|
أخصائية نفسية: الأعراض النفسية عادة ما تبدأ بعد زوال التهديد الجسدي
نشر بتاريخ: 22/11/2012 ( آخر تحديث: 22/11/2012 الساعة: 20:47 )
القدس - معا- قالت الدكتورة سماح جبر أخصائية الطب النفسي بالإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة أن ردة فعل الناس النفسية ما بعد زوال التهديد تختلف حسب قربهم أو بعدهم عن الحدث، كذلك تتعلق بمدى الخسارة الشخصية التي نتجت عن التهديد ذاته، حيث أن ردة الفعل تختلف أثناء وبعد زوال التهديد الجسدي، حيث تظهر الأعراض النفسية بوضوح أكثر بعد زوال فترة التهديد.
وأضافت د. جبر أن الناس وأثناء فترة التهديد الجسدي تحاول قدر الامكان المحافظة على سلامة الجسد ( النجاة ) وبعد ذلك تبدأ مرحلة الإدراك لحجم الخسارة، بعدما تنطفئ نار الحرب، تتقد نار الفقدان. وتضيف، أن ردة الفعل تكون عادة مختلفة من فرد لأخر، حتى لحظة الفقد ذاتها، كذلك أن الفاقد غير المشاهد، كون المشاهد يكون مدركا أكثر لما حصل بعكس المصاب الذي يتحرر بعد التهديد من استراتيجيات النجاة وبالتالي يبدأ إدراكه النفسي لحجم الفقدان والخسارة. وتؤكد الدكتورة جبر أن جزء من المصابين سواء، الإصابة المعنوية أو الجسدية لا يستطيعون العناية بأنفسهم، وبحاجة ضرورية إلى من يعتني بهم، ويظهر هنا مفهوم التضامن ضمن الإطارين المجتمعي العائلي وكذلك الإطار المؤسساتي، مؤكدة على أهمية توفر مؤسسات هي من تتحسس احتياجات الخسارة المادية منها والمعنوية فعلى سبيل المثال أن توفر طرفا صناعيا لمن بترت ساقه، كذلك الرعاية النفسية لمن أصابها نوبات الهلع، مما يتطلب تحويل تلك الحالات إلى مؤسسات مناسبة متخصصة. وتشير الدكتورة جبر أن معظم الناس لا يحتاجون بالعادة للتكيف بعد زوال الحدث، لان تلك الإحداث بحد ذاتها تخلق منهم شخصية عنيدة قوية أكثر مما كانت، تكون قادرة على أن تتكيف مع الإحداث الصعبة وقت الشدة والكرب حتى ولو كانوا هم أنفسهم ضحايا أو احد أقاربهم تبعا لقدرات التحمل والمعتقدات المرافقة والجهاز العصبي للفرد، بينما هناك وبالمناسبة هم أقلية، من يصابوا بالإجهاد النفسي وهؤلاء من ينصحوا بالتوجه للإرشاد النفسي الذي توفره عدد من الجمعيات الأهلية وعيادات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية في مديريات الصحة بالمحافظات الفلسطينية، أو حتى يمكنهم التحدث مع الطبيب العام أو الممرض وشرح الأعراض، حيث يتولى هؤلاء إيصال المصاب إلى المرشد النفسي والاجتماعي الذي بدوره يحدد من هو بحاجة للتحويل للطب النفسي إذا استدعى الأمر ذلك. وتنوه جبر على أن التضامن المجتمعي وتحسس حاجيات الناس وتوفير العون المادي والنفسي لهم جيد ليس فقط للمعطي ولكن أيضا للمانح، حيث تضيف قيمة معنوية وعلاجية للطرفين. وتختم الأخصائية النفسية حديثها بأن أعراض الإجهاد ما بعد الصدمة أو الذكريات الأليمة لو استمرت لمدة تزيد عن شهر لا بد لصاحبها من ضرورة التوجه بشكل فوري لأخصائي الطب النفسي وبدأ العلاج النفسي الذي يقرره الطبيب. |