|
حضور لافت في مؤتمر لجنة القدس البرلمانية السويدية
نشر بتاريخ: 23/11/2012 ( آخر تحديث: 23/11/2012 الساعة: 16:37 )
القدس- معا - شهد مؤتمر لجنة القدس البرلمانية السويدية حضورا لافتا من المهتمين بالشأن الفلسطيني من ألمانيا وإسبانيا ورومانيا وفينا وآخرين من الفلسطينيين المقيمين في السويد وبعض الدبلوماسيين من غير العرب.
عقد المؤتمر، الأربعاء، تحت قبة البرلمان السويدي الذي بدأ بكلمات ترحيبية من قبل يان لون مدير الندوة وفيكتور سماينة رئيس لجنة القدس. أول المتحدثين كان بيتر هولتكفيست عضو الحزب الاجتماعي الديمقراطي ورئيس الرابطة السويدية الفلسطينية في البرلمان السويدي. وقال في بعض من كلمته إن السلام لا يتحقق عبر بناء المستوطنات واقامة جدران العزل ومصادرة الأراضي. وإن السلام الحقيقي لا يتم طالما كان هناك طرف يهيمن على طرف آخر. وتناول توربيورن بيوركلوند عضو البرلمان عن حزب اليسار السويدي في كلمته الأحداث الدامية في قطاع غزة والتوتر في الضفة الغربية، داعيا إلى دعم التوجه الفلسطيني للجمعية العمومية لطلب العضوية بصفة مراقب. تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة المغتربين استهل كلمته بتوجيه تحية من الرئيس محمود عباس للمؤتمرين ثم قال إن 'المخالفات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين لجهة الاعتقالات والمطاردات والابعاد ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات جعلت حل الدولتين يتضاءل؛ بسبب تلك الممارسات وفوق هذا وذاك ما يشهده قطاع غزة من اعتداء وحشي على أهلنا هناك حيث استعملت اسرائيل أحدث ما تملكه في ترسانتها العسكرية ضد المدنيين الآمنين. آمل أن يكون هذا المؤتمر حافزا لتحريك الشارع السويدي للجم هذا العدوان على غرار الدور الذي لعبته السويد لوقف الحرب على فيتنام ودورها بالإطاحة بالنظام العنصري في جنوب إفريقيا'. وأضاف خالد أن على العالم عدم الوقوف موقف المتفرج أمام تكرار الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. وكلها مخالفات صريحة للقانون الدولي. وإن حل الصراع الاسرائيلي– الفلسطيني ممكن فقط عندما يعطى الفلسطينيون كامل حقوقهم. ريتشارد فولك الممثل الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان وجه رسالة إلى المؤتمر قرأت بالنيابة جاء فيها: أن مؤتمركم يعقد في وقت عصيب تمر به القضية الفلسطينية خصوصا الاعتداء الاسرائيلي الصارخ على قطاع غزة برا وبحرا وجوا؛ اعتداء على أناس لا حول لهم في الدفاع عن أنفسهم وهو ما يعتبر جريمة بحق الانسانية وقد بدا هذا واضحا في الصور التي نقلتها شاشات التلفزيون عن الضحايا من المدنيين وبينهم أطفال: إضافة إلى ما لحق بتلك المنطقة من دمار هائل في المرافق العامة والخاصة. وأضاف 'آمل أن يعمل مؤتمركم على تجيش الشارع السويدي للوقوف خلف الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي تحظى بدعم متزايد وملحوظ على الصعيد العالمي'. المحامي قيس ناصر الخبير بحقوق الانسان وسياسة الاستيطان في مدينة القدس تناول المخالفات القانونية لمعاهدة جنيف الرابعة للعام 1949 فيما يخص المدينة المقدسة المحتلة وما قامت به إسرائيل من مصادرات للأراضي وهدم البيوت وإحداث تغييرات ديموغرافية. وأضاف أن إسرائيل وقعت عام 2000 على معاهدة روما؛ لكنها عادت وانسحبت منها في العام 2002 لإدراكها أن كل ما تقوم به يشكل تجريما لها أمام المحكمة الدولية. وحدد ناصر ثلاث طرق لمقاضاة سياسة الاستيطان التي تقوم بها إسرائيل: عبر مجلس الأمن. وقد استبعد هذا الخيار لأنه سيصطدم بالفيتو الأمريكي، وعبر الأردن بصفتها الوصية على القدس الشرقية، وعبر منظمة التحرير وهو الطريق الأسلم من وجهة نظره. جاد اسحاق رئيس مؤسسة أريج للأبحاث في القدس. استهل كلمته بالقول إن مدينة القدس مهد الديانات بدل أن تكون موئل السلام أصبح ذلك وبالا عليها. جاد تناول بشكل سريع تاريخ القدس منذ 5000 عام وحتى يومنا هذا، مشيرا الى أن كل ما كان يملكه اليهود من الأرض الفلسطينية عام 1948 لم يتجاوز 7% من المساحة الكلية. وأضاف أن اسرائيل تتبع سياسة ممنهجة في تهويد مدينة القدس عبر مصادرة الأراضي وتوسيع بلدية القدس وهدم المنازل وفرض شروط تعجيزية على المقدسيين العرب لجهة الغرامات التي تفرضها أو سحب اقاماتهم كما حصل ل29000 مقدسي. اسرائيل نجحت خلال السنوات الماضية في تغييب القضية الفلسطينية بتوجيه الرأي العام العالمي نحو الملف النووي الإيراني، ومن ثم الحرب الدائرة في