|
ساسة إسرائيل يرثون هزيمتها الدبلوماسية ويهاجمون نتنياهو وليبرمان
نشر بتاريخ: 28/11/2012 ( آخر تحديث: 29/11/2012 الساعة: 08:58 )
بيت لحم - معا - أجمعت الساحة السياسية الإسرائيلية الداخلية واتفقت لأول مرة على هزيمة إسرائيل الدبلوماسية، وسارعت مصادر سياسية رفيعة حسب وصف موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني، إلى اتهام نتنياهو وليبرمان بالمسؤولية عن الهزيمة النكراء التي باتت محتومة وعن ضعف إسرائيل والواقع الجديد الذي ستستفيق عليه صبيحة الجمعة القادم.
الهزيمة تجلت بشكلها الواضح وفقا للمصادر المذكورة ليس فقط بالأغلبية التلقائية التي يمتلكها الفلسطينيون في الجمعية العمومية ولكن من خلال دعم الدول الغربية الهامة التي فشلت إسرائيل في تجنيدها لصالح موقفها. ووجهت الأوساط السياسية الإسرائيلية سهام نقدها اللاذع إلى صدر ليبرمان شخصيا ووزارة الخارجية عموما، متهمين ليبرمان بالمسؤولية عما وصلت إليه الأمور عبر استمراره بمماحكة الرئيس الفلسطيني محمود عباس فكان عليه "ليبرمان" ألا ينتظر غير هذه النتيجة. وتسود الخارجية الإسرائيلية تقديرات بأن دول أوروبا الغربية قررت التصويت لصالح الطلب الفلسطيني تعزيزا لموقف أبو مازن وردا على التصريحات العنيفة التي خرجت من تل أبيب ضده خلال الفترة الأخيرة. وأضاف موقع "يديعوت" الالكتروني أن الخارجية الإسرائيلية تحديدا تبنت نهجا يقوم على معاقبة السلطة بأشد العقوبات وإلغاء اتفاقية أوسلو والتسبب بانهيار السلطة، لكن وتيرة هذه التهديدات تراجعت منذ يوم أمس الثلاثاء، واكتفت إسرائيل وفقا لمصدر سياسي رفيع بقرار تجاهل الرسائل والبرقيات الموسومة باسم دولة فلسطين وهذه وسيلة ضغط ضعيفة جدا. ونقل الموقع عن مصادر رفيعة في الخارجية الإسرائيلية قولها ومن باب تبرير الفشل " كل سنة تصدر الكثير من القرارات لصالح الفلسطينيين بعضها متطرف جدا وهناك دولا في مجموعة الأغلبية التلقائية لا تصوت ضدها حتى لا يفقد الفلسطينيون الأغلبية وكان من المتوقع ان يحظى الفلسطينيين بدعم بعض الدول لكن عملية (عنان السحاب) غيرت الوقائع والواقع وهناك شعورا بأن دول أوروبا راغبة بدعم ابو مازن بعد موقفه الواضح من حماس" حسب قول هذه المصادر. ووجه مسؤول كبير انتقادات حادة لطريقة إدارة الحكومة السياسية قائلا " تفوهات ليبرمان ضد الرئيس ابو مازن وحقيقة غياب الحوار السياسي مست كثيرا بقدرة إسرائيل على مواجهة الفلسطينيين ولو كان لإسرائيل مبادرة أو خطة سياسية لكان من السهل عليها أن تطالب الدول بمعارضة الموقف الفلسطيني والتصويت ضدهم لكن هذا هو الواقع ولا يوجد ما يمكننا عمله حين يماحك وزير خارجيتنا ابو مازن ستكون هذه هي النتيجة فقط ولا يمكن انتظار او توقع غيرها". وفقا للموقع، لا يوجد داخل منتدى الوزراء ألتسعة أغلبية لاتخاذ خطوات عملية فعالة ضد السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة على الأقل، حيث وصف مسؤولون كبار التهديدات بإنهاء وجود السلطة والتسبب بانهيارها بالكلام الفارغ. تعول إسرائيل على الولايات المتحدة لمنع انضمام الفلسطينيين إلى بقية المنظمات الدولية كونها الممول الأساسي لهذه المنظمات، وبالتالي يمكنها ممارسة ضغوط حاسمة خاصة وان الإدارة الأمريكية مسلحة في هذا الشأن بقرار الكونغرس الذي يحظر تمويل أي منظمة دولية تعترف بالدولة الفلسطينية قبل ان تدخل السلطة في مفاوضات سياسية مع إسرائيل كطريق وحيد لإقامة هذه الدولة. ورغم هذا الأمل والتعويل، نقل الموقع عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها " رغم ذلك لا يوجد شك بأن واقعا جديدا قد خلق في المنطقة ومن الواضح بأنه ورغم أقوال نتنياهو التي تمتدح موقف إسرائيل فان موقفنا في الساحة الدولية بات ضعيفا جدا لدرجة أن إسرائيل فشلت بتجنيد حتى تلك الدول التي أوضحت للفلسطينيين مرارا وتكرارا بأنها لن تسمح لهم بتمرير أو فرض خطوات سياسية من خارج دائرة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ". وأخيرا، نقل الموقع عن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق وأحد عرّابي اتفاقية أوسلو "اوري سافير" قوله " لم يبق لابو مازن أي خيار آخر وهناك خطوتين تسببتا بضعف الرئيس الفلسطيني اولهما غياب عملية سياسية فعالة والثانية القوة الكبيرة التي حازتها حماس بعد عملية "عامود السحاب". واضاف سافير " يبحث ابو مازن عن علاج في الساحة الدولية صحيح بأن هذا العلاج لن يقيم دولة فلسطينية لكنه سيعزز من موقفه ويمنحه مزيدا من القوة ويبقى أفق حل الدولتين على قيد الحياة حسب وجهة نظر ابو مازن وكان يمكننا منع هذا الأمر لو كنا أكثر ذكاء". وحسب رأي سافير " فإن ميزان القوى بين إسرائيل والسلطة لن يختلف لكن سيخرج الفلسطينيين من هذا الأمر بدعم دولي شامل وكامل تقريبا ورغم معارضة أمريكا لهذه الخطوة لكن حقيقة معالجتهم لها بهذا الاعتدال واللين تشجع الفلسطينيين على الاستمرار خاصة وان إسرائيل فقدت الأغلبية الأخلاقية فور إدراك العالم بأنها لا تريد عملية سياسية". |