|
صحيفة السياسة الكويتية: ثلاث دول خليجية توافق على تأمين ممرات جوية لاسرائيل في حال قررت ضرب ايران
نشر بتاريخ: 25/02/2007 ( آخر تحديث: 25/02/2007 الساعة: 12:55 )
معا- كشفت مصادر دبلوماسية خليجية وأوروبية في كل من واشنطن وبروكسل النقاب أمس السبت عن:" أن ثلاث دول في الشرق الأوسط على الأقل وافقت على السماح لسلاح الجو الإسرائيلي باستخدام أجوائها كممرات للوصول إلى إيران وتوجيه ضربة عسكرية واسعة وعنيفة لمنشآتها النووية والصاروخية, فيما هناك دول أخرى محاذية لإيران لها علاقات أمنية وعسكرية أصلاً مع الدولة العبرية, وفيها تواجد عسكري إسرائيلي منذ منتصف التسعينات, مستعدة للتعاون".
ونقل دبلوماسي خليجي في واشنطن لصحيفة "السياسة" الكويتية أمس عن أوساط في وزارة الدفاع (البنتاغون) والكونغرس الأميركيين قولها تعليقاً على ما أوردته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أمس من ان هناك مباحثات أميركية - إسرائيلية جارية راهناً حول السماح لسلاح الجو العبري باستخدام أجواء العراق لتسديد ضربة جوية إسرائيلية إلى إيران, وأن الإدارة الأميركية جادة في منع إيران من أن تتحول إلى دولة نووية, ولن تمنع أو تتصدى إلى أي مقاتلة جوية إسرائيلية فوق الأراضي العراقية إذا وجدت نفسها غير قادرة في وضعها الراهن الصعب في العراق على وقف الاندفاع الإيراني النووي نحو امتلاك قنابل ذرية, وإلا كان ذلك ضرباً من الجنون (الأميركي). ونقلت ديلي تلغراف عن أحد الضباط الإسرائيليين المشاركين في الإعداد لهذه الضربة قوله "إن إحدى النقاط التي علينا أن نوضحها هي كيفية الوصول إلى أهدافنا في إيران... الطريق الوحيد هو استخدام المجال الجوي العراقي الخاضع للسيطرة الأميركية". وأكد الضابط على أهمية الحصول على هذا الإذن حتى لا نتعرض لموقف تضطر فيه الطائرات الأميركية والإسرائيلية لتبادل إطلاق النيران على بعضهم البعض. ونسب الديبلوماسي إلى نواب ديمقراطيين فاعلين في الكونغرس المؤيد بغالبيته الديمقراطية والجمهورية لإسرائيل, قولهم إن الكونغرس, رغم بعض التحفظات على الوجود الأميركي في العراق, لا يعارض ضربة جوية أميركية أو إسرائيلية للقضاء على الترسانة النووية الإيرانية, على اعتبار أن أي عمل عسكري ضد هذه الترسانة يبقى أقل كلفة وضرراً وخطورة من امتلاك طهران السلاح النووي. وكشف النواب الديمقراطيون للديبلوماسي الخليجي النقاب عن أن "من أهم أسباب معارضتنا زيادة عدد القوات الأميركية في العراق وتدخلنا العسكري فيه, وعملنا على سحب الجزء الأكبر من تلك القوات في أقرب فرصة ممكنة, هو أننا لانحبذ مشاركتنا في حربين معاً إذ نعتقد أن علينا قريباً شن حملة تحالفية عسكرية لإنهاء أي وجود نووي لإيران, ونحن في هذا الصدد نؤيد تصريحات نائب الرئيس (الأميركي) ديك تشيني في سيدني (استراليا) أمس (أول من أمس) بأننا يجب ألا نسمح لإيران بأن تصبح قوة نووية". وكان تشيني جدد التأكيد للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة أن جميع الخيارات مطروحة للتعامل مع إيران, مؤكداً أن امتلاك الجمهورية الإسلامية القدرة النووية سيكون خطأً فادحاً. وذكر الديبلوماسي لصحيفة السياسة في اتصال به من لندن ان معلومات البنتاغون والكونغرس تؤكد أن الدول الخليجية الثلاث قطر ودولة الإمارات وسلطنة عمان الواقعة كلها في مواقع ستراتيجية مهمة قبالة