وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركــز بديــل يعلــن عــن إصــدار العمــل الأدبــي "ذاكــرة" فــي حفــل خــاص بحضــور مؤلفــه سلمــان ناطـــور

نشر بتاريخ: 21/02/2007 ( آخر تحديث: 21/02/2007 الساعة: 11:14 )
بيت لحم - معا - أعلن بديل/ المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين عن إصدار العمل الأدبي المميز "ذاكرة"، أمس السبت، في حفل خاص أقيم على شرف مؤلفه الكاتب سلمان ناطور، وذلك في قاعة مركز الفينيق الثقافي، الدهيشة، بيت لحم، بحضور مئات المهتمين. ويقع الكتاب الجديد في 174 صفحة من الحجم الصغير، يلخص رحلة طويلة للكاتب سلمان ناطور مع الرواية الشفوية تمتد لأكثر من ثلاثين عاما. ويعالج ناطور من خلال "ذاكرة" بشكل قصصي وحكائي على لسان الشيخ الفلسطيني "مشقق الوجه" قلق الذاكرة الفلسطينية وسؤال الهوية في خضم الاقتلاع والتهجير والغربة.

محيســن: فــي ذاكــرة شــيء غيــر وجــه الهزيمـــة
ألقى السيد أحمد محيسن، رئيس مجلس إدارة مركز بديل كلمة باسم المركز، أكد من خلالها على أهمية هذا العمل لما يتضمنه من أفكار على طريق تعزيز ثقافة العودة، والتمسك بالذاكرة الوطنية الفلسطينية. وشدد محيسن على أن هذا الكتاب هو "دعوة لتوظيف الذاكرة الفلسيطينية الجماعية لأجل فلسطين، وحق العودة تحديدا"، وتابع محيسن، "لقد استطاع ناطور من خلال "ذاكرة" نفض غبار السنين عما خزنته ذاكرة جيل كامل من الفلسطينيين لم يكل ولم يمل، ليكتشف لنا أن في الذاكرة شيء غير وجه الهزيمة والنكبة، إنما الهوية والكينونة". كما أكد محيسن من خلال كلمته على أن هذا الإصدار لن يكون الأخير لمركز بديل في مجال الرواية الشفوية والأدب.

قراقـــع: ذاكــرة حيــاة
وقدّم الكاتب عيسى قراقع، عضو المجلس التشريعي، قراءة في كتاب "ذاكرة" استخلص منها أهم وأبرز ما أورده الكاتب ناطور من ملامح ودلالات. ويقول قراقع: "إنها ذاكرة حياة تواجه ذاكرة موت عند الإسرائيليين، فإذا كان الإسرائيلييون قد استعمروا هذه البلاد قادمين على اسطورة المحرقة، فإن الفلسطينيين يواجهون الإبادة والنفي بما زرعوه وتركوه من حياة على هذه الأرض المثمرة بالحضارة والتاريخ والثقافة والإنسانية، فلا يحتاج الفلسطينيون الى خرافة لتأويل أسطورتهم وتبرير وجودهم." ويتابع قراقع: "إن ذاكرة تقول بوضوح: لا يمكن لأي شعب أن ينال حريته واستقلاله اذا تخلى عن هويته وذاكرته." ثم تلى قراقع، أهم الدلائل السياسية الواردة في الكتاب، والتي اعتبرها اكثر من مجرد ذكريات عاطفية وسرد لمسيرة رحلة آلام الفلسطينيين بعد نكبة 1948.

ناطـــور: تخوننــي الذاكــرة
بعد ذلك، قدم الكاتب سلمان ناطور، مؤلف "ذاكرة"، مقاطع مختارة من "ذاكرة" عكس من خلالها ذاكرة جماعية لشعب بأكمله، وسط تفاعل منقطع النظير من الجمهور. وركز ناطور في مداخلته على ضرورة حفظ الذاكرة، "ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة". كما أعاد السؤال حول دور الذاكرة وسط زحمة الحاضر، "هل نحن جيل بلا ذاكرة؟.. أتسائل دائما ويقسو علي الي السؤال ويؤنبني لأننا منشغلون حتى الموت بحاضرنا الأليم".

إضافة الى الكلمات، فقد تخلل حفل الإعلان أيضا فقرات موسيقية، بدأها الفنان والملحن أمين ناطور بأداء أغنيته الخاصة "غرباء"، وهي قصيدة للشاعر سميح القاسم. كما شملت الفقرات الفنية أيضا على غناء للطفلتين، سندس محمد صالح، وكلثوم غسان عزيزة، من مخيم بلاطة، نابلس، حيث قدمتا وصلات غنائية ملتزمة. وفي نهاية الحفل، قام الكاتب سلمان ناطور بالتوقيع على الإصدار وتوزيعه على المدعوين.