق الصحيح ام كان عليه اختيار طريق آخر، إذ أن الخبرة العملية هي التي تنير للشخص طريقه، وعندها يبدأ بتغيير مساره. وأضاف: بعد سنة او سنتين، سيكون مطلوب من كل واحد فيكم ان يقول في فقرة او فقرتين كيف جعله البرنامج متميز، وما الذي تغير فيه، فإذا قال أحدكم أن لغته الانجليزية، على سبيل المثال، أصبحت أفضل، او تمكنه من إستخدام الكمبيوتر زاد، فهذا مفيد، لكن ليس هو المطلوب، السؤال الأهم: هل تغيرت، وهل حدث شيء جوهري في شخصيتك لم يكن ممكنا تعلمه من الوالدين أو والمدرسة والجامعة . هذا هو المطلوب.

من جهته، رحب زماعرة بالحضور مؤكدا بأنها خطوة اولية مهمة لتحضير الشباب الفلسطيني وتهيئتهم لدخول سوق العمل بعد تخرجهم، وأضاف ان “تميَّز” يهدف إلى تأهيل الشباب وخصوصا الطلاب والخريجين الذين يعانون من بطالة مرتفعة لدخول سوق العمل، وتحسين فرص منافستهم في السوق المحلي والدولي من خلال برنامج متكامل صُمِّم لهذا الغرض، معتبرا البرنامج إضافة نوعية لبرامج بناء القدرات وتعريض الشباب لتجارب نوعية ملهمه.

وقال زماعرة أنّ برنامج تميّز يُعدّ برنامجاً وطنياً يهدف إلى تمكين وتطوير الشباب الفلسطيني وزيادة دافعيتهم وتحسين فرص منافستهم في سوق العمل من خلال برنامج متكامل صُمم خصيصا لهذا الغرض. موضحاً أن البرنامج يستهدف طلبة الجامعات الفلسطينية ويسعى لتهيئتهم ضمن برنامج احترافي عبر ركيزتين، الأولى تطوير قدراتهم الذاتية ومهاراتهم الحياتية بما يشمل تعزيز الثقافة العامة وتحفيزهم على التفكير النقدي البنّاء، وتوسيع المدارك والمعارف لديهم، وتعزيز مهارات الاتصال والتعبير عن الذات، إضافة إلى تطوير مهاراتهم اللغوية والتكنولوجية، والثانية تطوير القدرات اللازمة لانخراطهم في سوق العمل، عبر تزويدهم بالمهارات العملية، وربط معارفهم الأكاديمية النظرية باحتياجات سوق العمل، بما يتضمّن المهارات الإدارية والتنظيمية والتخطيطية، ودعم التعليم من أجل العمل والريادة، والتدريب العملي في الوظائف.

واشار الى ان البرنامج يستفيد منه في هذه المرحلة نحو 280 شاباً وفتاة في إطار التكامل بين المؤسسات الفلسطينية لاسيّما القطاع الخاص والمنظمات الأهلية والجامعات، عبر تعزيز سُبُل التعاون لخدمة الشباب من خريجي الجامعات، فيما ابقى الشركاء باب المشاركة مشرعا للحكومة وباقي الجامعات ومن يرغب من القطاعين الخاص والأهلي لمضاعفة المستفيدين وإدامة البرنامج.

وفي كلمته عن الجامعات المشاركة في البرنامج، أشار د. جواد فطاير إلى أن اهمية البرنامج تكمن في انه يعزز روح المبادرة ويبتعد عن التلقين ويحث المشاركين على التفكير خارج الصندوق ويعتمد تطوير المهارات الحياتية والتي من خلالها يقدم الطالب نفسه في سوق العمل كانسان عملي ذو خبرة ومهارة طبيعة دون الحاجة حتى للجوء الى شهادته العلمية برغم اهميتها، كما دعا الطلبة في كلمة موجهة اليهم بانهم يمتلكون الطاقات والقدرات اللازمة لغزو سوق العمل بتميزهم الا انها بحاجة الى عمل وتركيز ووعي بالذات وما حولها وادراك كامل لكيفية تقديم الذات من اجل الحصول على النتائج المرغوبة .

واعتبر المبيِّض أنّ برنامج تميز لا يقتصر على الطلبة فقط أو على شركة معينة أو جامعة معينة، وإنما أيضاً جميع القطاعات، ما يعني بالضرورة أن نجاح البرنامج قائم أساسا على نجاح الشراكة من كافة الأطراف. ودعا الطلبة إلى أهمية العمل الجاد والتميّز في كافة المجالات، ومعرفة أنه لا يمكن تحقيق الإنجازات والنجاحات والوصول إلى مراتب عليا دون بذل الجهود الحقيقية، كما واكد على مساندة الطلبة بشتى الطرق وتوفير الوسائل من اجل انجاح مبادراتهم المميزة في المرحلة التالية والمتقدمة من المشروع.

كما تم الاستماع الى مداخلات عديدة من الشركاء الممثلين للقطاع الخاص والحكومي والتي اكدت في جوهرها على الدعم التام لهذا المشروع الريادي والذي يعتبر الاول من نوعه في فلسطين امتدادا لتجربة عالمية اثبت نجاحها ، كما قاموا بشكر كل من ساهم على انجاح هذا المشروع ، من شركاء ومنفذين وعبروا عن تطلعاتهم المتفائلة نحو نجاح البرنامج والافاق المستقبلية الواسعة التي يوفرها هكذا برنامج لدعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني ولردم الفجوة الموجودة حاليا بسبب عدم قدرة السوق الفلسطيني على استيعاب الطلبة الخريجين بتخصصاتهم المختلفة وتطوير قدرات الطلاب وخبراتهم ومهاراتهم بما يتناسب واحتياجات السوق المحلي والإقليمي وحتى العالمي.