وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المالكي:زيارة ملك الاردن تاريخية وهناك تطابق تام بالرؤى ووجهات النظر

نشر بتاريخ: 06/12/2012 ( آخر تحديث: 06/12/2012 الساعة: 22:04 )
رام الله - معا - أكد وزير الخارجية د. رياض المالكي، اليوم الخميس، أن هناك تطابقا كاملا في وجهات النظر والرؤية بين القيادتين الفلسطينية والأردنية، وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في مجمل القضايا، التي تربط البلدين الشقيقيين، ووجود اتفاق تام في الرؤية للمرحلة المقبلة، التي تتمثل بالعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل للوصول إلى المرحلة النهائية، إضافة إلى الجهود المستمرة لرفع عضوية فلسطين إلى عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

جاءت تأكيدات الدكتور المالكي هذه في مؤتمر صحفي، عقده مع نظيره الأردني د. ناصر جودة، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، للتعليق على الزيارة التاريخية للعاهل الأردني إلى فلسطين بعد أن باتت دولة.

وشدد د. المالكي على أن زيارة العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين إلى فلسطين هي الزيارة الأولى لزعيم دولة إلى فلسطين، بعد حصولها على عضوية دولة غير كاملة العضوية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وأضاف د. المالكي: استقبل السيد الرئيس اليوم، ضيفنا العزيز جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الشقيقة البلد التوأم والشقيق لفلسطين، في زيارة تاريخية هي الأولى لزعيم يزور فلسطين بعد حصولها على الدولة.

وأضاف د. المالكي: نعتبر الزيارة خاصة ومميزة للعلاقة الخاصة التي تربط البلدين والزعيمين، وهي استكمال للتشاور الذي لم ينقطع على الاطلاق بين البلدين والقيادتين.

وأكد د. المالكي أن المباحثات بين الجانبين تركزت على كيفية التنسيق بينهعما للخطوات المقبلة، لتمتين الإنجاز الفلسطيني الأخير، عبر الجهود الفلسطينية والأردنية والعربية وجهود الدول الشقيقة والصديقة في الجمعية العمومية، وبغية التنسيق المشترك للخطوات المستقبلية.

وأضاف د. المالكي: هي زيارة مميزة لشخص مميز ودولة مميزة، وتأتي باهتمام مباشر من جلالة الملك ضمن اهتمامه الكبير في كيفية مساعدة الأردن لشقيقتها التوأم فلسطين في تخطي أية قضايا قد تحصل، بعد حصول فلسطين على عضوية مراقب في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وتابع د. المالكي: نحن نشكر جلالة الملك والحكومة الأردنية على هذا الاهتمام الكبير، وهذه الرغبة في المساعدة في مرورنا عبر بوابة الأمان للوصول إلى العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وترسيخ كل مكونات الدولة على الأرض.

وخلص د. المالكي بالقول: خلال اللقاء تم تسليم جلالة الملك قراراً من بلدية رام الله بتسمية أحد ميادين المدينة الرئيسية باسم جلالة الملك، وهذا تثمين من الشعب الفلسطيني للدور الكبير لجلالة الملك في نصرة فلسطين والقضية الفلسطينية، وتعبير هام عن الشعور الذي يكنه شعبنا لجلالة الملك لدوره القيادي من أجل فلسطين.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني د. ناصر جودة على أن الملك الأردني يحرص دوماً على اللقاء مع نظيره الفلسطيني في عمان، ولكنه يحرص أيضاً على أن يزور الرئيس الفلسطيني في فلسطين، معتبراً أن هذه الزيارة ليست الأولى للعاهل الأردني إلى فلسطين، إلا أن أهميتها تكمن في أنها تأتي بعد اللقاء الثنائي في عمان قبل أيام، وحرص الملك على أن يكون أول زعيم يزور فلسطين بعد أن باتت دولة، لتقديم التهنئة برفع مستوى فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو في الجمعية للأمم المتحدة.

وأضاف د. جودة: هذه محطة تاريخية، نأمل أن تصب في اتجاه أن تصبح فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، والأهم أن تقوم دولة فلسطين القابلة للحياة على الأرض الفلسطينية، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

وتابع د. جودة: هذه المحطة هي لبنة أساسية في هذا الاتجاه، وهي خطوة حاسمة نحو العودة مرة أخرى إلى المفاوضات، بغية الوصول إلى الحل النهائي.

وشدد د. جودة على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى، ولكنها هي قضية الأردن الأهم، مشدداً على اهتمام الأردن الكبير ومصلحته في قيام الدولة الفلسطينية، معتبراً أن زيارة العاهل الأردني إلى فلسطين توفر فرصة للمزيد من التشاور والتنسيق حول الخطوات القادمة.

ووصف د. جودة اللقاء بين الرئيس الفلسطيني وضيقه العظيم العاهل الأردني بأنها مباحثات بناءة، وتمخض عنها كما دوماً التطابق التام في وجهات النظر التي تعكس التنسيق الكبير والدائم بين البلدين الشقيقين والقيادتين.

وأوضح د. جودة على الموقف الأردني الواضح بتأييد قيام الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافياً، إلا أنه وصف القرار الإسرائيلية الأخيرة ببناء 3500 وحدة استيطانية، والبدء في مشروع "E1"، بأن من شأنه أن يقسم الضفة الغربية إلى قسمين، وينخر مبدأ التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية.

وشدد د. جودة على أن الأردن دوماً يرفض الاستيطان، الذي يرفضه أيضاً كل المجتمع الدولي، ويعتبر غير شرعي، وقال: إن كان شيء يجمع حوله العالم فهو الاستيطان، ويعتبره غير شرعي.

وأكد د. جودة على أنه من الضروري التأكد من أن المرحلة المقبلة ستقود مرة أخرى إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، لمعالجة قضايا الحل النهائي.

وتابع د. جودة: نسقنا في الأردن مع الأشقاء في فلسطين على أن تتواصل عمليات التنسيق، للقيام بخطوات محفزة لقيام الدولة الفلسطينية بعد هذا الإجماع الدولي في الأمم المتحدة، وأشار إلى وجود لقاءات بين المسؤولين من البلدين الشقيقين للحديث فب آفاق التعاون السياسي والاقتصادي المشترك بين الجانبين.

وأنهى د. جودة كلامه بالقول: نقدر باسم جلاله الملك والحكومة الأردنية لفتة الرئيس وبلدية رام الله بتسمية ميدان رئيسي في رام الله باسم جلالة الملك، وهذا يدل على اللحمة بين الشعبين الشقيقين والقيادتين، والقيادة الأردنية تؤكد دوماً التزامها بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية المملكة الأردنية الأولى.

وكان العاهل الأردني بدأ صباح اليوم، الزيارة الأولى له إلى دولة فلسطين، بعد أن زارها قبل بضعة أشهر قبل حصولها على العضوية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وحطت طائرات العاهل الأردني في مهبط الرئاسة، وأجريت للضيف الكبير مراسم استقبال رسمية، فعزف السلامان الفلسطيني والأردني، واستعرض الزعيمان حرس الشرف.

ويرافق الملك الأردني في زيارته القصيرة التي تستغرق ساعات فقط، رئيس الوزراء د. عبد الله النسور، ووزير الخارجية د. ناصر جودة، وكان في استقبالهم، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء د. سلام فياض، ووزير الخارجية د. رياض المالكي.