|
نساء الفارعة يُطاردن المُبيدات الكيماوية
نشر بتاريخ: 11/12/2012 ( آخر تحديث: 11/12/2012 الساعة: 18:10 )
جنين – معا - أطلقت نساء وناشطات مجتمع مبادرة لفرض إجراءات صارمة على استخدام المبيدات الكيماوية وتشجيع الزراعة العضوية، ونشر الوعي البيئي حول مفاهيم الغذاء الآمن. وقررن البدء بخطوات عملية للضغط على جهات الاختصاص؛ من أجل وضع حد لفوضى الزراعة، وتوفير المزيد من الحماية للمستهلكين.
واستعرضت المشاركات في حوار بيئي نظمه مركز التعليم البيئي ونادي نسوي مخيم الفارعة تجاربهن مع الخضروات، ومشاهداتهن للمزارع القريبة من مخيمهن، وطرق أنتاجها وتسميدها ومعالجتها بالمبيدات. واستذكرت جليلة ظاهر وبهية عبد الجواد وبدرية صالح، وهن نساء فقدن قراهن الأصلية إبان نكبة عام 1948، حال الخضروات التي كانت لا تنضج إلا في مواعيدها السنوية، وتمتاز برائحة قوية، وبمذاق طيب، بخلاف اليوم. وقلن إنهن كن يزرعن أرضهن السليبة، ويُحضرّن طعام أسرهن قبل النكبة وفي بدايات تأسيس المخيم مما تنبته الأرض كالخبيزة والهندباء والسلك والزعتر والحويرة، ويوفرن المياه من عين الفارعة، ويتمتعن بجمال بيارات البرتقال ورائحة أزهارها، لكن الحال تغير كثيراً، فجفت العين، وتبدل طعم الخضروات، ولم تسلم حشائش الأرض من مبيدات الأعشاب. وقيمت أمهات وربات بيوت وناشطات نسويات المشهد البيئي الراهن، في الحوار الذي أداره الصحافي عبد الباسط خلف، وأشرن إلى غياب الطمأنينة عنهن وعن أسرهن، بفعل شكل الخضروات وطعمها وسرعة تلفها واختلافها عن شكلها الطبيعي. فيما عددت المشاركات أشكال التحديات الأخرى التي تعترض الفارعة وتستدعي حلاً، كانتشار البعوض والحشرات والقوارض بفعل شبكات الصرف الصحي. وقال مديرة المركز النسوي هادية جوابرة إن تفاقم حالات الوفاة المبكرة بمرض السرطان، تستدعي التفكير في أسبابها، واكشف مدى علاقتها باستخدام الكيماويات. وذكرت الناشطة فاطمة العرجا أن تحدي المبيدات يعتبر مصدر القلق الأول للبيئة في الفارعة، وطالبت جهات الاختصاص بفرض المزيد من القيود على استخدام الهرمونات والكيماويات والأسمدة، وتشجيع الزراعات العضوية ودعمها وتوفير المرشدين لها. وتحدث رئيسة الهيئة الإدارية للمركز النسوي ليلي سعيد عن خطوات سابقة جرى اتخاذها للتأثير على المزارعين والمسؤولين، من أجل دعم الزراعات الآمنة، ومنع السلوك غير الصديق للبيئة من جانب المزارعين كالمبالغة في استخدام الكيماويات والسموم، والتوقف عن إحراق المخلفات البلاستيكية للحقول، ورش الأعشاب بالمبيدات، وغياب الرقابة على المنتجات. ونوهت إلى ضرورة نشر الوعي البيئي بين المواطنين والأمهات، لما له من أهمية في الحفاظ على عناصر البيئة وسلامة الحياة، من باب "الوقاية خير من العلاج". وقالت سعيد: إن ملامح المبادرة ستكون مجتمعية ومتدحرجة، وستسعى للتأثير على كل فئات المجتمع، لرفع مستوى الأمن على ما نأكله. بدوره أشار المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض إلى أن أهمية طرح قضايا بيئية تمس شرائح واسعة من المواطنين، بالتوازي والحديث عن التغير المناخي والتنوع الحيوي والعدالة البيئية، التي تشكل بمجموعها محاور فعاليات شهر البيئة الذي ينفذه المركز بالشراكة مع مؤسسات رسمية وأهلية وشبابية ومتطوعين. |