وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أبناء الأسير فازع صوافطة... ينتظرون بفارغ الصبر عودة أبيهم

نشر بتاريخ: 15/12/2012 ( آخر تحديث: 15/12/2012 الساعة: 10:17 )
رام الله- معا - بصوت خجول لا يكاد يسمع، وبهمس طفولي رائع، تحدثت به ابنة الأسير فازع صوافطة لمركز"أحرار"، لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، شوقا وحنينا للأب الحاني الغائب، الذي لم يعرف أطفاله من بعده إلا معنى الاشتياق والبحث عن ذكرياتهم النادرة معه.

إنه صوت يقين ابنة السبع سنوات، والتي تكلمت بأسلوب يعبر عن القوة، وفي الوقت ذاته يعبر عن الاشتياق الرهيب للأب.

الأسير فازع صوافطة 40 عاما من بلدة طوباس، أب لابنتين وولدين وهم: يقين سبعة سنوات، ونور ستة سنوات، وعاصم سنتان ونصف، وقد أسماه والده على اسم شقيقه الشهيد عاصم صوافطة، والذي استشهد في اشتباك مسلح مع قوات اسرائيلية عام 2002، ثم أصيب واعتقلته القوات الاسرائيلية، واحتجزته لديها لسنوات، إلى أن سلمت جثمانه منذ ما يقارب العام.

أما الابن الأصغر صدقي، والذي أنجبته أمه ووالده داخل المعتقل، ويبلغ من العمر خمسة شهور، فلا يعرف والده ولم يشهد ملامحه، ولم يحتضن فازع أيضا ابنه الجديد الذي جاء على الدنيا وسط عذابات السجن والقيد.

سنوات في السجون وحرمان من الزيارة

زوجة الأسير صوافطة، قالت لمركز "أحرار": "إن فازع قد تعذب كثيرا داخل الأسر، وقضى حياته من سجن لآخر، فقد قضى ما يقارب 13 عاما موزعة على سجون الاحتلال، وقد أصيب أيضا بداء السكري داخل سجنه".

وأضافت الزوجة،" لقد زرته مرتين فقط فتصريحي وحسب ما يدعون مرفوض أمنيا، أما والدته فتزوره باستمرار وتصطحب معها البنتين الكبيرتين يقين ونور، اللتين حرمهما الاحتلال الاسرائيلي من التمتع بطفولتهن في ظل والدهن.

وطالبت زوجة الأسير فازع صوافطة، كل المسؤولين وكل من له علاقة بالدفاع عن الأسرى الفلسطينيين أن يساعدوهم ويقفوا إلى جانبهم، لإنهاء معاناة الحكم الإداري التعسفي الذي يمارس بحقهم، والذي يعاني منه كثير من الأسرى، كما تمنت بأن تكون هذه المرة هي الأخيرة وأن لا يتجدد الحكم الإداري مرة أخرى بحق زوجها.

من جهته، نوه فؤاد الخفش مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، لخطورة استمرار تجديد الاعتقال الإداري بحق الأسير صوافطة، وآخرين من الأسرى الفلسطينيين، الأمر الذي يزيد من معاناتهم وأسرهم، بسبب جهل مصير سجينهم وعدم معرفة الحكم، ولا إلى أين سيؤول مصيره".؟

كما طالب الخفش، بضرورة تضافر الجهود، من أجل العمل على إلغاء قانون الأحكام الإدارية التعسفي، لما فيه من تسلط وتجبر، وانتهاك واضح لحقوق الكثير من الأسرى والأسيرات الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

يذكر، أن الأسير فازع صوافطة معتقل منذ 9/2/2010، والذي باشرت اسرائيل بحكمه حكما إداريا فور اعتقاله، وفي كل مرة تجدد قوات الاحتلال الاسرائيلية الحكم الإداري ضده، حيث كانت محكمته الأخيرة بتاريخ 21/11/2012، وفيها حكم فازع بالحكم الإداري الجوهري، والذي يعني أنه آخر حكم إداري يتعرض له الأسير، لكن ذلك يبقى غير مؤكد، لأن سلطات الاحتلال سرعان ما تمارس ألاعيبها بالأحكام ضد الأسرى والأسيرات الفلسطينيين.