وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البردويل لـ معا: الأيام القادمة ستشهد انطلاقة كبيرة في ملف المصالحة

نشر بتاريخ: 22/12/2012 ( آخر تحديث: 22/12/2012 الساعة: 15:51 )
غزة- خاص معا - اين ذهبت الاجواء الوحدوية التي اصابت الشارع الفلسطيني بعد الانتصار العسكري الذي حققته غزة والانتصار السياسي للقيادة في الامم المتحدة؟؟؟ ولماذا لم تحقق حركتا فتح وحماس الانتصار الثالث لتختتما به العام 2012 كعام للانتصارات؟؟ هذه الاسئلة وغيرها طرحتها وكالة معا على القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل.

البردويل في حديث خاص أجرته مراسلة معا هدية الغول، أكد أن الانتصار العسكري والسياسي اللذان تحققا وما تبعهما من التفاف شعبي كبير جدا ووحدة على الارض لن يضيع سدى كما يتصور البعض ولن يكون مجرد حادثة عابرة مرت، وإنما سيؤسس لخارطة طريق للمصالحة تقوم على اساس المواجهة للاحتلال.

وقال البردويل: "ما حدث نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية حيث اجمع الطرفان على منهج واحد وهو منهج مواجهة الاحتلال الاسرائيلي"، مبينا ان المطلوب فلسطينينا هو البناء والاستفادة من الانتصار العسكري والسياسي من خلال تحقيق الوحدة على الارض ضمن امرين هما اعادة بناء المؤسسة الفلسطينية بحيث تضم الجميع والأمر الثاني تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة تعمل على ادارة الامور بشكل مشترك في الضفة والقطاع الى حين البت في عملية الانتخابات في الضفة والقطاع والقدس بشكل ديمقراطي.

وأشار البردويل الى أن هذين الامرين يحتاجان دعوة الرئيس محمود عباس قادة الفصائل للشروع في بحث آليات اعادة صياغة المنظمة ودعوة اخرى للمجلس التشريعي الفلسطيني لان ينعقد دون النظر الى الاغلبية والأقلية، مشددا على أن "المهم أن ينعقد لوضع خطة لإدارة السلطة بشكل منتظم بين الضفة والقطاع بعيدا عن الأحزاب".

وأكد البردويل أن هذين الامرين سيؤسسان لمصالحة عاجلة، مبينا أن الاسابيع والأيام القادمة ستشهد مثل هذه الاجتماعات التي ستؤدي الى انطلاقة كبيرة جدا في موضوع المصالحة على الارض.

المصالحة اولوية:

المصالحة الفلسطينية أولوية لدى حركة حماس- كما أكد البردويل- مبينا أن القارئ لخطاب رئيس المكتب السياسي خالد مشعل يستطيع أن يستخلص انه وضع خارطة للمصالحة وبدأها بالاعتراف بالأخطاء ويجب أن "نطبطب" الجروح ويجب أن نتجاوز وفتح صفحة جديدة وعفا الله عما سلف ولنبدأ- بحسب البردويل.

واعتبر أن خطاب مشعل يمثل منتهى الجدية ويعبر عن توجه حركة حماس في أنها لا ترى في المصالحة مناورة ولا تكتيكا سياسيا وإنما ترى فيها مصلحة حقيقية للشعب الفلسطينية.

ودعا البردويل إلى عدم التعلل بأن حماس غير جاهزة بسبب الانتخابات مؤكدا جهوزية حركته حتى آخر لحظة في قيادتها الحالية، مبينا أن رئيس المكتب السياسي الأستاذ خالد مشعل معه صلاحية كاملة لتوقيع أي اتفاقات حتى اليوم الذي ينتهي فيه عمله كرئيس للمكتب السياسي.

وشدد البردويل: "ضعوا حماس امام مسؤولياتها وانتم اعملوا وفق مسؤولياتكم".

الرعاية المصرية:

وحول الظروف الميدانية والسياسية التي تعصف بالقيادة المصرية وتأثيرها على المصالحة قال البردويل: "مع احترامنا للرعاية المصرية لكن هناك امور من الممكن ان تتم داخليا دون الحاجة الى أي دولة مضيفا:" من الممكن في ظل الظروف الحاصلة في مصر ان نبدأ في تدشين هذا الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني".

