|
اعطوا جون كيري شهرا واحدا فقط لنعرف حقيقته
نشر بتاريخ: 22/12/2012 ( آخر تحديث: 24/12/2012 الساعة: 09:01 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - انحطّت مكانة وزارة الخارجية الامريكية بشكل مهين في السنوات العشر الماضية بسبب مواقفها المنافقة ضد القضية الفلسطينية ، ونذكر اخر لقاء جمع وزير الخارجية الامريكي كولن باول بالزعيم عرفات داخل المقاطعة ، والتهديدات التي نقلها اليه حين قال له : انا اخر رجل في البيت الابيض يتضامن معك واذا خرجت من هنا دون ان نتفق فانها ستكون نهايتك .
صورة عرفات وهو ينتظر باول بباب المقاطعة بين اكياس الرمل خلدت في الذاكرة ولا نستطيع نسيانها . ولكن باول انهى حياته السياسية حين غمس يديه بدم الشعب العراقي وخرج على منصة الامم المتحدة وكذب على العالم ان العراق يملك اسلحة الدمار الشامل ثم اتضح ان المخابرات الامريكية ضحكت عليه وضلّلته فظهر امام 7 مليار نسمة انه اكثر كاذب حقير في التاريخ المعاصر . ثم جاءت كوندليسا رايس وهي التي غمست يدها وعقلها في الدم العراقي والفلسطيني واللبناني ، وكانت المشرف الاول على حرب تموز 2006 وحرب غزة 2008 حتى قام الاخ منتظر الزيدي بضرب الرئيس بوش بالحذاء في وسط بغداد وطوينا هذه الصفحة السوداء من تاريخنا مع امريكا . ثم جاءت هيلاري كلينتون وكانت تمثّل القفازات الناعمة للادارة الامريكية ، وكم حاولت هذه الوزيرة ان تلعب دورا ايجابيا في المنطقة الا انها كانت مجرد رهينة بيد اللوبي الصهيوني في امريكا ، ولم يسجّل لها التاريخ اي انجاز باستثناء انها " منافقة " اخرى تنضم لقافلة المنافقين الطويلة التي عملت ضد شعوب المنطقة . وبعد ان شربت من مياه المغرب العربي في اخر زيارة تعرضت للتسمم واغمى عليها فاصيبت بارتجاج بالمخ وهي الان طريحة الفراش . وقد يعرف القارئ العربي او لا يعرف . ان وزارة الخارجية الامريكية جرى تأسيسها على جد الزعيم الامريكي الكبير جورج واشنطن عام 1789 ، وهي بعكس وزارات الخارجية العربية التي عادة ما يتولاها زوج ابنتة الزعيم ، لانها هيئة شبه مستقلة تدير مصالح امريكا في ارجاء المعمورة وهي ثاني اهم منصب بعد الرئيس . كما ان غالبية المبعوثين الامريكيين الذين ترسلهم وزارة الخارجية لحل معضلة الشرق الاوسط ، مجرد مراسلين ينقلون الرسائل من البيت الابيض ، وهم غير مقررون ، وان كانت الصحافة الفلسطينية والعربية تنشر صورهم على الصفحة الاولى الملوّنة الا انهم في واشنطن لا يجلسون على طاولة القرار ويجري تصنيفهم من الدرجة العاشرة في مستوى القادة هناك . فوزير الخارجية هو الذي يقرر . جون كيري ، حارب مع جيش الاحتلال الامريكي في فيتنام ، وقاتل ضد ثورة الفيتكونغ الشهيرة ، واصيب هناك قبل ان تجر امريكا ذيول الهزيمة وتوقف حرق اطفال فيتنام بقنابل النابالم . وهو مرشح رئاسة سابق ، ومن الاغنياء ، ومن المتشددين في الدفاع عن يهودية اسرائيل . وقد اعرب اللوبي الصهيوني في امريكا عن ارتياحه الكبير لاختيار كيري في هذا المنصب . بعض السياسيين في العواصم العربية وفي رام الله متفائلون بشأن كيري لانه ضد التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة ، لكن الحياة علمتنا ان ننتظر ونفحص جديدا ، ولكننا لن ننتظر كثيرا ، لان شهر واحد سيكفي لنعرف حقيقة التزام هذا الرجل بمبادئ الشرف السياسي والثقافة الانسانية وسنعرف اذا كان مجرد موظف تافه بيد اللوبي الصهيوني او انه من تلاميذ جورج واسنطن موحد ومحرر امريكا من العبودية . يقول المثل الشعبي الفلسطيني : اللي بيمشي على رجليه لا تحلف عليه . اي ان كل ادمي وطالما هو يتنفس يمكن ان يغيّر مواقفه ويفاجئك ويخون عهودك . |