وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال ندوة بغزة: اتفاق مكة خلق وحدة وطنية مكنت من مواجهة العالـم والاستحقاقات الدولية والإقليمية

نشر بتاريخ: 26/02/2007 ( آخر تحديث: 26/02/2007 الساعة: 15:29 )
غزة- معا- أكد متحدثون في ندوة سياسية بعنوان "قراءة في دلالات اتفاق مكة"، أن اتفاق مكة خلق وحدة وطنية مكنت من مواجهة العالـم والاستحقاقات الدولية والإقليمية.

وطالب الـمشاركون في الندوة التي نظمها معهد دراسات التنمية بالتعاون مع الجامعة الإسلامية، بتطوير الاتفاق وعدم الوقوف على ما جاء فيه.

واجمع الـمتحدثون على أن الاتفاق جاء في وقت حرج جدا بالنسبة للشعب، لا سيما وانه جاء بعد أحداث دموية بين حركتي "فتح" و"حماس".

ونظمت الندوة في إحدى قاعات الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، بحضور الدكتور محمد الـمدهون مدير ديوان رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الـمحللين والباحثين السياسيين والـمدعوين.

واستعرض الـمدهون الأجواء التي سادت الحوار قبل التوصل إلى اتفاق مكة، مؤكدا أن الطرفين "فتح" و"حماس" ذهبا إلى مكة بنية التوصل لاتفاق ينقذ الشعب من جحيم الحرب الأهلية.

ووصف الـمدهون في كلـمة ألقاها على هامش الندوة، أجواء الحوار بالايجابية والودية، بالرغم من بعض الصعوبات وحالات التوتر التي سادت الحوارات في البداية.

وشدد على ضرورة أن تترجم حالة الوفاق والانسجام التي سادت حوارات مكة على ارض الواقع، مؤكدا أن الجميع كانت لديه رغبة ودافع لوجود اتفاق راسخ يمضي لسنوات، من اجل تحقيق الشراكة السياسية التي تشمل الجميع.

ملف الشراكة:

ولفت الـمدهون إلى أن ملف الشراكة كان وما زال شائكاً ويحتاج الـمزيد من العمل، مشيرا إلى انعقاد جلسة بين حركتي فتح وحماس لـمناقشة هذا الـملف يوم غد.

وتطرق إلى الـموقف السعودي، مؤكدا أن السعوديين كانوا حريصين جدا على إنجاح الحوار والتوصل إلى اتفاق، مستشهدا بتدخلهم الدائم أثناء بروز الخلافات بين الوفدين.

من جانبه، استعرض د. أيمن شاهين، من جامعة الأزهر، واقع التحولات التي مرت بها حركتا فتح وحماس وصولاً إلى اتفاق مكة، مؤكدا أنهما بدأتا في تغيير مواقفهما بنفس الطريقة تقريبا.

وقال: إن الحركتين كانتا تناديان بتدمير دولة إسرائيل، وعدم جواز التعامل معها أو الاعتراف بالقرارات والـمؤسسات التي تعترف بها، لكن الأمر تغير عند الحركتين مع اختلاف التوقيت.

وتطرق إلى مراحل التحول في حركة فتح، مبينا أنها بدأت في العام 1974 عندما تبنت خيار إقامة سلطة وطنية دون الاعتراف بإسرائيل، ومن ثم فتح قنوات اتصال مع إسرائيليين.

ولفت شاهين في كلـمة له حول التغير في موقف حركتي فتح وحماس، إلى أن حرب لبنان العام 1982 وحرب الخليج الثانية العام 1991، كان لهما اثر كبير في تغيير سياسة منظمة التحرير وحركة فتح، التي اضطرت إلى دخول مؤتمر مدريد ومن ثم توقيع اتفاقية أوسلو.

وأكد وجود تحول في مواقف حركة حماس، مشيرا إلى أن قبول "حماس" بوثيقة الوفاق الوطني يعتبر تحولا ملـموسا نظرا لإقرار الوثيقة بعض القضايا التي تتعارض مع بعض بنود ميثاق "حماس".

ورأى الباحث تيسير محيسن في مداخلة له، أن اتفاق مكة بحد ذاته لا يكفي، داعيا إلى الـمزيد من الحوارات، كي يتم الوصول إلى كيفية جيدة ومناسبة لبناء النظام السياسي.

وأبدى العديد من الـملاحظات على الاتفاق، مبينا انه قصر في معالجة الأسباب الأساسية للأزمة.

وقال: إن الاتفاق ركز على حل القضايا الاجتماعية وترك القضايا السياسية وقضية مواجهة الاحتلال.

اشتداد نزيف الدم:

وتابع محيسن: الاتفاق جاء في توقيت حرج بسبب اشتداد نزيف الدم الفلسطيني، واشتداد الحصار وتراجع مكانة القضية الوطنية، بالإضافة إلى اشتداد الحملة الإسرائيلية لتهويد القدس.

وتطرق إلى الدوافع التي أجبرت الحركتين على الذهاب إلى مكة والتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن حركة حماس ذهبت بعد إدراكها انه لا يمكنها أن تتحمل مسؤولية الحكم وحدها، بالإضافة إلى إدراكها عدم قدرتها على دفع فاتورة علاقتها مع إيران، خصوصا بعد الـمخاوف العربية من الـمد الشيعي الإيراني في الـمنطقة العربية.

وحذر من أن اتفاق مكة أسس لازدواجية السلطة، معربا عن خشيته من ان تنسحب الازدواجية لتشمل الوزارات والـمؤسسات الـمدنية.

ونوه محيسن إلى أن الاتفاق ليس محصنا، ولـم ولن يمنع حركتي فتح وحماس من تعظيم القوة العسكرية.

وقدم الدكتور وليد الـمدلل من الجامعة الإسلامية، شرحا حول العوامل التي أدت إلى التوصل إلى اتفاق مكة، مؤكدا أن ارتفاع وتيرة الصدام الداخلي وتشنج وشلل الـمؤسسات الرسمية، فضلا عن تخوف الدول العربية الـمجاورة من انتقال الصراع الداخلي إلى أراضيها، دفعت إلى التوصل للاتفاق.

وقال: إن الـمعطيات الداخلية كانت تعطي دافعا ومؤشرا قويا للفرقاء كي يتوصلوا إلى اتفاق.

واستعرض الـمدلل الـموقف السعودي وقدرته على إجبار الحركتين على التوصل لاتفاق، مؤكدا أن السعودية غالبا ما تكون متأكدة ومتيقنة من نجاح مثل هذه الدعوة، إضافة إلى عدم وجود علاقة سعودية قوية مع فصيل دون الآخر بعكس بعض الدول الأخرى، فضلا عن الجانب الروحاني الذي تتميز به.

بدوره قال علاء أبو طه مسؤول وحدة البحث والتكوين في معهد دراسات التنمية، إن الاتفاق لن يرفع الحصار مباشرة لكنه سيساعد في إفشاله.

وتابع: الـمطلوب من الاتفاق تحقيق الوحدة الوطنية ببرنامج سياسي نستطيع الخروج به للعالـم.