وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الخليل أحوج المناطق في العالم لاعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 25/11/2012 ( آخر تحديث: 26/11/2012 الساعة: 08:33 )
الخليل- معا- ما عاشته مدينة الخليل من آثار مجزرة الحرم الإبراهيمي عام أربعة وتسعين والتي راح ضحيتها تسعة وعشرون مصلياً وأصيب العشرات فيها، وما تبعها من إجراءات اسرائيلية من إغلاق لنحو خمسمائة محل تجاري ومنع الفلسطينيين من استخدام شوارع محيطة بالحرم الإبراهيمي ناهيك عن البؤر الاستيطانية التي تنهش قلب الخليل جعلها مدينة تعيش حالة خاصة تنظر بأمل الى اليوم الذي تعترف به الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية علها تعيد الى أبنائها حقهم المسلوب.

وفي هذا السياق يقول، كامل حميد محافظ الخليل: هناك ضرورة ملحة لتدخل دولي للحفاظ على الوجود الفلسطيني، في محافظة الخليل التي تتعرض بشكل سافر لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين ، ووقف عمليات التهجير والترحيل القسري التي تمارس بحق الفلسطينيين".

واستشهد المحافظ في حديثه، بثمانية قرى تقع في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، مهدد أهلها بالتهجير عن أراضيهم، بعد أن اصدر وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي، ايهود باراك" قراراً بالاستيلاء على تلك القرى لاستخدامها كمركز لتدريب جنود الاحتلال.

وأضاف محافظ الخليل: نريد من خلال توجه السيد الرئيس للأمم المتحدة وقف عمليات القتل ضد أبناء شعبنا وخاصة الاطفال والنساء وكبار السن، نريد أن يحيا أبناء شعبنا بحرية وبكرامة في ظل دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

قبل خمسة عشر عاماً قسمت الخليل الى قسمين بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية بموجب اتفاقية الخليل الخاصة عام سبعة وتسعين، وعلى مدار سنوات خلت كان أهالي الخليل يأملون بأن يتحرروا من الاحتلال لكن واقع الحال يزداد سوءاً يوما بعد يوم فأكثر من مئة حاجز تقطع أوصال القسم الذي يخضع للسيطرة الأمنية الاسرائيلية وما زال المستوطنون مستمرون في تهويد البلدة القديمة من الخليل وجعلها منطقة خالية من الوجود الفلسطيني.

|196097|
"هناك اعتداءات يومية من قبل المستوطنين الاسرائيليين على السكان والمساكن في البلدة القديمة من مدينة الخليل، ومنها الاستيلاء على محال ومساكن، وقد رفعنا عشرات القضايا ضد الجيش الاسرائيلي والمستوطنين لدى المحاكم الاسرائيلية، لكن هذه المحاكم وبحكم تجربتنا معها مقيدة بسياسة حكومة الاحتلال الاسرائيلي". هذا ما ذكره عماد حمدان، مدير عام لجنة اعمار الخليل.

وأضاف حمدان: من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية لدى هيئة الأمم كدولة مراقب هذا يتيح لنا الذهاب للمحاكم الدولية من أجل فضح هذه الممارسات، والحفاظ على الموروث الانساني والثقافي في مدينة الخليل التي يمتد عمرها الى آلاف السنين".

عشرات القضايا المرفوعة أمام المحاكم الاسرائيلية من قبل أهالي ومؤسسات الخليل وضعها القضاة الاسرائيليون على الرف في انتظار قرار سياسي إسرائيلي يخضع لأمزجة الانتخابات الاسرائيلية، زد عليهم مئات الشكاوى الفردية التي تقدم بها فلسطينيون للشرطة الاسرائيلية ضد اعتداءات المستوطنين والجيش الاسرائيلي كدست على الرفوف هي أيضا دون متابعة.

هشام الشرباتي، الباحث الميداني في مؤسسة الحق، يقول:"الاعتراف بدولة فلسطين سواء عضو او غير عضو هو يتيح لفلسطيني التوقيع على ميثاق روما، وبإمكانها من خلال هذا الميثاق مقاضاة أي جندي اسرائيلي يرتكب أي اعتداء في محاكمها أو مقاضاته في المحكمة الجنائية الدولية".

وأضاف الشرباتي: هذا سيتيح الفرصة للسلطة الوطنية الفلسطينية التقدم بشكوى ضد قادة إسرائيل سواء السياسيين أو العسكريين والذين ارتكبوا جرائم حرب بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية أو قطاع غزة".

هنا في هذه المنطقة وبجوار الحرم الابراهيمي عشرات من جنود الاحتلال والمستوطنين وشواهد الفصل العنصري والتعسفي بادية للعيان.. كل شيء مباح للجنود وللمستوطنين الاسرائيليين.

وقد تكون الخليل هي احوج المدن والمناطق الفلسطينية الى اعتراف الامم المتحدة بالدول الفلسطينية خاصة وانها تتعرض وما زالت تتعرض لانتهاكات حقوق الانسان منذ سنوات من قبل الاحتلال الاسرائيلي.