|
فتية مثلث الشهداء يُطلقون ناديهم الأخضر ويُلاحقون انتهاكات البيئة
نشر بتاريخ: 08/12/2012 ( آخر تحديث: 08/12/2012 الساعة: 17:42 )
جنين - معا - اختار فتية من مثلث الشهداء المجاورة لمدينة جنين ملاحقة الانتهاكات البيئية التي تعانيها قريتهم بإطلاق نادي "البيئي الصغير"، وشرعوا خلال ورشة نظمها مركز التعليم البيئي المنبثق عن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، ضمن فعاليات شهر البيئة، في وضع خطة أولويات للتحديات التي تواجه قريتهم.
وتحلق 17 فتى وطفلا حول طاولة نقاش داخل مقر المجلس القروي، أدراها الصحافي المهتم بالبيئة عبد الباسط خلف وفتحوا نقاشات عن احتياجاتهم البيئية، واقترحوا الوسائل الواجب إتباعها لتغيير واقعهم، وتنفيذ مطالبهم. وقال علاء عبد المنعم إن المحاجر القريبة من البلدة تُلوث الهواء، وتُتسبب بالإزعاج، ومن الواجب إبعادها عن القرية بالتنسيق مع جهات الاختصاص. فيما ذكر أمير وشاحي، أن إشعال إطارات السيارات المُتكرر يلوث القرية ويضر بصحة سكانها، ويحتاج إلى حل وتدخل. ورأى مالك وشاحي أن الأسمدة الكيماوية والمبيدات الزراعية التي تستخدم في حقول القرية والمزارع المجاورة، تتطلب رقابة كبيرة من وزارة الزراعة والمسؤولين في الصحة والبيئة، حتى لا يتلوث الهواء والماء والغذاء. وجاءت اقتراحات محمود غزيل، ومحمد أحمد، وأحمد علاء، وحسن عصاعصة، وطارق زياد متشابهة، وطالبت بحل أزمة الصرف الصحي التي تفتقر لها القرية، وما يسببه ذلك من تلويث للمياه الجوفية. وانحاز يزن سمير ولؤي عماد ويزيد وشاحي وحسين عبد الله وإبراهيم علاء وسعيد محمد إلى ضرورة وقف استخدام المبيدات الكيماوية المستخدمة في الزراعة، وفرض إجراءات رقابية من المسؤولين وجهات الاختصاص، وتشجيع استخدام الأسمدة الطبيعية، وتدوير النفايات، والتفكير في حلول لتربية المواشي والدواجن بين المنازل، كإبعادها خارج القرية بمزارع جماعية. بعدها، اختار الفتية رئيساً لناديهم بالانتخاب، وفاز فيه أحمد علاء عصاصة. وساروا برفقة الصحافي عبد الباسط خلف في شوارع قريتهم، وسجلوا التحديات التي تواجهها، وشاهدوا التنوع الحيوي الذي بدأ يُغطي الأرض في ربيع مبكر، واستذكروا العديد من النباتات الطبيعية التي تستخدم في الغذاء والدواء وما تحمله من قيمة جمالية. كما اتفقوا على تكريس عطلهم المدرسية لتنفيذ مبادرات بالشراكة بين مجلس قريتهم ومركز التعليم البيئي. بدورها قالت عضو المجلس القروي كريمة مشارقة، إن موقع مثلث الشهداء خلاب، لكنه يواجه تحديات بيئة كبيرة، تتمثل في المحاجر وتربية الأغنام داخل القرية، وانتشار الدفيئات الزراعية العشوائية، التي تتسبب بانتشار البعوض والروائح بفعل بقايا النباتات التي لا تُعالج بطريقة صحيحة. وأضافت: فتحنا مع السكان حوارات عديدة، وبدأنا في حملات لزراعة الأشجار، وندرك تراجع البيئة في مجتمعنا، ونراعي التحديات الاقتصادية التي يواجهها المجتمع المحلي، لكن نأمل أن نحافظ على البيئة ومصالح الناس وصحتهم في وقت واحد، عبر حلول منطقية. من جانبه، ذكر المدير التنفيدي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض، أن إطلاق النوادي الخضراء، ونشر الثقافة والوعي بين المواطنين، وبخاصة الأجيال القادمة، يشكل أولوية مجتمعية؛ في عملية تدريجية ومنهجية لتغيير الواقع، وتعليم الأطفال روح المبادرة. وقال إن فعاليات شهر البيئة، التي انطلقت مطلع الشهر الجاري، وما تشمله من أنشطة ميدانية، تستهدف وضع البيئة على أجندة المجتمع بشتى شرائحه ومؤسساته، بالرغم من كل التحديات وبخاصة السياسية والاقتصادية. وذكر عوض أن وسائل الإعلام شريكة في صناعة التغيير والترويج لممارسات ومبادرات صديقة للبيئة بكل عناصرها. |