|
الدور الأمريكي السري والعلني في الحرب الإسرائيلية على غزة
نشر بتاريخ: 26/11/2012 ( آخر تحديث: 27/11/2012 الساعة: 09:17 )
بيت لحم- معا - كشف موقع هأرتس الالكتروني اليوم " الاثنين " نقلا عن مسؤول أمريكي وصفه بالرفيع خفايا وأسرار الدور الأمريكي والتدخل الرئاسي الأمريكي في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة " عامود السحاب".
وتسلسل الموقع في سرده للدور الأمريكي والاتصالات السياسية والأمنية التي أجراها الرئيس اوباما بنتنياهو ومرسي وبقية الإطراف على النحو التالي : في يوم الأربعاء وقبل عشرة أيام حط السفير الأمريكي لدى إسرائيل "دان شابير " في مطار بن غريون قادما من واشنطن اشترك بمداولات سياسية وأمنية أجراها كبار مسؤولي البيت الأبيض والخارجة الأمريكية والبنتاغون مع وفد إسرائيلي رفيع برئاسة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي " يعقوب عميدرور ". وتلقى السفير الأمريكي أثناء توجهه لنقطة فحص جوازات السفر مكالمة هاتفية ابلغه من يقف على الطرف الأخر من الخط رسالة قصيرة مفادها" قائد الذراع العسكري لحركة حماس احمد الجعبري اغتيل على يد طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي " ورغم أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي شدد خلال محادثات واشنطن على نية إسرائيل الرد على إطلاق الصواريخ من غزة لكنه لم يذكر نيتها اغتيال الجعبري ". وهنا أدرك السفير الأمريكي بأنه على أبواب أياما طويلة من عدم النوم والراحة وبعد ساعات من هذه المكالمة انهمك السفير بترتيب المكالمة الهاتفية الأولى بين نتنياهو واوباما . ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي كبير قوله بان نتنياهو وضع الرئيس الأمريكي خلال المحادثة الهاتفية الأولى التي جرت يوم 14/11 بصورة الوضع وأطلعه على أهداف العملية ومخططات الجيش، موضحا للرئيس الأمريكي بان إسرائيل ستنفذ عملية برية إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ من غزة . ووفقا للمسؤول الأمريكي أوضح الرئيس اوباما لنتنياهو موقفه الداعم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها واتفاقه معه على ضرورة وقف حماس إطلاق الصواريخ أولا وقبل كل شيء . وأضاف المسؤول الأمريكي الذي لم يذكر الموقع اسمه " لم تكن هناك ضغوطا أمريكية على إسرائيل لمنعها من تنفيذ عملية برية لكن اتفق الرئيس اوباما ونتنياهو في جميع المكالمات الهاتفية التي جرت بينهم على أفضلية إيجاد حل دبلوماسي يحول دون القيام بعملية برية لان ثمن هذه العملية سيكون باهظا ونظر الاثنان للموضوع من ذات الزاوية لكننا " الأمريكيون " علمنا بان الخيار البري هو خيار ممكن بالنسبة لإسرائيليين الذين استدعوا الاحتياط ومن الممكن أن يستخدموا هذه القوات ". وبالتوازي لاتصالاته الهاتفية مع نتنياهو مارس اوباما ضغوطا كبيرة على الرئيس المصري محمد مرسي الذي وصفه بمفتاح حل الأزمة وأجرى معه على الأقل ست محادثات هاتفية خلال أيام الحرب الثمانية كرر فيها الرئيس الأمريكي ذات الرسالة وذات المضمون "حماس مسئولة عن التصعيد وعليك ممارسة الضغط عليها حتى توقف إطلاق الصواريخ ". ووفقا للمسؤول الأمريكي لم يتوقف الدعم والغطاء الأمريكي لإسرائيل عند حدود الاتصالات الهاتفية بل انتقل فورا إلى ساحة الأمم المتحدة حيث أحبطت السفيرة الأمريكية سوزان رايس مبادرات روسيا ودولا أخرى التي سعت لإصدار نداء لوقف إطلاق النار، وأوضحت رايس ومنذ اليوم الأول للحرب وأمام مجلس الأمن موقف بلادها الداعم للعملية الإسرائيلية محددة بذلك خط المسار الواجب على الدول الغربية إتباعه في تعاملها مع الأزمة . في السابع عشر من نوفمبر وهو اليوم الرابع للعملية خرج الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون في جولة سياسية في منطقة جنوب شرق أسيا واستغلت كلينتون أوقات الفراغ بين اللقاءات والاجتماعات لإجراء مزيد من الاتصالات الهاتفية مع نظرائها في مصر وتركيا وفرنسا وقطر بهدف مضاعفة الضغوط الممارسة على حماس لتوقف إطلاق الصواريخ. في الثامن عشر من نوفمبر التقى نتنياهو