وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لماذا كانت التشيك العضو الوحيد بالاتحاد الأوروبي الذي صوت ضد فلسطين؟

نشر بتاريخ: 30/11/2012 ( آخر تحديث: 01/12/2012 الساعة: 01:04 )
القدس- معا- رويترز - عندما أدلت جمهورية التشيك بالصوت الأوروبي الوحيد الرافض لمساعي الفلسطينيين للحصول على اعتراف ضمني بدولتهم في الأمم المتحدة أمس الخميس لم يكن هذا مفاجئا من جانب دولة تعتبرها إسرائيل أفضل أصدقائها في القارة.

وكثيرا ما دعمت الدولة الواقعة في وسط اوروبا البالغ عدد سكانها 10.5 مليون نسمة إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة.

وانضمت التشيك أمس إلى إسرائيل والولايات المتحدة وست دول أخرى في التصويت ضد مشروع قرار يرفع تصنيف الفلسطينيين إلى دولة غير عضو بالأمم المتحدة. ومن بين 138 عضوا بالجمعية العامة للأمم المتحدة صوتوا بنعم جاء 14 من الاتحاد الأوروبي. وامتنعت باقي دول الاتحاد الاثنتى عشرة عن التصويت.

وأحد الأسباب الرئيسية هو وجود حكومة تنتمي الى يمين الوسط أبعدت نفسها عن السواد الأعظم من الأوروبيين بشأن قضايا من الدبلوماسية والأمن وصولا إلى السياسة الاقتصادية حيث دائما ما تنحاز إلى جانب واشنطن بدلا من شركائها في الاتحاد الأوروبي.

لكن التاريخ يلعب دورا ايضا إذ أنه بوسع إسرائيل أن تشكر تشيكوسلوفاكيا السابقة لمنحها إياها اليد العليا في الحرب عام 1948 عندما كسرت براج حظرا فرضته الأمم المتحدة وأرسلت اسلحة لإسرائيل بينها 80 طائرة ودربت طيارين بينهم عيزر فايتسمان الذي اصبح فيما بعد رئيسا لإسرائيل.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة لبراج في مايو ايار الماضي "جمهورية التشيك هي افضل أصدقاء إسرائيل في أوروبا."

وقارن نظيره التشيكي في ذلك الحين بيتر نيكاس وضع إسرائيل بوضع تشيكوسلوفاكيا السابقة التي فقدت أراض لصالح كل من ألمانيا وبولندا والمجر عشية الحرب العالمية الثانية.

وقال نيكاس لصحيفة جيروزاليم بوست "انتابنا شعور خاص بشأن وضع إسرائيل .. شعور دولة صغيرة يحيط بها الأعداء."

ويقول خبراء أيضا إن موقف الحكومة التشيكية الموالي لإسرائيل قد يكون أيضا استجابة لمحاولتها التخلص من إرث النظام الشيوعي التشيكي الذي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد حرب عام 1967 .

ودعم الشيوعيون فيما بعد منظمة التحرير الفلسطينية في صراعها مع إسرائيل حيث دربت نشطاءها ومنحت زعميها الراحل ياسر عرفات أرفع وسام في البلاد.

وانتهى هذا بسقوط الستار الحديدي في 1990 واستأنفت براج العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وزار رئيس تشيكوسلوفاكيا في ذلك الحين فاتسلاف هافل إسرائيل ضمن أولى زياراته الخارجية.

وخلال العدوان الاسرائيلي على غزة هذا الشهر انضمت وزارة خارجية التشيك لدول أوروبية اخرى في الدعوة لإنهاء العنف.

لكنه أكد على أنها "تعترف تماما بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إطلاق الصواريخ من جانب المنظمات العسكرية في قطاع غزة" وهو رأي غاب عن بيانات من فرنسا وبريطانيا لكنه يشبه تعليقات المسؤولين الأمريكيين.

وقالت وزارة الخارجية امس إن جمهورية التشيك صوتت ضد القرار الفلسطيني لأنها تخشى إمكانية أن يؤخر محادثات السلام أكثر من ذلك وإن حل الدولتين ليس ممكنا إلا من خلال مفاوضات مباشرة في تكرار للموقف الأمريكي مجددا.

ويعكس دعم براج لإسرائيل أيضا مسعى متواصلا من السياسيين المنتمين ليمين الوسط في التشيك لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وتشكك الحزبين الحاكمين الرئيسيين - وهما الحزب المدني الديمقراطي وحزب توب 09 - تجاه أوروبا.

وقال بريمسل سوبوتكا المشرع عن الحزب المدني الديمقراطي والمرشح للرئاسة "لا يوجد موقف مشترك للاتحاد الأوروبي... أعتقد أن هذا سيعقد بالتأكيد المفاوضات المستقبلية."

ويتبنى الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض موقفا أكثر ميلا نحو أوروبا.

وقالت المعارضة إن التصويت بالأمم المتحدة من شأنه أن يعزل التشيك.

وقال لوبومير زاوراليك نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي "لن يسمح الديمقراطيون الاشتراكيون أبدا بمثل هذا الانصراف عن النهج السياسي المتوازن وعن السياسة الأوروبية."

واضاف "أعتبر هذا خطأ... إنه يظهر ان جمهورية التشيك تمضي في طريق وحدها ولا تأبه بالسياسة الأوروبية."