وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال احتفال للديمقراطية في رام الله.. بركة يدعو لمواجهة المخططات الاسرائيلية في القدس

نشر بتاريخ: 24/02/2007 ( آخر تحديث: 24/02/2007 الساعة: 15:51 )
رام الله- معا- أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن القضية الأساسية في القدس هي قضية السيادة أولاً، داعيا إلى التصدي لمختلف المخططات الاحتلالية الإسرائيلية, في القدس المحتلة، التي تهدف إلى سلب أراضي المدينة وسلخ أهلها عنها.

وقال النائب بركة, في الاحتفال بمناسبة تأسيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في مدينة رام الله:" إن مشاركتنا في هذا الاحتفال، هي بحكم العلاقة التاريخية التي تربط الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، هذه العلاقة ليست بنت ساعة وليست بنت صدفة وليست بنت اوسلو، هذه العلاقة قامت عندما كان مجرد اللقاء محظورا ومجرد التواصل جريمة تعاقب عليها القانون الإسرائيلي وتشتمها بعض الأنظمة العربية".

وأضاف بركة، " نحن لسنا وراء الخط الأخضر ولا بعده، نحن لسنا 48 ولسنا 67، لسنا أرقاما ولسنا ألوانا، فمهما وضعوا أرقاما وألوانا نبقى نحن الشعب الفلسطيني، وإن تبدلت المواقع وبالضرورة وبحكم ذلك تتبدل المهمات, فإننا نبقى جزءا حيا واعدا من أبناء الشعب الفلسطيني، الذي يقوم بدوره المتميز، والمختلف ربما، في المساهمة في كفاح الشعب الفلسطيني من اجل إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس العربية".

وتابع بركة قائلا:" إن موضوع الساعة في الساحة الفلسطينية, هو الوحدة الفلسطينية، ونحن نثمن الذي وضع حدا للمشهد المعيب للمشهد المخزي، ومن مثلنا كان يتلقى شماتة الشامتين في داخل المجتمع الإسرائيلي, وفي الكنيست الإسرائيلي، عندما كنا نسمع العنصريين يتمنون أن ينتصر الطرفان، وبأن يقتل كل طرف أكثر ما يمكن من الطرف الآخر، فهذا الطرف وذاك الطرف هو طرف واحد، هم أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، ولا يسمح أحد منا لأي واحد من أبناء الشعب أن يرفع يده في وجه أخيه، مهما كان الظرف", كما جاء على لسانه.

واضاف بركة، إننا نثمن اتفاق مكة في هذا السياق، ولكن نريد ان يكون شكلا آخر للوحدة، ليس وحدة لتقاسم سلطة ومناصب، وإنما وحدة لتقاسم المعركة في مواجهة الاحتلال, وفق أسس ومعايير تخدم القضية الفلسطينية، تخدم المصلحة الوطنية وتسحب أية ذريعة من الاحتلال الإسرائيلي ليبرر همجيته، وعدوانه على أبناء الشعب الفلسطيني، هذه المطلوب أولا، وإذا ما تثبتت هذه الوحدة فإن الطريق سالكة بالضرورة إلى تقاسم السلطة وراب الصدع، أو إحترام الحسم الديمقراطي وفتح المجال أمام الشعب ليحسم، ولكن ففي الأول والأخير فإن الامتحان هو مدى فاعلية الوحدة على إعطاء الجواب الميداني للتصدي للاحتلال.

وقال بركة:" إن اللجنة الرباعية الدولية ربطت الاعتراف بالحكومة الفلسطينية بتنفيذ شروط هذه الرباعية، وفي صلبها الاعتراف بإسرائيل، ولكن السؤال في هذا المجال يجب ان يكون مطروحا أمام الحكومة الإسرائيلية, وليس أمام أي فصيل سياسي في الشعب الفلسطيني، فمن يريد أن يفاوض لا يبني كل يوم مستوطنة ويكثف الاستيطان، وكل عام يزيد عدد المستوطنين بنسبة 5%، ومن يريد أن يفاوض لا يبني جدارا، ويخطط لإنهائه هذا العام، ولا يعتدي على والمسجد الأقصى المبارك والمقدسات، هذه هي المعادلة الحقيقية في هذا المضمار.

وفي ما يتعلق بالمؤامرة على القدس المحتلة، قال بركة:" نحن أبناء شعبكم الذين نستطيع الوصول إلى القدس نقوم بدورنا بأقصى قدر، ولكن يجب ان لا يعفي أحد نفسه من السؤال حول مسؤولية الدفاع عن القدس برمتها والمقدسات والأقصى، فهذه مسؤولية شعب بأكلمه وأمة، ولهذا لا يستطيع احد القول ان الشعب الفلسطيني في الداخل يقوم بالواجب وكأن هذا يكفي، فالحمل أكبر من أكتافنا وبالكاد يقوم به شعب كامل، إن الكثير من الأصوات التي لم نسمعها من الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ولجنة القدس، وهذه الهيئات يجب ان تقوم بدورها.

وأكد بركة, يجب عدم اقتصار قضية القدس والأقصى على حرية العبادة والمقدسات، قائلاً:" نحن نسأل هل لو كانت الحفريات أبعد بمئة متر أو خمسمائة متر يكون الوضع أفضل، هل عندما بني الجدار وسلبت الهويات وعندما كثف الاستيطان لم يكن هذا سببا لانتفاض الشعب".

وشدد بركة يجب حماية المقدسات والدفاع عنها، ولكن من يريد الدفاع عن المقدسات يجب ان يرفع دائما شعار السيادة السياسية في القدس، فهذه السيادة هي التي تحفظ حرية العبادة، فما نفع الأحجار والأسوار من دون أهلها، هذا هو السؤال الذي يجب ان يطرح، فالقضية في القدس هي قضية ارض وإنسان ومقدسات، ولذلك فإن القضية أولا هي قضية سيادة, على حد تعبيره.

وقال بركة:" لا يمكن ان يكون العمل السياسي موقوفا على التفاوض، فمن دون حركة سياسية فالمفاوضات عملية ضعيفة، والعمل السياسي الشعبي من دون تفاوض هو حركة عسيرة، لهذا يجب الدمج بين الأمرين وأن لا يجري الارتكان إلى مفاوضات تجري أو مفاوضات افتراضية، إنما يجب تدعمها هذا بحركة شعبية وطنية وحدوية، هذا ما يتوقعه شعبكم منه.