وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طالبة جامعية من رام الله تبتكر برنامجا قادرا على اكتشاف المجرمين من خلال تصوير رؤوسهم

نشر بتاريخ: 22/02/2007 ( آخر تحديث: 22/02/2007 الساعة: 18:02 )
رام الله -معا- فتاة فلسطينية تحلم بالوصول إلى العالمية، في مجال برمجيات الحاسوب، عبر اختراعها نظاما يتعرف على المجرمين من خلال تصوير رؤوسهم.

ميسون إبراهيم طالبة جامعية من مدينة رام الله، مغرمة بالصور الفوتوغرافية وخبيرة في التعامل معها عبر برنامج "التصميم الجرافيكي" , ترى بان الصور التي تلتقط للأفراد في زاوية لا تتجاوز 90 درجة، غير كافيه لتحديد معالم الإنسان.

ولتجنب هذا الخلل والوصول إلى قدرة تحديد معالم الإنسان، طرحت فكرتها المبنية على اكتشاف المجرمين من خلال التعرف على صور رؤوسهم، إلا أن تسجيل براعة الاختراع لم تر النور بعد.

وتقول ميسون: توجهت إلى العديد من المراكز والوزارات لتسجيل براءة الاختراع ولكن دون جدوى.

وترى ميسون إن النظام الذي طورته قادر على تميز المجرمين من المواطنين العاديين، من خلال صور رؤوسهم، قائلةً: لو أراد احد المجرمين دخول بنك معين، فأن الكاميرات التي تكون موصله مع النظام في الحاسوب، تستطيع تحديد إن كان هذا الشخص من المجرمين، وبالتالي يقبض عليه فوراً، قبل البدء بعملية السطو.

ميسون أنهت رسالة الماجستير من الجامعة الأردنية في مجال برمجة الحاسوب، أجرت خلال دراستها هناك بحثها الخاص بالاختراع ، قبل أن يخرج إلى النور، بعد مخاض طويل ومراحل صعبة كانت الفتاة تمر خلالها بالنجاح وأحيانا بالفشل.

وتشير إلى أن مراحل المشروع، ابتدأت عبر تجربة تمثلت في جمع صور لمجموعة من طلاب وطالبات الجامعة الأردنية، وصل عددها إلى 101 صوره, لافتةً إلى أن تجربتها الأولى باءت بالفشل بسبب أن هذه الصور أظهرت حركة الأكتاف والملابس، فيما تجربتها الثانية، التي استخدمه فيها نظرية الجماعات "Lgen Head" استطاعت الوصول بها إلى درجة نجاح بنسبة 92 % ، إذ كان الهدف الأساسي من هذه التجربة أن يستطيع النظام عندما يعجز عن التعرف على احد الأشخاص، أن يعطي إشارة بذلك.

وتمثلت تجربة ميسون الثالثة، التي استطاعت الوصول بها إلى درجة نجاح بنسبة 98%، على استخدام نظام الموجات "Wave Lets"، واعتمدت فيه على الصور غير الملونة أي الأبيض والأسود, وعند نهاية هذه التجربة أنهت بحثها لرسالة الماجستير، إلا أن تصميمها لم يتوقف عند هذه المرحلة، بل أكملت المشوار واستطاعت في التجربة الرابعة التي استخدمت فيها الصور الملونة، أن تحصل على درجة نجاح بنسبة 100% .

وتقول ميسون إن هذا النظام أضاف إلى عالم الأمن والأجهزة الأمنية، طرقاً جديدة للتعرف على المجرمين، تضاف إلى طرق التعرف عليهم عبر بصمة العين والأصابع وصور الوجه، مشيرةً إلى أن الفرق بينها إن بصمة الرأس لا يمكن التحايل عليها، فكل شخص لديه "تدويره" رأس مختلفة عن الأخر، ولكل إنسان ملامح وجه تختلف عن الأخر، كما أن لكل شخص مساحةً معينة تفصل بين مناطق الوجه كالأنف والعين والإذن وبذلك لا يستطيع تغيير هذه المسافة حتى ولو بالعمليات الجراحية، فيما لا يستطيع تغيير شكل جمجمة الرأس.

وتخشى ميسون إن تذهب جهودها إدراج الرياح في ظل غياب قوانين محددة تحمي الحقوق الفكرية، خاصة حقوق البرمجيات, لافتةً إلى أنها توجهت إلى وزارة الاقتصاد لتقدم طلب لبراءة الاختراع لتحفظ بحثها إلا أنها قوبلت بالرفض، بحجة أن مجال بحثها فكري، وان المسؤول عن الأعمال الفكرية، هي وزارة الثقافة.

وتقول: لم أتوجه إلى الثقافة لأني اعلم الرد مسبقا، فوزارة الثقافة تعطي حقوق المؤلف للأعمال الفكرية والإبداعية كالقصص والكتب وليس برامج الحاسوب.

وتعتقد أن أفضل وسيله لحفظ بحثها إن تنشره في مؤتمرات علمية، أو في مجلات انترنت كمجلة "جورنال"، إذ قدمت ورقة عمل واحدة في مؤتمر عالمي، معربةً عن أملها في أن تقدم كامل البحث، خاصة وان تلك المؤتمرات مكلفة ولا يستطيع الشخص بسهولة الوصول اليها .

قصة ميسون لن تكون أخر حكاية، إن وجدت مؤسسات وطنية تكون قادرة على تبني المبدعين وحماية حقوقهم.