|
الرئيس: لن نقبل لأي أحد أن يجرد بيت لحم من إرثها أو يغير هويتها
نشر بتاريخ: 16/12/2012 ( آخر تحديث: 17/12/2012 الساعة: 03:45 )
القدس - معا- قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس 'إننا لن نقبل لأي أحد أن يجرد مدينة بيت لحم من إرثها الوطني والديني العظيم، أو يغير هويتها'.
وأضاف الرئيس، في رسالة الميلاد من فلسطين إلى مسيحيي العالم، 'إن خارطة بيت لحم الجغرافية ونسيجها الاجتماعي الطيب وتراثها الأصيل، جميعها معرض للخطر والاندثار أكثر من أي وقت مضى، بفعل السياسات والممارسات الإسرائيلية، التي تهدف إلى تهويد الأرض برمتها، وتعريتها من ثقافتها وإرثها الوطني والديني، هذا الإرث الذي لا يقبل مجالاً للشك أو النقد أو الطعن به، ولأن هوية بيت لحم مرتبطة ارتباط وثيقاً بميلاد السيد المسيح رسول السلام والمحبة، فإنها بذلك تشكل وتعتبر إرثاً وطنياً ودينياً عظيماً، نفتخر به كلنا كفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، ولا ولن نقبل لأي أحد أن يجردها من هذا الإرث أو يغير هويتها'. وتابع الرئيس أن المدينة 'محاطة بما يقارب من 22 مستوطنة إسرائيلية ويسكنها مستوطنون متشددون يتسمون بالعنف والعدوانية، كما أن مساحة أراضي محافظة بيت لحم قد تقلصت إلى 13% فقط من حجمها الأصلي'، مشيرا إلى أن هذا الوضع وهذا الواقع المؤلم، هو نتاج مباشر عن الممارسات الإسرائيلية 'أُحادية الجانب'. وفيما يلي نص الرسالة التي نشرتها وكالة الانباء الرسمية: هذه المرة ينتظر الفلسطينيون في فترة أعياد الميلاد هذه، أن تتحقق لهم العدالة، ويرون أن آمالهم مُبررة جداً، إذا نظرتم إلى مدينة بيت لحم وحولها، وهي مكان تواجدنا الآن، فإنكم ستندهشون من مدى تحمل هذه المدينة لحالة الاختناق التي تعيشها، فالمدينة محاطة بما يقارب من 22 مستوطنة إسرائيلية ويسكنها مستوطنون متشددون يتسمون بالعنف والعدوانية، كما أن مساحة أراضي محافظة بيت لحم قد تقلصت إلى 13% فقط من حجمها الأصلي. إن هذا الوضع وهذا الواقع المؤلم، هو نتاج مباشر عن الممارسات الإسرائيلية 'أُحادية الجانب'، ولأول مرة منذ حوالي 2000 عام من عمر المسيحية في أرض فلسطين المباركة، ويتم فصل المدن المقدسة بعضها عن بعض، كبيت لحم والقدس، بشكل كامل من خلال بناء مستوطنات غير شرعية والمخالفة للقانون الدولي وجدار يجسد نظام الفصل والتمييز العنصري، فضلاً عن الحواجز العسكرية التي تمزق البلاد وتشتت أهلها وتفرق شملها، وتجعل من الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني عذاباً وجحيماً لا يطاق. إن خارطة بيت لحم الجغرافية ونسيجها الاجتماعي الطيب وتراثها الأصيل، جميعها معرض للخطر والاندثار أكثر من أي وقت مضى، بفعل السياسات والممارسات الإسرائيلية، التي تهدف إلى تهويد الأرض برمتها، وتعريتها من ثقافتها وإرثها الوطني والديني، هذا الإرث الذي لا يقبل مجالاً للشك أو النقد أو الطعن به. ولأن هوية بيت لحم مرتبطة ارتباط وثيقاً بميلاد السيد المسيح رسول السلام والمحبة، فإنها بذلك تشكل وتعتبر إرثاً وطنياً ودينياً عظيماً، نفتخر به كلنا كفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، ولا ولن نقبل لأي أحد أن يجردها من هذا الإرث أو يغير هويتها. إننا نقاوم الظلم والطغيان في بيت لحم، مدينة المحبة، بالصمود والبقاء. كما أننا نجابه بحزم من خلال بناء مقومات الدولة الحديثة ومؤسساتها وبنيتها التحتية، ونجابه آلة الحرب والاحتلال الإسرائيلية التي تريد أن تفتك بمشروع دولتنا المستقلة، وإننا إذ نرجو، وكلنا إيمان وثقة بالله عز وجل، والأمل يحدونا بالحرية والازدهار لنكشف عن الوجه القبيح والدميم للعنصرية الاحتلالية التي تواجهنا، والإذلال الذي يحاصرنا، بصلواتنا وبحسن نوايانا. وفي كل يوم أحد وجمعة يتنامى ويزداد أعداد الفلسطينيين، الذين يشاركون في هذه الصلوات، والذين يحملون رسالة الأمل والإيمان، التي تمثل عناصر أقوى وأصلب من الجدار العنصري، وعليه فإنني أتوجه إليكم، بأن تصغوا إلى صلواتهم، وأن تساهموا في وقف هذه التجاوزات غير العادلة. في هذا العام سنتذكر أن فلسطين اعتُرِف بها كدولة على حدود 1967، وبعاصمتها القدس الشرقية من قبل الغالبية العظمى من الهيئة الدولية، وأننا إذ نتقدم للعالم برمته، بشهادة صدق وإيمان مستمر، في مسعانا إلى الحرية وإلى العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والتي ننظر إليها كفرصة المجتمع الدولي، للوقوف بحق وعزم وإنصاف، إلى جانب فلسطين وأهلها، وإعطائها الحق بالحرية والازدهار والاستقرار، دون أن يغفل عن بالنا أن معظم دول العالم قد التزمت بقرار حل الدولتين، على أساس قرارات هيئة الأمم المتحدة. أيها السيدات والسادة المسيحيون في جميع بقاع الأرض، وأيها الحجاج القادمون إلى الأرض المقدسة تأكدوا أنه عند دخولكم إلى بيت لحم المحاصرة، فإنكم ستمرون إما عن طريق حاجز عسكري إسرائيلي، وإما من خلال الجدار الفاصل. إننا نرحب بكل من عايش تجربة بيت لحم، ومن وقف إلى جانب هذا الشعب، من خلال الدعم والتعاون الذي لا يقدر بثمن. وبما أننا نقدّر مساهماتكم واستثماراتكم في مستقبل بيت لحم، فإننا ندعوكم أيضاً إلى الاستثمار في السلام والعدل، وبأخذ الخطوات السياسية الجريئة والضرورية والمطلوبة وبمساعدتكم، فإننا سنضمن أن عيد الميلاد القادم، سيكون عيداً نقياً خالياً من منغصات الحياة الناجمة عن الاحتلال والاجراءات التعسفية. وحتى عيد الميلاد القادم، فإننا نرجو ونأمل بأن تحتضن فلسطين تجربة السلام والعدالة، التي نادى بها في فلسطين، أمير السلام، السيد المسيح، من أجل فلسطين والعالم أجمع قبل أكثر من ألفي عام. |