وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشيخ صرصور: فلسطين ما بين 1947و2012 خطوة هامة لكنها محفوفة بالمخاطر

نشر بتاريخ: 01/12/2012 ( آخر تحديث: 01/12/2012 الساعة: 13:44 )
القدس- معا - اعتبر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، الاعتراف بفلسطين ( دولة غير عضو ) في الأسرة الدولية اليوم الخميس 29.11.2012 : " خطوة أكثر من رمزية ، وتطور معنوي وقانوني هام ، لكنه لن يصبح تاريخيا ما لم يتحول إلى دولة حقيقية على الأرض . " .. مؤكدا على أن : " هذا الانجاز الفلسطيني سيظل محفوفا بالمخاطر ما لم يسع المجتمع الدولي وفي قلبه الأمة العربية والإسلامية إلى ترجمته على الأرض وحمايته من خطط إسرائيل الرامية إلى إجهاض مشروع الاستقلال الناجز الفلسطيني ، والذي يعني كنس الاحتلال الإسرائيلي مرة وإلى الأبد من على آخر ذرة من الوطن الفلسطيني المحتل".

وقال : " يحق لشعبنا الفلسطيني أن يفرح باعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة وإن غير عضو ، خصوصا وأن هذا الاعتراف تم تمريره من تحت سكين الولايات المتحدة الأمريكية التي عملت ماكنتها مع إسرائيل لإجهاض المشروع برمته ابتداء ، فلما لم ينجحوا أرادوه إنجازا فارغا من حيث صلاحيات هذه الدولة في ممارسة حقوقها السيادية حتى وإن اقتحمت ما تعتبره إسرائيل قلاعا مقدسة وعلى رأسها حق فلسطين الدولة في تقديم شكاوى لمحكمة الجرائم الدولية ضد قيادات سياسية وعسكرية إسرائيلية ارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين . هذا بالإضافة إلى أن هذا الاعتراف أنهى وإلى الأبد الأسطورة الصهيونية التي تنكر أن فلسطين وطن للشعب الفلسطيني ، وأن من حق الشعب الفلسطيني أن يقيم دولته على تراب وطنه أسوة بكل شعوب العالم ، وأن فلسطين ليست أرضا مختلفا عليها . جاء القرار لينسف هذه الأوهام الإسرائيلية وليقرر حقيقة أن دولة فلسطين هي التي تعيش تحت الاحتلال وليس مجرد أراضي فلسطينية ما زالت إسرائيل تصر على تسميتها بأراضي ( يهودا والسامرة ) ، وأن عاصمتها القدس الشرقية المحتلة ، والذي يعني إعلانا عالميا قانونيا برفض قانون ضم القدس واعتبارها موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل".

وأضاف: " لم يأت اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين كدولة إجراءً روتينيا أو رفعا للعتب عن الدول الداعمة للقرار ، ولو كان الأمر كذلك لما جن جنون أمريكا وإسرائيل وبعض دول النفاق الأوروبية من مجرد طرح المشروع ، خصوصا وأننا تابعنا إفشال أمريكا لقرار الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في مجلس الأمن ، وإنما جاء القرار هذه المرة كواجب أخلاقي وسياسي واستراتيجي وقانوني . ما من شك في أن قرار الاعتراف ليس إلا البداية ، وما زال الطريق أمام شعبنا طويلا وشاقا حتى الوصول إلى الدولة على الأرض ، وذلك بسبب رفض إسرائيل لأي سلام ما لم يكن على مقاساتها من جهة ، وغياب السند الحقيقي الدولي والعربي لهذا الحق من الجهة الثانية ، وبسبب الخلل الواضح في موازين القوى بين فلسطين والفلسطينيين وإسرائيل . نحن نذكر أن اعتراف العالم بإسرائيل في العام 1948 جاء بعد أن أعلن قادة الصهيونية عن دولتهم على الأرض التي سيطروا عليها بقوة السلاح ، وفي حماية دول الاستكبار والاستعمار في تلك الفترة وعلى رأسها بريطانيا ، بينما يأتي اعتراف العالم بفلسطين وهي تحت الاحتلال ، والشعب الفلسطيني لا يملك من وسائل الدفاع عن نفسه إلا إرادته وصلابته وإيمانه بحقه وبقضيته ، ولا يحظى بدعم دولي إلا في حدود ضيقة لا ترقى إلى مستوى ردع إسرائيل وإلزامها بالانسحاب من أراضي دولة فلسطين المحتلة".

وأكد الشيخ صرصور على أن : " المرحلة الراهنة بحاجة إلى عمل سريع وجاد لإعادة اللحمة الفلسطينية والوحدة الوطنية ، والإعداد لانتخابات تفرز برلمانا ككل برلمانات العالم وليس مجرد ( مجلس تشريعي فلسطيني !!!! ) ، وإقامة حكومة تمثل دولة وليس ( سلطة فلسطينية !!! ) أصرت إسرائيل حسب اتفاقات أوسلو ألا تكون ( وطنية !!! ) ، وليبدأ مشوار الكفاح لتحويل الاعتراف واقعا على الأرض في أسرع وقت ، خصوصا وأننا نتوقع أن تبدأ إسرائيل بفرض واقع جديد على الأرض قد يُحَوِّلُ الدولة إلى خيال . نتمنى بدورنا أن يكون هذا الاعتراف بداية النهائية لمرحلة عاش فيها الشعب الفلسطيني أبشع صور الظلم والقمع والمعاناة بكل أشكالها وأنواعها ، وعاشت فيها فلسطين شعبا ووطنا ومقدسات ومقدرات ضحية أشرس الاحتلالات في العالم القديم والحديث . على العالم أن يعي انه لا شرعية لإسرائيل ما لم تقم دولة فلسطين وتتحقق الأماني الوطنية الفلسطينية بكاملها بما في ذلك حل عادل لقضية اللاجئين بناء على القرارات الدولية ذات الصلة ، كما انه لا سلام ولا أمن إلا بميلاد دولة فلسطين على التراب الوطني الذي اعترف به العالم . هذه مسؤولية المجتمع الدولي الذي يجب أن يفهم أن إسرائيل ليست شريكا للسلام ، وأنها لن تساهم في إحلال السلام ما لم يجبرها العالم على ذلك ".