سواحل إيران, قد لا تمانع في فتح ممرات في أجوائها لتسهيل ضربة جوية للمنشآت النووية الإيرانية, رغم مخاوفها من ردود الفعل الإيرانية عليها ومن مخاطر تسرب إشعاعات نووية إلى أراضيها. وقال مسؤول البنتاغون ونواب الكونغرس: "إنه في حال بلوغنا ساعة الحقيقة فإننا على يقين من أن دولاً أخرى في الخليج والمنطقة مازالت مترددة في مساندة أي ضربة عسكرية غربية أو إسرائيلية لإيران, ستفتح أجواءها وربما أراضيها أمام الحلفاء وعلى رأسها تركيا والعراق وبعض الجمهوريات السوفياتية السابقة ذات الحدود مع إيران, وكذلك أفغانستان وباكستان". وعزت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس تمديد ولاية رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) مائير داغان حتى نهاية هذا العام رغم بلوغه سن التقاعد, إلى التحضيرات لعمل جوي ضد إيران خصوصاً وأن داغان قدر المدة التي تفصل طهران عن امتلاك السلاح النووي بأقل من سنتين (قبل نهاية 2009) مع الأخذ بعين الاعتبار أنه من بين أهم خبراء الدولة العبرية في الشؤون الإيرانية. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء إيهود أولمرت "أسند أخيراً إلى قائد سلاح الجو الإسرائيلي إليعازر شكدي مهمة ربط التحضيرات لعمل ضد إيران بسلاح جوه مباشرة. وفي مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل أكد ديبلوماسي بريطاني لصحيفة السياسة أمس أن قادة الحلف الذي ترأسه الولايات المتحدة يشجعون تركيا العضو البارز على المساهمة في أي ضربة للترسانة النووية الإيرانية عن طريق فتح ممرات جوية من حدودها المتاخمة للمفاعلات ومواقع التخصيب النووية في أقصى شمال إيران والواقعة قرب بحر قزوين, كما يشجعونها على فتح مطاراتها وحدودها البرية أمام قوات دولية في حال اعتمد سيناريو غزو بري لإيران بالتزامن مع الغزو الجوي. وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده أن جنرالات تركيا هذه المرة لن يرتكبوا نفس خطئهم السابق مع القوات الأميركية التي تدفقت على العراق في حرب ,2003 حين منعوها من استخدام الأراضي التركية بأعداد كبيرة ما أدى إلى إلغاء الحملة التحالفية العسكرية الشمالية, وإلى خسارة الأتراك فيمابعد استغلال مشاركتهم لتحقيق مكاسب طالما حلموا بها في مناطق النفط العراقي الشمالية مثل كركوك وغيرها. في المقابل أكدت إيران أنها مستعدة لأي ضربة عسكرية توجهها الولايات المتحدة ضدها غير أنها تفضل التفاوض كوسيلة لتسوية النزاع النووي. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في مؤتمر صحافي عقده أمس في طهران إنه يوجد خياران للتعامل مع القضية النووية الإيرانية هما القوة أو الديبلوماسية. وأوضح متكي أنه رغم أن إيران مستعدة لأسوأ سيناريو محتمل وقد يكون ضربة عسكرية أميركية ضد منشآتها النووية فهي لا تزال تسعى للجوء إلى الخيار الديبلوماسي وإجراء مفاوضات مع الأطراف ذات الصلة من أجل تسوية النزاع القائم. وأكد متكي مجدداً أن مشروعات إيران النووية مصممة لأغراض مدنية وسلمية فقط, موضحاً أن آخر تقرير أصدره مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حول إيران يؤكد هذا الأمر. وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن بلاده لن تقدم أي تنازلات فيما يتعلق بحقها المعترف به دولياً للمضي قدماً في برنامجها النووي المخصص لأغراض مدنية |