وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أبو النصر: شجرتا زيتون وأرضه تروي قصة استشهاده مع حفيدته بالحرب

نشر بتاريخ: 29/11/2012 ( آخر تحديث: 29/11/2012 الساعة: 11:45 )
غزة - معا - استيقظ في الصباح الباكر كعادته من كل يوم ليؤدي صلاة الفجر، ويستكمل جد ما تبقي من شجر الزيتون... اصطحب ابنه ليساعده في العمل رغم استمرار الحرب على غزة.

المزارع إبراهيم أبو النصر من سكان خان يونس -منطقة عبسان البلد أحب أرضه وتعلق بها حتى أنهت حياته صواريخ إسرائيلية قبل ساعات من دخول التهدئة حيز التنفيذ وهو ساجد يصلي تحت شجرته مع حفيدته.

وقال ابنه خليل ابو نصر والحزن باديا على وجهه لـ " معا " كلمات تحمل في طياتها معان حزينة يستذكر من خلالها أولى مشاهد استشهاد والده "بينما كنا جالسين في المنزل سمعنا صوت صاروخ نازل على الأرض التي يعمل بها أبي وأخي وهي ارض لنا قرب منزلنا فخرجنا مسرعين لنطمئن عليهم فصدمنا ان الصاروخ كان موجه إليهم فرأينا ما مزق قلوبنا وافجعنا بفقدانهم" .

وأكد أبو النصر انه بدون سابق إنذار أو تحذير من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي "استهدفت والدي الذي يبلغ من العمر 80عاما مؤكدا انه لم يذهب ليزرع عبوة ناسفة أو يقتل إنما لقطف أخر شجرتي زيتون، لكن قوات الاحتلال لا تفرق بين مدني وعسكري فاستشهد على الفور بصاروخ مباشر نحوه أجهز عليه وهو يصلي , بينما وجدنا أخي مصابا بشظايا في إنحاء عدة من جسمه ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج والتعافي من جروحه".

وأكد أبو النصر رغم الحرب إلا أن والده كان يخرج يوميا ليتفقد الأرض ويسقي الزرع ويجلس فيها طيلة النهار دون ملل أو كلل أو خوف فطالما حرص وعشق هذه الأرض التي ترعرع على فلاحتها وحصدها منذ نعومة أظافره.

لم يكن المزارع خليل وحده من استشهد في هذه المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل بحقه قبل سويعات من إعلان التهدئة فقد قضت معه حفيدته ذات الخمسة عشر ربيعا التي جاءت تصطحب معها طعام الغداء لجدها.

وفي هذا الصدد أضاف أبو النصر والدموع تختزن في عيناه وهو يروى قصة استشهاد ابنة أخيه "بينما كانت أميرة تنادي جدها لتناول الغداء لاقت ذات المصير فطالتها الشظايا المميتة لتقع شهيدة بقرب جدها ".

أميرة التي تبرعت بجزء من نخاعها الشوكي لأخيها المريض رحلت وبقي جزء منها ينبض في جسد أخيها.

وذكر أبو النصر ان هذه الفاجعة ليست الأولى, بل لدى أباه 15 من الأبناء من بينهم عبد الناصر الذي استشهد في زمن الحرب السابقة عام 2008 ليترك من خلفه طفلان في عمر الزهور ولتجدد عليهم الحزن مرة أخرى في زمن حرب جديدة تعيد عليهم مأساة الحزن والحرمان على فقدانهم جميعا .

وأكد أبو النصر على ضرورة الوحدة الوطنية وأنها مطلب شعبي لإنهاء الانقسام, مؤكدا على ان أرواحهم وأرضهم ودمائهم فداء الوطن والأرض في سبيل تحقيق النصر وتحرير فلسطين.