وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كايد الترتير..نجم خط بارادته قصة نجاح تستحق الاشادة

نشر بتاريخ: 19/12/2012 ( آخر تحديث: 19/12/2012 الساعة: 18:43 )
رام الله - معا - سليم ريحان-واصل النجم كايد الترتير سطوعه وتوهجه في سماء لعبة كمال الاجسام بعد ان اعلن عن نفسه بطلاً لابطال فلسطين لهذا العام في بطولة الياسر الكلاسيكية التي اقيمت مؤخراً في مدينة اريحا وبعدما استطاع حصد جميع بطولات الاتحاد الفلسطيني لكمال الاجسام المقررة لهذا العام اضافة الى مشاركته مع المنتخب الوطني لكمال الاجسام في البطولة العربية في المغرب.

هنا كان لا بد لنا من ان نقف بتأني عند هذه الانجازات وان نروي حكاية هذا البطل الذي استطاع بفترة قياسية ان يقلب كل الموازين ويفرض اسمه بقوة داخل ساحة اللعبة وان يدخل من الباب الكبير للنجومية والاضواء.

ولد الترتير -30 عاما- في مخيم الامعري للاجئين ونشأ في اسرة مكونة من عشر اشخاص وسط ظروف حياتيه صعبة ذاقت خلالها هذه العائلة مرارة اللجوء وويلات المعاناة ،انطلق الترتير من ازقة وشوارع هذا المخيم في حب استهواه منذ الصغر لرياضة كمال الاجسام وحلم كبير لطالما راوده في ان يصبح يوماً بطلاً ورياضياً معروفاً يصول ويجول في بطولات اللعبة .
|198331|
لم يعلم الترتير ان حكايته مع هذا الحلم ستبدأ بفاجعة كادت ان تنهي هذا الحلم الجميل تمثلت هذه الفاجعة باصابة كايد بثلاث طلقات نارية في عضلات البطن في احدى المواجهات مع الجيش الاسرائيلي في بداية الانتفاضة الفلسطينية الاولى احدثت تشوهاً في شكل هذه العضلات مما شكل خطراً على مستقبله مع اللعبة كون ان عضلات البطن هي من العضلات الاساسية التي تعطي رونقاً وجمالاً خاصاً للجسم وهي احد العناصر الذي ينظر اليها بعناية عند تقييم جسم اي بطل في هذه اللعبة .

هنا ولدت بطولة كايد الترتير وهنا تجسدت الارادة القوية فخرج الترتير من واقع ظروف حياته الصعبة وتمكن من التغلب عليها وانتصر على شبح الاصابة فتمرن واجتهد ودخل في اجواء اللعبة وبدأ بالمشاركة في بطولات الناشئين انذاك واستطاع ان يحصد المراكز الاولى في جل مشاركاته فنجح في تأسيس نفسه كبطل فلسطيني مميز ومن نوع اخر قادم للرياضة الفلسطينية.

في ظل هذه النشوة التي عاشها الترتير بحصده لبطولات الناشئين وبدايته القوية مع اللعبة اقدمت قوات الاحتلال على اعتقال الترتير وحكمت عليه بالسجن لمدة اربع سنوات هنا ايضاً ظهرت روح الارادة والعزيمة القوية عند هذا البطل الذي لطالما عرف بتواضعه وادبه واخلاقه الدمثة فاستمر في ممارسة رياضته داخل السجون الى ان خرج منها عام 2006،فور خروجه عاد الترتير لمواصلة الحلم ورحلة البطولة ولكنه صدم بواقع الظروف الصعبة فتوفي والداه وذاق مرارة البطالة وبرغم ذلك واصل الترتير مشواره متغلباً على الامكانيات المادية التي يحتاجها اي بطل في هذه اللعبة.

شكلت بطولة فلسطين التي اقيمت في بداية العام الجاري علامة فارقة في تاريخ كايد الترتير الرياضي فكانت الانطلاقة الحقيقية نحو الشهرة والعالمية حيث ظهر الترتير بمظهر مرعب ونجح في خطف الاضواء من الجميع ونال الاشادة الواسعة من جميع رياضي ونقاد اللعبة وظفر بالمركز الاول في البطولة لفئة وزن 80 كغم ، هذه البطولة اسهمت بشكل كبير في ترشيح الاتحاد الفلسطيني للعبة الترتير للمشاركة في البطولة العربية لكمال الاجسام في مدينة مراكش في المغرب ،فكانت البطولة العربية هي اول مشاركة خارجية للترتير نجح خلالها في تحقيق المركز السابع على مستوى لاعبي العرب من اصل 25 لاعباً.

لم يعط الترتير نفسه فرصة للراحة بعد الانتهاء من البطولة العربية بل عاد اكثر شراسة وقوة وشارك في بطولة الياسر الكلاسيكية التي اقيمت مؤخراً في مدينة اريحا والتي ظهر بها الترتير باقوى واجمل حلة بدنية له منذ بداية ممارسته للعبة فاستطاع ان يتوج مجهوداته بنيله المركز الاول على وزنه وبظفره بلقب بطل ابطال فلسطين لهذا العام.

نجح الترتير في ان يغلف قصة نجاحاته بهذه الانجازات الكبيرة التي حققها في عام واحد فقط والتي ستأهله للمشاركة في بطولة العالم لكمال الاجسام العام المقبل كما نجح الترتير في اكمال سلسلة الابطال الذين قدمتهم وما زالت تقدمهم عائلة الترتير هذه العائلة التي تعد منبعاً لا ينضب في تخريج البطل تلو والبطل للرياضة الفلسطينية وما زالت تقدم نماذج محترفة شكلت دوماً علامة مفصلية يتقدم هذه النماذج حامل برونزية العرب البطل غالب الترتير وهو بالمناسبة المدرب والمشرف الاول على تجهيز كايد الترتير وصاحب الفضل الاول والاخير فيما وصل اليه.