وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الطلبة ذوي الإعاقة في بيرزيت- إرادة صلبة منهم ودعم وعطاء من جامعتهم

نشر بتاريخ: 03/12/2012 ( آخر تحديث: 03/12/2012 الساعة: 16:39 )
رام الله -معا- "الإرادة تصنع المستحيل" مقولة تؤمن بها الطالبة في جامعة بيرزيت شروق الشافعي، والتي استطاعت أن تثبت للمجتمع، أن كل شخص من ذوي الإعاقة لديه مقدرة على أن يتأهل ويدرس ويعمل ويبدع، ويصبح عضوا فاعلا في مجتمعه.

فقدان شروق لنعمة البصر منذ طفولتها، لم يقف حجر عثرة في وجه تطلعاتها، فإشراقة البصيرة حلت مكان البصر، ودفعها طموحها وهمتها العاليان لمواصلة مسيرتها التعليمية رغم الصعاب، فحصلت على شهادة الثانوية والتحقت بجامعة بيرزيت، وهي الآن طالبة في سنتها الأولى في كلية الآداب وتسعى للتخصص في مجال الأدب الإنجليزي.

ثقة شروق بنفسها وهمتها العالية، جعلتها تتجاوز الصعاب، مشيرة إلى الدور الكبير للكادر التدريسي في الجامعة بالتعاون معها، إضافة إلى الخدمات والاهتمام الذي أولته لها لجنة ذوي الإعاقة في الجامعة.

وحول الصعاب الاجتماعية التي واجهت شروق في الجامعة، قالت: " تمكنت من كسر الحاجز بيني و بين الطلبة الآخرين بالمبادرة بالتعرف عليهم والاندماج معهم، واستطعت التغلب على نظرات الطلبة التي كنت اشعر بها ولا أراها".

اشتركت شروق في فرقة الجامعة الفنية في قسم النشاطات الجامعية، حيث ترسم بأناملها على آلة القانون ألحاناً تلامس بصيرة وقلوب المستمعين، وتسعى لاستغلال وقتها في الجامعة لبناء علاقات اجتماعية وتطوير مواهبها الموسيقية، إضافة إلى رغبتها بإنهاء دراستها الجامعية بتفوق، وتمثل شروق اليوم الطلبة ذوي الاعاقة في لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة "الاشخاص ذوي الإعاقة" التي شكلتها الجامعة منذ ما يزيد على أربع سنوات.

اهتمام خاص

أولت الجامعة مؤخرا اهتماماً خاصاً لإفراد أسرتها من ذوي الإعاقة حيث عملت على تسهيل حياتهم الجامعية ودعم مسيرتهم الأكاديمية. وتأكيداً لهذا النهج وترسيخه، افتتحت الجامعة غرفة المصادر للأشخاص ذوي الإعاقة والموجودة في المكتبة الرئيسة، وقد قام رئيس الجامعة د. خليل هندي، يرافقه نواب الرئيس للشؤون الأكاديمية والإدارية والمجتمعية ، بزيارتها مؤخراً والتعرف على احتياجات الطلبة فيها.

وأعرب د. هندي عن سعادته بإنشاء غرفة المصادر، والتي ستساهم في تقليل الصعاب التي يواجهها الطلبة، وقال: "إن الجامعة تفتح أبوابها للعديد من فرص التعليم العالي لذوي الإعاقة، وتعمل كذلك على تحقيق الدمج الكامل للطلبة من ذوي الإعاقة في مجتمع الجامعة، من خلال الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية، وترفض الجامعة أن تكون الإعاقة عائقاً أمام الطلبة في إكمال مسيرتهم الدراسية".

لجنة ذوي الإعاقة

ركزت اللجنة عملها على الطلبة والأساتذة من ذوي الإعاقات البصرية والحركية والسمعية. وقد أُنشئت بتكليف من مكتب نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، ويبلغ عدد الطلبة في الجامعة الذين أفصحوا عن إعاقاتهم بـ 23 طالباً.

وعن أهداف اللجنة يقول رئيسها د. عازم عساف: " تسعى اللجنة لمساعدة أفراد الفئة المستهدفة في الحصول على فرص متكافئة مع أقرانهم في الجامعة على صعيدي الدراسة والعمل، وتهيئة مباني الجامعة ومرافقها كي يصبح استخدامها من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة ميسرا، إضافة إلى توفير المواد التعليمية والأجهزة اللازمة لهم وتنمية مهاراتهم، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي والأكاديمي لهم من خلال دائرة التسجيل والقبول وعمادة شؤون الطلبة."

أما ممثل الطلبة الداعمين لذوي الإعاقة الطالب إسلام القريني فيقول: "نسعى إلى رفد عمل اللجنة بمجموعة كبيرة من الطلبة المتطوعين والمستفيدين من ساعات العمل التعاوني في الجامعة، فهنالك ما يقرب من ستين طالبا يشكلون مجموعة (أصدقاء الأشخاص ذوي )، يقومون بمساعدة أفراد هذه الفئة في كثير من أمورهم الحياتية والأكاديمية اليومية، كما ويشارك المئات من الطلبة في أعمال المسح الضوئي لكتب الطلبة المعاقين وتحويلها إلى نصوص مقروءة ومن ثم تدقيقها وذلك تمهيدا لطباعتها بطريقة برايل أو تكبيرها."

وعملت اللجنة وبالتعاون مع الكثيرين من داخل الجامعة وخارجها على إنجاز الأهداف التي أشار إليها د. عساف، حيث قامت بإنشاء مختبر تكنولوجي خاص بالأشخاص ذوي الاعاقة ويحتوي على الوسائل التالية: حواسيب ثابتة، حواسيب محمولة، طابعات بطريقة برايل لطباعة الكتب المقررة والإثرائية، أجهزة ثابتة لتكبير الأحرف العادية في الكتب، أجهزة صغيرة متنقلة لتكبير الأحرف العادية، أجهزة صغيرة متطورة للتسجيل ولتخزين الكتب والملفات المختلفة وقراءتها بالصوت، برامج قارئة لشاشة الحاسوب ناطقة باللغتين العربية والإنجليزية، برامج تكبير النص على شاشة الحاسوب، برامج لتحويل النص العادي إلى طريقة برايل، أضافة إلى إدخال برامج إدخال الكتب وغيرها من المواد المطبوعة باللغتين العربية والإنجليزية إلى الحاسوب وذلك لتحويلها إلى طريقة برايل وطباعتها. كما ويستفيد الطلبة المكفوفين من مختبر تكنولوجيا التعليم في مبنى كلية الآداب لتحضير مواد مطبوعة بطريقة برايل، وتوفير ورق طباعة لهم.

واستطاعت الجامعة الحصول على دعم مالي من مؤسستي "الخليج من أجل التنمية" و"كويتيون من أجل القدس" لشراء أجهزة وبرامج خاصة. هذا بالاضافة إلى تبرعات فردية.

وتقدم الجامعة منحتين لطالبين من أبناء الفئة المستهدفة لمدة عامين بمبلغ وقدره 5000 دولار. وتسعى اللجنة للتعاون مع دائرة الخدمات العامة لتوفير سيارة لتنقل بعض الطلبة المعاقين حركيا.