|
دائرة سليمان الحلبي تنظّم سلسلة محاضرات فكرية
نشر بتاريخ: 24/12/2012 ( آخر تحديث: 24/12/2012 الساعة: 11:12 )
رام الله- معا- عقدَتْ "دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعمارية والتحرر المعرفي" سلسلة من المحاضرات الفكرية، قدّمها الباحث في العلوم الاجتماعية وفلسفتها الأستاذ الجامعي خالد عودة الله، واستضافتها مكتبة بلدية البيرة العامة، وكان أبرز هذه المحاضرات محاضرة بعنوان" سياسات الواقع الافتراضي و حل النزاعات في الحداثة المتأخرة ـ دولة فلسطين نموذجاً".
وتطرّق عودة الله إلى مفهوم الحداثة، معتبراً أنه من الخطأ فصل الحداثة عن سياقها الإستعماري، فالحداثة أَنجزت ذاتها من خلال علاقتها بالإستعمار، ويترافق مع الحداثة المتأخرة مفهوم العولمة الإشكالي، حيث يتم توصيف العولمة على أنها اجتماع العالم على إنتاج منتج يمكن تسويقه عالمياً، لكن العولمة فعلياً هي ما يتم إنتاجه في أوروبا، وعولمته ونشره في باقي القارات، التي يتم تعريفها على أنها فارغة من النشاط العقلي ومن السكان، مبيّناً انه "يمكن في هذا السياق استحضار واقع الإستعمار الصهيوني الذي هو حداثي بامتياز، ورؤيته للمجتمع الفلسطيني البدوي، ومن لا يدرس المشروع الصهيوني ضمن سياقه الحداثي لا يمكنه التعامل معه بشكل صحيح". كما أشار عودة الله إلى ما بات يُعرف بـِ "حل النزاعات"، حيث أن الأمور أصبحت توصف بأنها "نزاعات" بعد أن كانت "قضايا" مشحونة بحمولتها الروحية والتاريخية، والنزاعات كما هو معروف تحتاج لمعادلات رياضية تتطلب آليات معيّنة، فالمهم في النهاية هو حل النزاع وليس تفكيكه أو تفسيره. وفي سياق حديثه عن الاعتراف بـِ "الدولة الفلسطسينية"، أوضح عودة الله أن هذا يمكن تسميته بـِ "الواقع الافتراضي" على غرار "الفضاء الافتراضي"، وهو ما يَعني أن الدولة الوليدة لا تملك مقومات الدولة، إلا أنه يجري التعامل معها وكأنها موجودة كما في الألعاب الافتراضية، ويأتي هذا لتسهيل قولبة فلسطين والفلسطيني، حتى يسهل السيطرة عليه، فالدولة جسم قانوني، له منافذه للسيطرة، فعندما تنّفذ المقاومة عملاً عسكرياً في المستقبل سيكون من السهل تجريمها وفقاً لمنظومة القانون التي جرى صبّ الفلسطيني فيها. وختم عودة الله محاضرته بالتأكيد على أن هذا المسار ليس إجبارياً، مشددا على قدرة الانسان والجماعات على خلق ثغرة في النظام لتحقيق التحرر الذي يتطلعون إليه، والذي هو أكبر من الدولة. يُذكر أن هذه المحاضرة هي واحدة من سلسلة محاضرات عقدتها الدائرة، كان من بينها: "غزة تنتصر: من الأيديولوجيا إلى الإستراتيجيا"، و"نظرية الفوضى والنُظُم المعقدة: بناء منظومات السيطرة ومقاومتها"، و"قراءة في مدارات صوفية لهادي العلوي". يُشار هنا إلى أن "دائرة سليمان الحلبي" هي تجمّع شبابي ثقافي حديث النشأة، يهدف إلى البحث عن مخرج من النفق المعرفي الإستعماري، والمساهمة في تشكيل وعي جاد بالمنظومة الإستعمارية. |