وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرياضة الفلسطينية ... في ذاكرة الاحتلال

نشر بتاريخ: 26/11/2012 ( آخر تحديث: 26/11/2012 الساعة: 09:46 )
بقلم: أمل محمد

الرياضة الفلسطينية ... في ذاكرة الاحتلال

الصراع الدائم بين رياضيتنا الفلسطينية ... وسياسة الاحتلال.


حلقت الرياضة الفلسطينية في فضاء الوطن العربي والأسيوي ولها تاريخ حافل وهناك كواكب صنعت هذا المجد المضيء رغم مروره عبر نكبات ونكسات تعرضت من مؤامرات وحروب وسياسة تهجير وقتل واعتقالات.

تاريخنا الرياضي لا ينسي لأنه صنع النصر حقق الآمال والطموح في أخطر وأدق المراحل والظروف التي عاشها شعبنا في صراع مع العدو لعدم ضياع الهوية الوطنية الرياضية.

وفي محاولة لصياغة هذا التاريخ وضبط مسيرة الحركة الرياضية للعودة للمحافل الدولية والأسيوية والعربية ورسم الخارطة الرياضية لفلسطين في أعوام الستينات, وبعد توقف للنشاط الرياضي لآثار العدوان عام 1973م لعدة سنوات عاد تحت ظروف الاحتلال الصعبة في الداخل والخارج إلا أن العدو كرر صراعه مع رياضتنا ليتجمد النشاط الرياضي عام 1988م بدخول الانتفاضة ويضيع جيل من الرياضيين المميزين الذين تشتتوا بين السجون أو المطاردة مما حرمهم ممارسة رياضتهم المحببة ولم يقتصر الأمر علي ذلك فقامت قوات الاحتلال بإغلاق الأندية ومراكز الشباب, إلا أنه مع قدوم السلطة الوطنية عام 1994م تجددت المسيرة والحركة الوطنية الرياضية , وتثبيت فلسطين عضوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وتحقيق الإنجاز الأول للمنتخب الوطني بحصوله علي الميدالية البرونزية في دورة الألعاب العربية " دورة الحسين " أواخر القرن الماضي والتي أقيمت في العاصمة الأردنية عمان, ومع انطلاق شرارة الانتفاضة الثانية عاود الاحتلال قهره للرياضيين مجدداً بإغلاق المعابر أمام منتخبنا الوطني وحرمانه من المشاركة في العديد من الاستحقاقات العربية والقارية وشكلت هذه الخطوة ضربة قوية للرياضة الفلسطينية خاصة وأنها خطت أول خطواتها في سلم الإنجازات, لكن العنجهية الصهيونية أبت إلا أن تحطم الآمال التي كان يعلقها الشارع الرياضي علي المنتخب الوطني, وعلي الرغم من استهداف الاحتلال للبنية التحتية الرياضية والأندية واعتقال اللاعبين إلا أن العزيمة والإرادة التي يمتلكها الرياضيين في فلسطين أصرت علي إعادة تأهيل للحركة الرياضية التي تعرضت لشلل بفعل العدوان المتكرر عليها, والنجاح في انتظام البطولات المتنوعة والعودة إلي طريق الإنجازات علي المستوي العربي والقاري بحصول المنتخب الوطني للكرة الشاطئية علي الميدالية البرونزية في البطولة الأسيوية للألعاب الشاطئية والتي أقيمت في جمهورية الصين الشعبة مايو 2012.

ولم يكن هذا الأمر ليعجب الاحتلال الصهيوني ليوجه ضربة قوية وجديدة للرياضة بتدميره للملاعب ومقر وزارة الشباب والرياضة والأندية في الحرب الأخيرة التي شنت علي قطاع غزة, إلا أنه تفاجئ من عزيمة وصمود الرياضيين الفلسطينيين وإصرارهم علي استكمال بطولة دوري كرة القدم في ظل المعاناة والنقص الحاد في أعداد الملاعب.

وكان القرار المناسب بالإعلان عن استكمال البطولات في قطاع غزة من جديد وعدم الاستسلام لمحاولات العدو الصهيوني الذي يسعي لتحطيم وطمس طموحات وأمال الشباب الفلسطيني من خلال تدمير المرافق التي يستفيد منها الشباب, ونحن بحاجة لتكاثف الجهود لإنجاح هذه المسيرة من أجل العودة بكل قوة إلي المقدمة والمشاركة في المحافل الدولية ورفع علم فلسطين عالياً ولكي تكون غزة مولد الرياضة الفلسطينية وإفشال محاولات الاحتلال في النيل من عزيمتنا.

وهذا يتطلب منا أن يعمل القائمين على الرياضة في قطاع غزة لإعادة مشروع الهدف بتمويل كريم من الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والذي يهدف لإنشاء وإعادة تأهيل الملاعب والصالات الرياضية.

وفي الختام لا يسعنا إلا أن نوجه الشكر لكل من طالب وساهم بضرورة استكمال الدوري وعدم الوقوف متفرجين أمام ضياع أحلام الشباب الفلسطيني والغزي علي وجه الخصوص, شكراً لصناع القرار الوطني الرياضي.