|
التأكيد على محاربة الفساد ونشر ثقافة الإصلاح
نشر بتاريخ: 21/11/2012 ( آخر تحديث: 21/11/2012 الساعة: 14:07 )
بيت لحم -معا- أوصى مشاركون في ورشة عمل نظمتها هيئة مكافحة الفساد في مدينة بيت لحم اليوم، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حول' الموروث الديني ودوره في محاربة الفساد"، بضرورة محاربة الفساد بأشكاله كافة والعمل على نشر ثقافة الإصلاح من خلال توظيف الموروث الديني في الإطار السليم.
وذلك بحضور رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة والوكيل المساعد في وزارة الأوقاف سماحة الشيخ خميس عابدة ممثلا لمعالي وزير الأوقاف والشؤون الدوينية الدكتور محمود الهباش، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي الفلسطيني سماحة الشيخ يوسف ادعيس، و الدكتور حنا عيسى أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، والناطق الرسمي لبطريركية الروم الأرثوذكس قداسة الأب عيسى مصلح إضافة لعدد من أئمة المساجد ورجال الدين المسيحي. من جهته أكد رئيس هيئة مكافحة الفساد السيد رفيق النتشة في الورشة على أهمية الدور الذي يقوم به رجال الدين الإسلامي والمسيحي في محاربة الفساد كونهم يحملون المبادئ ويمثلون الرأي والكلمة المؤمنة، خاصة على أرض فلسطين مهد الحضارات الإنسانية والأديان. وأضاف: "نحن جميعا في خندق واحد مرابطون أمام الاحتلال وأعوانه من الفاسدين"، وكل من يمارسون عملية فساد هم في خانة ذاتها كونهما وجهين لعملة واحدة"، كما أكد على أهمية التوعية الدينية في الوقاية من الفساد كإحدى أهم ركائز الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد. وبدوره أكد معاي الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية في كلمته التي القاها نيابة عنه سماحة الشيخ خميس عابده وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة أن النصوص الإسلامية تظافرت على تجريم الفساد والدعوة للاصلاح، وقال "من الأيات الكثر والتي تناولت سمات دعوة الأنبياء والتي نصت على الشعار المميز لدعوة الحق "إن اريد إلا الإصلاح ما استطعت" بما تحمله من دعوة لمحاربة الفساد بأشكاله كافة سياسيا واقتصاديا، بإلاضافة لمحاربة رموز الفساد إقتصاديا كقارون وسياسيا كفرعون. وأشار الهباش في كلمته أن القاعدة الأساسية والتي بنيت عليها مباديء الشفافية في العالم اجمع أتت من خلال الشعار لدولة الاسلام منذ عهد سيدنا عمر بن الخطاب محارب الفساد. "من أين لك هذا"، هذا الشعار الذي يعتبر الضمانة الأكبر لاي مجتمع سياسي أو مدني من الوقوع تحت رحمة المفسدين ومحاربي الإصلاح. وقال الهباش " إن ما نتحاجه ألان ونحن نبني دولتنا الفلسطينية على أسس سليمة هو أن ننطلق من الموروث الديني الذي يحمل في طياته سلطة عليا على نفوس الناس في تأسيس قيم الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد. وبدوه الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، الدكتور حنا عيسى نوه إلى صور الفساد، وقال "الفساد تكثر صوره وتختلف أساليبه، فمنه الرشوة، الابتزاز، المحسوبية، المحاباة، الوساطة، الاختلاس، الأعمال الاجرامية، غسيل الأموال، تهريب الأموال، التهرب من الضرائب، الاتجار بالبشر، سرقة الاثار، تعاطي المخدرات، التزوير، والتزييف". وبين عيسى أن جميع ما ذكر يضر بالفرد أولاً، والأسرة ثانياً، والمجتع ثالثاً، يؤدي الى الحقد والضغينة، وتفاقم الكراهية، ويتنامى الظلم، وهو ما ينتج عنه مجتمع مفكك غير اّمن، فتتزايد حالات الإفقار وتراجع العدالة الاجتماعية وانعدام ظاهرة التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي وتدني المستوى المعيشي لطبقات كثيرة في المجتمع نتيجة تركز الثروات والسلطات في أيدي فئة الأقلية التي تملك المال والسلطة على حساب فئة الأكثرية وهم عامة الشعب. كما وتوجه الدكتور حنا عيسى في ورشة العمل إلى دعوة الأسر والمدارس والتي تعتبر اللبنات الأولى في التربية والتنشأة إلى تربية الأبناء والأطفال على قيم النزاهة والعدل والمساواة، والعمل على تحصينهم من اّفة الفساد، كما ووجه دعوة لكافة شرائح المجتمع من الطالب للمدرس أو المزارع او العامل وصولاً لكافة المسؤولين من مدراء ووزراء إلى توخي معايير النزاهة والوطنية المتمثلة بالنزاهة والشفافية والمساءلة والحاكمية الرشيدة. حيث إن مكافحة الفساد مهمة إنسانية أخلاقية دينية شرعية على الجميع المشاركة فيها، وذلك من خلال التربية الدينية الصحيحة في البيت والمدرسة والجامعة، عن طريق غرس أصول الدين منذ الصغر، حيث هي القاعدة الأساسية لمحاربة كافة أنواع الفساد والإفساد، فغياب الوازع الديني هو الأصل في الوقوع بالمفاسد والمحرمات. إضافة للتحلي بالقيم والأخلاق الحميدة التي تجعل الفرد بناءا في مجتمعه. والعبادة الواعية وليست المغالية والسير على القيم الإيمانية السمحاء كمحصنات ضد الفساد المجتمعي. وتحسين الظروف المعاشية لأفراد المجتمع. والتوعية المجتمعية لهذه الظاهرة الخطيرة وتداعياتها وتأثيرها على المجتمع واخلاقياتهم وضع نظام حماية ومكافأة لمن يقوم بالتبليغ عن حالات الفساد. ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب بالاعتماد على الكفاءة والابداع العلمي. وفي مداخلة بعنوان "الموروث الديني وأثره في محاربة الفساد" أشار رئيس مجلس الأعلى للقضاء الشرعي يوسف ادعيس إلى أهمية العلاج الوقائي من الفساد، وذلك بدعوة الإنسان إلى الإيمان بالله والتمسك بالأخلاق، الأمر الذي يؤدي إلى تنشئة سليمة للمجتمع. وبين ادعيس النصوص الشرعية الكثيرة التي دلت على تحريم الفساد والإفساد، واعتبرته جريمة نكراء ضد المجتمع، ومخالفا للفطرة الإنسانية السليمة، مع العلم أن الفساد لا يختص بجانب دون جانب، فهو أنواع متعددة ، فمنه ما فيه تعدٍ على الشرائع والعقيدة الربانية. من جهته الناطق الرسمي لبطريركية الروم الأرثوذكس قداسة الأب عيسى مصلح تناول الاستشهاد بأقوال سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام قائلا "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، وأكد قداسة الأب أن بطريركية الروم الأرثوذكس تؤيد قيام الدول على العدل والإنصاف بين الناس، كما وتدعو إلى مجتمع نقي من كل ظلم يقع على الفقراء والمظلومين في الأرض وذلك للوصول إلى مجتمع مثالي يعيش بمحبة ووئام. |