وباراك وليبرمان باجتماع ليلي بحثوا فيه الاتصالات التي جرت خلال الساعات الماضية في القاهرة حيث أطلعهم رئيس الموساد " تامير برودو " العائد من القاهرة حيث التقى برئيس المخابرات المصرية " رأفت شحاتة " ورئيس المخابرات التركية على مجريات ونتائج اتصالاته وصيغة الاقتراح المصري . وانتهى الاجتماع الليلي تمام الرابعة فجرا وانتهت النقاشات بعدم رضا نتنياهو وباراك وليبرمان عن الصيغة المصرية وعدم رضاهم مما سمعوه من رئيس الموساد وانتابهم شعورا بان مصر تحاول تحقيق انجازات لصالح حماس فأجرى احد مستشاري نتنياهو اتصالا هاتفيا مع السفير الأمريكي وطلب منه الحضور فورا إلى مقر وزارة الجيش الإسرائيلي وكانت هذه المرة الأولى التي تضع إسرائيل فيها السفير الأمريكي بتفاصيل وفحوى الاتصالات مع مصر وعرضوا عليه صيغة المقترح المصري لوقف النار وكان الطلب الإسرائيلي يتمثل بان تمارس أمريكا ضغوطها على الطرف المصري . سارع السفير الأمريكي بمغادرة مقر وزارة الجيش متوجها إلى مقر السفارة الأمريكية حيث نقل جميع التفاصيل للرئيس اوباما ولوزيرة الخارجية وكبار المستشارين الذين رافقوا الرئيس خلال زيارته يومها لكمبوديا وبعدها بساعات بادر اوباما بالاتصال مع نتنياهو باحثا معه تفاصيل الاقتراح المصري مقترحا على نتنياهو ان يقوم بإيفاد هيلاري كلينتون للمنطقة للمساعدة بالمفاوضات والاتصالات الجارية وبالتوازي مع هذا اتصل اوباما ثلاث مرات بالرئيس المصري محمد مرسي مشددا عليه بضرورة عرض صيغة أكثر توازنا . ووصلت كلينتون إلى إسرائيل في العشرين من نوفمبر وقبل منتصف الليل بقليل عقدت أول اجتماع لها مع نتنياهو وليبرمان وباراك حيث وقف الاقتراح المصري في مركز النقاشات لكن الاجتماع انتهى دون تحقيق نتائج تذكر وفي الصباح اتصل مستشارو نتنياهو مع مساعدي كلينتون وطلبوا حضور الوزيرة لاجتماع أخر قبل سفرها إلى مصر. وحسب المسؤول الأمريكي سلم نتنياهو الوزيرة الأمريكية ملخصا للنقاط التي يعارضها وتلك التي يوافق عليها وشدد على أن يتم وقف إطلاق الصواريخ قبل كل شيء وبعدها سيوافق على بحث ونقاش كافة النقاط التي تطرحها حماس . وخرجت كلينتون باتجاه مطار بن غريون ولكن وقبل لحظات من إقلاع طائرتها تلقت نبا العملية في تل ابيب فاجرى احد مساعديها اتصالات هاتفيا بمكتب نتنياهو متسائلا فيما إذا كانت التفاهمات التي توصلوا إليها لا زالت قائمة أم لا فرد مكتب نتنياهو بالقول " لم يتغير شيء واصلوا كما اتفقنا ". وصلت كلينتون إلى القاهرة وأكدت خلال اجتماعها بالرئيس مرسي تأييد بلادها للصيغة الإسرائيلية وبعد ساعات طويلة وتعديلات كثير وإعادة صياغات تم التوصل لاتفاق وتم إرسال ورقة التفاهمات عبر الفاكس إلى القدس واتصلت كلينتون بنتنياهو مبشرة بالتوصل إلى اتفاق لوقف النار وكذلك اتصلت بالرئيس اوباما ووضعته في صورة التطورات وأوصت بضرورة اتصاله فورا بالرئيس مرسي ونتنياهو وهذا ما تم فعلا بعد وقت قصير . وأشار المسؤول الأمريكي إلى ثلاث عبر ودروس يمكن استخلاصها من عملية "عنان السحاب " أولها أن الدعم الأمريكي الكبير لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها هو من ساعد وساهم في التوصل إلى وقف إطلاق النار . أما الدرس الثاني فيتمثل بالتعاون الأمريكي الإسرائيلي في بلورة تفاهمات وقف النار إذ دون التنسيق بين كلينتون ونتنياهو وباراك وليبرمان لم يكن ممكنا التوصل إلى وقف النار خلال زيارة كلينتون للقاهرة . ويتعلق الدرس الثالث بالعلاقات الأمريكية المصرية حيث فهمت الولايات المتحدة ومنذ اللحظة الأولى بان المصريين فقط يمكنهم التأثير على حماس وبقية الفصائل الفلسطينية وإجبارهم على الموافقة على أشياء لم يقبلوها بداية الأمر وهذا ما قام به المصريون في النهاية " حسب المسؤول الأمريكي. وأخيرا تسعى الإدارة الأمريكية حاليا إلى استغلال الدروس الثلاثة سابقة الذكر لتعزيز العلاقات المصرية الإسرائيلية ومعالجة قضية تهريب السلاح إلى غزة وهي القضية المركزية حسب الفهم الأمريكي حيث أدرك المصريين المشكلة وأعربوا عن تفهمهم لها والتزموا أمام الأمريكيين بمعالجة القضية . |