|
روضة صديقة للبيئة وناد إعلامي لأطفال طوباس
نشر بتاريخ: 23/12/2012 ( آخر تحديث: 23/12/2012 الساعة: 17:44 )
طوباس - معا - أعلنت جمعية طوباس الخيرية ومركز التعليم البيئي ووزارة الإعلام عن إطلاق روضة صديقة للبيئة ونادي الإعلام الصغير، بالتزامن وفعاليات شهر البيئة، الجارية في عدة محافظات منذ مطلع كانون أول الجاري.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدأ 120 طفلاً من الصفوف التمهيدية، بإشراف خمس معلمات، في التفاعل مع قضايا بيئية، واستمعوا لتدريب عملي تناسب وإدراكهم، وسرعان ما شرعوا في تدريبات عملية للحفاظ على نظافة البيئة، وتجنب قطف الأزهار. فيما حملوا رسالة شفهية إلى أولياء أمورهم لتبني مبادرة غرس شجرة أو زهرة باسم كل واحد منهم في حدائق منازلهم أو في أراضي عائلاتهم؛ ليتعلموا سبل الحفاظ عليها ولتشجيعهم لرعايتها في المستقبل. وأختار غالبية الصغار، في حوار أداره الصحافي المهتم بالبيئة عبد الباسط خلف، أشجار الزيتون والجوافة وأزهار الورد الجوري وكروم العنب لتحمل اسمهم، فيما تلقوا تدريباً على محاربة النفايات العشوائية، وأخذوا ينظفون ساحة روضتهم، ويضعون نفاياتها في الحاويات. وتعالت أصوات زينة وسديل وياسمين وغسق وآدم وسائد وروعة وعبيدة وآدم وأوس وكيان وعمرو ونور والعشرات من الأطفال والزهرات، وهم يختارون الشجرة التي ستلتصق بأسمائهم، والأمكنة التي سيختارونها لغرسها.. ومنح الأطفال فرصة للتعبير عن الذات في قضايا البيئة، في محاولة لبناء نواة لناد إعلامي، يتولى مهمة تأسيس ثقافة التفاعل مع المواقف المختلفة، والابتعاد عن الخوف والخجل من إبداء الرأي، والطلاقة في الحديث، وهو ما تفتقده في الغالب شريحة الأطفال. وتمعن الأطفال والزهرات بصور ومشاهد بيئية تتحدث عن أزهار فلسطين، وطلب منهم التعليق عليها، ودونت عباراتهم حول سبل حمايتها، وطرق نقل رسائل الحفاظ عليها إلى الكبار. وبعد وقت قصير، شكلوا بأجسادهم مجسماً لزهرة كبيرة، وكرروا الرسائل التي وصلتهم في أول "وجبة" تدريبية. وقالت رئيسة جمعية طوباس الخيرية مها دراغمة، إن غياب التربية البيئة في مجتمعنا، هي التي دفعت إلى تبني هذه المبادرة، في محاولة للبدء بثقافة مختلفة، تسعى إلى تغيير الواقع القائم، الذي لا يسُر صديقاً. وأوضحت أن الجمعية قررت التحول التدريجي إلى مفهوم الروضة الصديقة للبيئة، وستُعلم الأطفال بشكل دوري ودائم العديد من المفاهيم الخضراء، والقدرة على التعبير عن الذات، وستفرض حظراً على بيع المسليات التقليدية، وستشجع تداول أطعمة طبيعية وتراثية وفاكهة وأعشاب طبيعية، مثلما ستوزع حاويات لفرز النفايات داخل الروضة، وستعلم الأطفال صناعة (الكمبوست) من مخلفات الأطعمة. من جانبه، ذكر المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض، أن تشجيع مبادرات رياض الأطفال الصديقة للبيئة، يحمل قيمة تربوية مستدامة، ويصقل شخصية الأطفال بشكل مغاير عن النمط السائد، ويصنع وعياً في مرحلة مبكرة من عمرهم؛ ما يعني أنه يشكل ضمانة للتغيير المستقبلي، ويترجم الوعي البيئي إلى ممارسات نفتقدها اليوم. بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف، أن هدف بناء نوادً للصغار تدمج الإعلام بالبيئة، يحمل قيمًا متقدمة، ويساعد على تبديد الصورة النمطية، ويمتن من قدرة الصغار المستقبلية للتعبير عن الذات، وإيصال الأفكار والمفاهيم المكتسبة لديهم للكبار، وبخاصة أن الأجيال السابقة لم تحظ بفرصة للتعلم البيئي منذ الطفولة، وغابت عنها مهارات لتنمية ملكة التعبير عن الذات. وأضاف: نحتاج لأطفال يفكرون بالبيئة والأرض والوطن، ويُعلمون الكبار، ويُعبرون بفعالية عن كل ما يشاهدونه من احتلال وحصار وتعطيش ونهب للأرض والماء وممارسات مجتمعية لا تراعي البيئة وتستخف بالحياة. |