وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الإهمال الناعم" سياسة أمريكية جديدة ضد نتنياهو

نشر بتاريخ: 10/12/2012 ( آخر تحديث: 12/12/2012 الساعة: 09:08 )
بيت لحم - معا- يتبنى الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال ولايته الثانية تكتيكا جديدا يتمثل بعدم خوض صدام ومواجهة مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، وعدم انتداب موفد أمريكي خاص، وإفساح المجال أمام زعماء أوروبا لممارسة ضغوطهم على نتنياهو حتى يشعر بالعزلة والانعزال وفقا لما أورده اليوم " الاثنين " الصحفي "بيتر باينرت" في صحفية "نيوز ويك " نقلا عن مصادر أمريكية وصفها بالرفيعة.

ونقل الصحفي "بيتر" الذي يوصف باهر الأصوات الليبرالية في الجالية اليهودية الأمريكية والمعروف بمدى قربه من إدارة الرئيس اوباما، واستدعي أكثر من مرة للقاء الرئيس الأمريكي خلال ولايته الأولى عن مصادر رفيعة في الإدارة الأمريكية قولها بان هذه الطريقة فقط وحين يشعر نتنياهو شخصيا مدى العزلة الدولية التي يواجهها ستتوفر الفرصة لتغيير نهجه وسياسته وسيتقدم جديا على طريق حل الموضوع الفلسطيني.

واقتبس " بيتر " في مقال نشره تحت عنوان " لماذا سيتجاهل اوباما إسرائيل" مصادر أمريكية رسمية أكدت أن الرئيس اوباما ينوي تبني سياسة "الإهمال الناعم " فيما يتعلق بعملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية تلك السياسية التي ظهرت شراراتها الأولى عبر عدم بذل الإدارة الأمريكية جهودا ذات مغزى لمنع تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على طلب السلطة قبول فلسطين دولة مراقبة او لتقليص عدد الدول التي دعمت هذا القرار وكذلك لم تسعى للجم ردة الفعل الاوروبية الحادة على قرار نتنياهو البناء في منطقة E1.

"بدلا من التصادم مباشرة مع نتنياهو بلور طاقم اوباما إستراتيجية جديدة تتمثل بالوقف جانبا وإفساح المجال لبقية العالم أن يتصادم مع نتنياهو وفي اللحظة التي تتوقف يها الولايات المتحدة عن إنقاذ إسرائيل من تبعات أعمالها وتصرفاتها وحين تستشعر إسرائيل تأثير العزلة الدولية بكامل قوتها وشدتها سيشعر قادتها بالخوف وسيغيرون اتجاههم" كتب "بيتر باينرت ".

وأضاف نقلا عن مصدر أمريكي كبير ان الاتجاه العام في الرأي العام الدولي معاديا لإسرائيل، وفي مثل هذه الأجواء فان مجرد وقوف الولايات المتحدة جانبا دون أن تفعل شيئا يعتبر عملا مهما.

وأبلغت مصادر أمريكية رفيعة الكاتب "بيتر" وفقا لما جاء على لسانه في مقالته المذكورة بان الولايات المتحدة وعلى الرغم من سياستها الجديدة ستواصل مساعدة إسرائيل في مجال الأمن، كما فعلت دائما وستوصل تمويل ابتياع إسرائيل منظومات جديدة من صواريخ " القبة الحديدية " كما ستواصل إحباط الخطوات الفلسطينية الرامية للتوجه لمحكمة الجنايات الدولية، والى جانب ذلك ستواصل منع انهيار السلطة الفلسطينية واشتعال الوضع الأمني في الضفة أو استئناف إطلاق الصواريخ من غزة .

إضافة لما سبق ووفقا لذات المصادر فان الإدارة الأمريكية لن تطرح مبادرة او خطة سلام جديدة كما سيمتنع الرئيس اوباما عن تعيين موفد أمريكي خاص للمنطقة لأن مثل هذا التعيين الهادف لاستئناف المفاوضات وفي حال نجح الموفد بمهمته سيخلص نتنياهو من الضغوط الدولية .

وأخيرا أعرب مسؤولون أمريكيون عن قناعتهم بعدم جدية نتنياهو اتجاه عملية السلام او رغبته في التوصل لتسوية تتيح إقامة دولة فلسطينية بل معني بتقديم عرض مضلل يهدف فقط لوقف الضغوط الدولية والتملص منها.

واختتم المسؤولون الأمريكيون بالقول بأنه يجب على الإدارة الأمريكية عدم تمكين نتنياهو من النجاة، وعدم مساعدته على تقديم عروضه المضللة بل إجباره على تحمل تبعات رفضه والسماح للعالم بالقيام باستكمال المهمة.