وأكد البردويل أن القيادة الفلسطينية تحتاج للرعاية المصرية والعربية لتشكل لها حماية من "التغول" الاسرائيلي، مشددا " انه لم تتوفر شبكة امان مالية عربية لا يمكن للمصالحة ان تسير وإذا ما توفرت شبكة امان سياسية عربية على راس هذه الشبكة مصر المصالحة لا تجدي ولن يقبلنا احد في العالم".

وتابع البردويل: "نحتاج الى عمق وظهر عربي نريد ان نعيد القضية الفلسطينية الى عمقها العربي والإسلامي ليتحمل العرب والمسلمون كل ما عليهم من تبعات سواء تبعات سياسية او مالية لذلك نفضل وجود مصر ووجود عربي لحماية المصالحة هذا هو المهم".

الجدل حول الكتيبة:

اما فيما يخص الجدل الذي رافق المكان المخصص للاحتفال بانطلاقة حركة فتح اكد البردويل ان حركة فتح ستنظم انطلاقتها بما يليق بتاريخها النضالي دون اعطاء الفرصة لأحد بتوتير الأجواء، قائلا:" انطلاقة حركة فتح يجب ان تكون ضمن المصلحة العامة وليس ضمن المناكفات السياسية هناك ضوابط تتعلق بالنظام العام وما زلنا في مرحلة بداية المصالحة لا نريد ردات فعل تؤدي الى مناكفات تسمم الاجواء ولذلك ضبط النظام العام وترك الفرصة لحركة فتح ان تحتفل بانطلاقة تليق بها هذا امر مهم جدا".

وأضاف البردويل: "الذين يدخلون على الخط لتوتير الاجواء لن يفيد حركة فتح ولا يمكن ان تمرر هذه الفرصة دون ان تقيم انطلاقتها بشكل منظم وتوجه خطابها للشعب الفلسطيني"، مبينا ان حركة فتح اقتنعت وهي تبحث بمكان يليق بمهرجان كبير ممكن ان يكون في اليرموك او أي مكان اخر.

وأكد البردويل على حق حركة فتح في عرض برنامجها وتوجهاتها نحو المصالحة كما فعلت حماس وغيرها من الفصائل، مشددا ان الشعب ينتظر ذلك.

رئيس المكتب السياسي:

وبين البردويل أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يصر على اخذ استراحة مقاتل رغم رفض كل المرجعيات في حركة حماس، معربا عن أمله في أن يكون قد غير قناعاته بعد بعد زيارته لغزة ويعود ليواصل مشواره في هذه الفترة الحساسة.

ولفت البردويل انه لا بوادر لدى مشعل بالتراجع عن قراره ولكن اذا اصر فإن المجلس الشورى لحماس سينعقد وينتخب قيادة جديدة تعمل وفق برنامج عام ومحدد وفق البردويل

التهدئة:

وفيما يخص التهدئة أكد البردويل أن المقاومة فرضت جزءا هاما من شروطها خاصة ما يتعلق بعدم التعهد بتطوير السلاح كما ارادت اسرائيل، مبينا أنهم تلقوا وعودات من الجانب المصري بفتح المعابر ورفع الحصار.

وأكد البردويل أن التهدئة مصلحة وطنية فلسطينية قائلا: "حققنا شروطنا وأشركنا مصر ووضعناها امام مسولياتها".

وأضاف البردويل: "كل اختراق نبلغ به الجانب المصري لمراجعة العدو لكن في كل الاحوال مجموع الخروقات نقوم بحصرها ووضعها في ميزان وهل آن الاوان للرد ام نصبر، "مؤكدا ان الرد على أي خروقات إسرائيلية للتهدئة تتم بالتوافق الداخلي للمقاومة والتوافق المصري... لكن القاعدة العامة نحن لا بد ان يكون بيدنا قرار انهاء التهدئة أو استمرارها بتوافق وطني فلسطيني وتوافق عربي، بحسب البردويل.