سوريا؛ لكنها بهجومها على قطاع غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي. وتحدث عزام الأحمد رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني بكلمة مقتضبة عن أن السلام العادل كان ومازال خيار الشعب الفلسطيني الذي سعى الى ذلك منذ العام 1993 لكن الجانب الاسرائيلي بممارساته اللاشرعية حال دون التوصل الى الحل العادل. وقال: نحن سنتوجه يوم 29 نوفمبر الى الأمم المتحدة لطلب العضوية بصفة مراقب لدولة فلسطين وأطلب من كل شعوب العالم دعم تحركنا هذا. مطلوب من السويد ودول الاتحاد الأوروبي العمل أيضا على اطلاق سراح أسرانا من سجون الاحتلال. ايتاي افستاين رئيس منظمة مناهضة هدم المنازل تحدث عن معاناة الفلسطينيين في الحصول على تراخيص بناء رسمية، إذ إن 94% من طلبات الترخيص ترفضها اسرائيل ما يدفع الفلسطينيين الى البناء حيثما استطاعوا دون تراخيص ثم تقوم اسرائيل بهدم الكثير منها سواء بمطالبة الفلسطينيين بهدم ما بنوه أو تقوم هي بذلك وتغريم الفلسطيني 12000 شيقل (3000 دولار تقريبا). وخلال العام الأخير تم هدم أكثر من 100 منزل. إسرائيل لديها مخطط يهدف الى تهويد القدس كلها بحلول العام 2020 وتقليص نسبة الفلسطينيين الى 30% مقابل 70% لليهود من خلال الاستمرار في هدم المنازل وسحب اقامات المقدسيين عبر تشريعات تسنها لذلك وكلها اجراءات مخالفة للقانون الدولي. بعد هذه الكلمات فتح المجال أما الأسئلة من قبل الحضور، وقد تركزت حول التهديدات الإسرائيلية بإنهاء السلطة الوطنية الفلسطينية وحتى تصفية الرئيس محمود عباس اذا ما استمرت بمسعاها للتوجه الى الجمعية العمومية في الأمم المتحدة. وحول انهاء الانقسام. قال تيسير خالد: إن إسرائيل إذا فعلت ذلك ستكون الخاسر الأكبر لأن التجارة البينية مع فلسطين حوالي 4 مليارات دولار سنويا بحكم سيطرتها على الحركة التجارية. التوجه للأمم المتحدة ليست معركة سهلة ونحن نتوقع من أوروبا ممارسة الضغط على إسرائيل؛ ويمكن استعمال العلاقة التفضيلية التي تتمتع بها اسرائيل في أوروبا كأحد وسائل الضغط وهذا طبعا يقع على عاتق القوى الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والقوى المحبة للسلام القيام بذلك. وأضاف: أما بالنسبة للتهديدات على حياة الرئيس فاننا نأخذها على محمل الجد ولنا في ذلك أسوة لما حصل للرئيس عرفات. أود الاشارة هنا أننا جادون بالتوجه للأمم المتحدة وهذه ليست مناورة سياسية لأننا نريد تحويل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 من أراض متنازع عليها كما تريد اسرائيل الى أراضي دولة محتلة. عزام الأحمد مستكملا حول موضوع الذهاب الى الأمم المتحدة، فقال: إن السلطة الوطنية تواجه ضغوطا كبيرة من دول اقليمية وغربية على حد سواء لثنينا عن مسعانا. واشنطن هددت بإغلاق مكتب "م ت ف" لديها ووقف الدعم المادي علما أنه متوقف منذ عام. واسرائيل تهدد بحجز أمولنا التي تجبيها من رسوم وضرائب فلسطينية وتتقاضى عليها 3% أي أنها لا تقوم بذلك مجانا. اذا نفذت اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تهديداتهما فإن المنطقة ستشهد عنفا يتجاوز الأراضي الفلسطينية تكونان مسؤولتين عنه بشكل مباشر. وأضاف: بالنسبة للانقسام الذي وقع عام 2007 أقول: دخلنا عام 2010 في حوار مع الأخوة في حركة حماس وتوصلنا الى ما عرف بالورقة المصرية وأقول بأمانة إن قوى اقليمية حاربت هذا الاتفاق ودفعت الأموال من أجل افشاله ونجحت. وفي بداية هذا العام وقعنا على الاتفاق المكمل في الدوحة لكن عندما أوقف عمل لجنة الانتخابات في غزة من قبل حركة حماس تعطل تنفيذ الاتفاق. قبل اسبوعين التقينا لاستئناف تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. والآن وبعد الهجمة الوحشية الاسرائيلية على قطاع غزة وانتفاضة الضفة بأسرها لنصرة اخوتهم فإن وحدة الدم تفرض علينا تجاوز كل الخلافات وانهاء الانقسام. آخر المتحدثين كانت هالة فريز سفيرة فلسطين لدى مملكة السويد التي تحدثت عن مجمل المعاناة الفلسطينية وعن أهمية الذهاب الى الأمم المتحدة لطلب العضوية لتحويل الصراع مع العدو الصهيوني من أراض متنازع عليها الى أراضي دولة محتلة اسمها فلسطين. وقدم الفنان الفلسطيني زيد تيم وصلة غنائية فلسطينية حركت المشاعر. المؤتمر بمجمله حقق الأهداف التي رسمت له ووضع الكثير من النقاط التي يمكن البناء عليها خصوصا لدى الجاليات الفلسطينية المتواجدة في الدول الأوروبية والتي كان العديد من ممثليها متواجدين في هذا المؤتمر. |