|
طواقم الإسعاف في الإغاثة الطبية رحلة محفوفة بالمخاطر ودور إنساني مميز
نشر بتاريخ: 12/12/2012 ( آخر تحديث: 12/12/2012 الساعة: 12:58 )
رام الله -معا- تعمل طواقم الإسعاف والطوارئ في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية بجهود دؤوبة وفي ظروف استثنائية في ظل استهداف الاحتلال الإسرائيلي للطواقم الطبية أثناء أدائها واجبها الطبي والإنساني في إسعاف الجرحى خاصة في مناطق المواجهات.
ويضم فريق الإسعاف في الإغاثة الطبية ستين مسعفا إلى جانب طواقم خمس سيارات إسعاف وألفي مسعف متطوع ممن دربتهم الإغاثة الطبية الفلسطينية إضافة إلى وجود ستين ألف مسعف تلقوا دورات في الإسعاف الأولي من قبل الإغاثة ينتشرون في مناطق سكناهم وهم بمثابة جنود احتياط يهبون للمساعدة في إسعاف المصابين كلما اقتضت الحاجة. ويقول الدكتور محمد سكافي مدير الطوارئ والإسعاف في الإغاثة الطبية الفلسطينية إن المسعفين يعملون في ظروف خطيرة وان مهمتهم محفوفة بالمخاطر لأنهم باتوا هدفا لجنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامهم بدورهم الإنساني ويجازفون بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين. ويضيف سكافي أن طواقم الإسعاف كان لها دور مميز خلال العدوان على غزة وقد واصلت الليل بالنهار وكانت في مرمى النيران تبحث عن الحياة للجرحى من بين الموت الذي زرعته صواريخ الطائرات وفوهات المدافع وجحيم نيران الاحتلال. وفي ظل الوضع الاستثنائي والخصوصية التي تمر بها الأراضي الفلسطينية لاسيما المواجهات مع الاحتلال والمسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان والجدار العنصري تنتشر طواقم الإسعاف التابعة للإغاثة الطبية كخلايا النحل في مناطق المواجهة تداوي بمباضعها المكلومين وتضمد جراحهم وتصنع من الموت حياة . المسعفان شوامرة وهديهد من دمهما صنعا الحياة: المسعف في الإغاثة الطبية، حسين شوامرة، كان واحدا ممن لم يأبهوا برصاص الاحتلال وهو يشق طريقه لإنقاذ حياة احد الجرحى دون أن يعلم أن نيران الاحتلال ستنال منه برصاص حي أطلق على رجله حيث ما زال حتى الآن يعاني من الحركة ويتلقى العلاج في منزله بعد أن غادر المشفى . وقال شوامرة ان جنود الاحتلال يتعمدون اعاقة عمل طواقم الاسعاف واطلاق النار عليها رغم انها ترتدي ملابس وشارات الاسعاف التي توضح طبيعة مهمتها. واضاف شوامرة ان استهداف الاحتلال للمسعفين لن يردعهم عن القيام بواجبهم مؤكدا انه سيواصل مهمته الانسانية رغم اصابته والمعاناة التي تعرض لها. وليست حكاية شوامرة هي الوحيدة بل لربما كانت قبل الأخيرة ، حين تعرضت إحدى سيارات الإسعاف التابعة للإغاثة، أثناء نقلها جريحا قرب معتقل "عوفر" غرب رام الله لقنبلة غاز اخترقت زجاجها وأصابت المسعفة إسراء هديهد بجروح بالغة، ما أحدث كسرين في رأسها ونزيفًا في الدماغ. هديهد التي تجلس في منزلها الآن وتتلقى العلاج بعد أن مكثت في المشفى الذي غادرته قبل أيام حملت رسالة إصرار على القيام بمهمة كانت تدرك أن طريقها لن تكون مفروشة بالورود ،رسالة سامية لا تنازلها أية رسالة وهي إنقاذ حياة إنسان يدافع عن كرامة شعبه وعن قضيته العادلة. وتقول هديهد وهي ترقد على سرير الشفاء ان استهداف جنود الاحتلال لطواقم الاسعاف تنبع من وجود هدف لديهم هو قتل الفلسطينيين بغض النظر عن طبيعة عملهم مسعفين او غير ذلك. واوضحت هديهد ان الهدف الاخر من وراء اطلاق جنود الاحتلال النار على سيارة الاسعاف التي كانت تتواجد فيها وتنقل جريحا غرب رام الله هو ردع طواقم الاسعاف ومنعها من القيام بدورها في انقاذ حياة المصابين خاصة خلال الهبة الشعبية في الضفة الغربية لاسناد شعبنا في قطاع غزة الذي كان عرضة لجرائم الاحتلال في عدوانه الاخير. واضافت هديهد انها ورغم الامها وحاجتها للعلاج لشهرين اضافيين حتى تتعافى من جراحها الا انها لن تتوقف عن عملها كمتطوعة في طواقم الاسعاف في الاغاثة الطبية بعد ان انهت دراستها في كلية الطب ايمانا منها في ان مهمة المسعف فيها رسالة عظيمة وقيمة كبيرة تكمن في انقاذ حياة انسان وهو ما جعلها تلتحق بفرق الاسعاف في الاغاثة قبل ثلاث سنوات. ودعت هديهد كل الشباب والشابات الى الانضمام الى فرق المسعفين المتطوعين خدمة لفلسطين التي لا يبخل عليها شعبنا من اجل نيل الحرية والاستقلال. دور الإغاثة الطبية بشكل عام وطواقم الإسعاف بشكل خاص برز خلال الانتفاضتين الأولى عام 87 والثانية عام ألفين إذ سطرت محطات راسخة في تاريخها الذي تجاوز ثلاثة وثلاثين عاما من العمل لخدمة شعبنا وتوفير الدواء والعلاج للمحتاجين ورسم سياسات صحية وطنية عندما كان قطاع الصحة في يد الاحتلال قبل نشوء السلطة الوطنية. وترى الإغاثة الطبية الفلسطينية التي تقوم بدور وطني بارز يرمي إلى تعزيز صمود الناس وتوفير حق من حقوقهم وهو العلاج والدواء أن استهداف قوات الاحتلال الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف يعد شكلا من أشكال القتل العمد، الذي يندرج في إطار المخالفات الجسيمة وفقًا لما تنص عليه المادتان 146، 147 من اتفاقية جنيف. وعند حدود الأمل والألم لا تبخل الإغاثة الطبية التي تقف عند حدود المواجهة بطواقمها وكوادرها لإسناد شعبنا فتشق النهارات وتمحو ظلمات تلاحق الشعب الفلسطيني من قبل احتلال لم يفرق بين مواطن أو مسعف أو طبيب فيتقاطع المبضع مع قلم الطالب وبندقية المقاتل . |