|
مركز عمارة التراث بالجامعة الإسلامية ينظم معرض "من بين ثنايا الماضي" في البلدة القديمة بمدينة غزة
نشر بتاريخ: 03/03/2007 ( آخر تحديث: 03/03/2007 الساعة: 16:05 )
غزة- معا- دعا مختصون وأكاديميون ومؤرخون إلى الاهتمام بالمعالم والآثار بمظاهرها المختلفة، وأهابوا بوزارة السياحة والآثار لأخذ دورها في الحفاظ على الطراز المعماري الأثري في مدينة غزة، واعتبروا أن هذه المعالم تمثل وثيقة دامغة على هوية هذه المقدرات، وشجعوا السياحة العلمية والثقافية.
وردت هذه الأقوال خلال حفل افتتاح معرض من بين ثنايا الماضي الذي نظمه مركز عمارة التراث التابع لقسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة في الجامعة الإسلامية بغزة، وقد حضر فعالية الافتتاح كل من: الدكتور كمالين كامل شعث -رئيس الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور محمد عسقول -نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشؤون الأكاديمية، والدكتور يوسف المنسي -عميد كلية الهندسة، والدكتور عبد الكريم محسن -رئيس قسم الهندسة المعمارية، والدكتور محمد الكحلوت -رئيس مركز عمارة التراث، والمهندس محمود البلعاوي -نائب مدير المركز، والمهندس رفيق مكي -نقيب المهندسين، والمهندس جمال سكيك -عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، والمهندس صلاح السقا -مدير مكتب مؤسسة أنيرا في قطاع غزة، والأستاذ منذر الغماري -مدير دائرة أوقاف غزة، والدكتور محمد السوسي -مدير بعثة فلسطين في الإغاثة الإسلامية، والأستاذ محمد لولو -ممثل وزارة الثقافة، والمؤرخ الدكتور سليم المبيض، ولفيف من المثقفين والمؤرخين والمهندسين المعماريين. المهمة المجتمعية والوطنية والقومية: وقد أكد الدكتور شعث على أن دور الجامعة الإسلامية يتعدى تقديم خدمة التعليم العالي إلى الاهتمام بالمجتمع، وخدمة قضاياه، والمساهمة في تلبية احتياجاته، ووضعها في الاتجاه الصحيح. وبين الدكتور شعث أن مركز عمارة التراث بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية يعمل باجتهاد لإثارة العديد من القضايا المجتمعية، وإيجاد تفاعل بين المجتمع والطلبة، فضلاً عن أنه يتيح مناخاً صحيحاً حتى يتقدم في هذا الجانب. وشدد الدكتور شعث على الأهمية التي يستمدها التراث، وعزا ذلك لكونه يعطي أساساً للمجتمع؛ حتى ينمو وينطلق وهو متجذر بأصوله، واعتبر الدكتور شعث حفظ التراث مهمة مجتمعية ووطنية وقومية. السياحة الثقافية والعلمية: من جانبه، تحدث الدكتور الكحلوت عن مركز عمارة التراث بالجامعة واهتمامه بالمباني التاريخية والأثرية في قطاع غزة عامة، ومدينة غزة خاصة، ولفت الدكتور الكحلوت إلى أن مركز عمارة التراث بالجامعة الإسلامية يعمل على استحضار الماضي المليء بالمعالم الأثرية، والتي تشكل الموروث الثقافي والحضاري. وأوضح الدكتور الكحلوت أن اختيار مكان المعرض في أحد البيوت الأثرية المهجورة يأتي في سياق البحث، وبيان إمكانية استخدامه بعد ترميمه، علاوة على التأكيد لأهل البلدة القديمة في مدينة غزة على امتلاكهم موروثاً يجب الحفاظ عليه. وحث الدكتور الكحلوت على أهمية السياحة الثقافية والمعمارية في البيوت القديمة، ودعا المهتمين لإعداد أبحاث تطبيقية ودراسات علمية، إضافة إلى الحفاظ على النسيج المعماري للبلدة، وشكر الدكتور الكحلوت آل الغلاييني وممثلهم أبو شاهين الغلاييني، لمساهمته في إعداد الترتيبات الخاصة بإقامة المعرض في داخل منزلهم. واستعرض الدكتور الكحلوت عدداً من إنجازات المركز، ومنها: إعداد الدراسات الفنية لعدة مواقع في قطاع غزة، وإعداد أرشيف يضم معلومات عن المناطق الأثرية في القطاع، مع تزويد هذا الأرشيف بالصور الفوتوغرافية، إضافة إلى عقد الدورات بالتعاون مع المؤسسات الثقافية والإقليمية، مثل: مؤسسة الأغا خان الثقافية بجمهورية مصر العربية، وطالب الدكتور الكحلوت الوزارات والمؤسسات والبلديات بالتعاون المشترك لوضع الخطط والبرامج الرامية للحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري في فلسطين. الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية: أما المهندسة نشوى الرملاوي -رئيس اللجنة التحضيرية للمعرض فبينت أن الهدف من الزيارات الميدانية للمنازل والأماكن الأثرية ينطلق من العمق الذي تكتسبه تلك الأماكن، وصولاً إلى مرحلة تكوين طابع مميز من خلال بصمة واضحة تترك موروثاً قوياً يستحق الخلود. وأشارت إلى أهمية ربط الماضي بالحاضر، وكيف أن الحضارة والثقافة تمتدان بعمر أجيال سواء كان ذلك في أسلوب الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، وتناولت المهندسة الرملاوي الجهود التي قامت بها اللجنة التحضيرية للتنظيم للمعرض وصولاً إلى ترتيبه وعقده في بيت مهجور منذ سنوات عديدة ليكون تحفة معمارية. من ناحيته، بين أبو شاهين الغلاييني- مضيف المعرض- أن البيت يعود إلى الجد الثامن له، وأنه يقع في شارع الغلاييني، الذي كان يسكنه قرابة (90%) من أبناء العائلة، مضيفاً أنهم كانوا يعملون بالتجارة، ولفت إلى أنه بعد الخمسينات بدأ سكان الشارع ينتقلون إلى أماكن أخرى بحكم طبيعة الأعمال التي كانوا يقومون بها. ووصف الغلاييني إقامة المعرض بالعمل الطيب، وأثنى على اهتمام مركز عمارة التراث بالجامعة الإسلامية بهذه الأنشطة الهادفة, داعياً وزارة السياحة والآثار إلى أخذ دورها فيما يخص منع بيع هذه البيوت وتحويلها إلى متاحف. جدير بالذكر، أن معرض "من بين ثنايا الماضي" يضم العشرات من اللوحات التي أعدها طلبة مساقات: الرسم الحر، والرسم باستخدام الحاسوب، وإعداد المجسمات، وهي المساقات التي يطرحها قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة بالجامعة، ومن المقرر أن تستمر أعمال المعرض الذي ينظم في منزل الغلاييني بالقرب من حمام السمرا في البلدة القديمة بمدينة غزة حتى يوم الخميس الموافق الثامن من آذار -مارس- الجاري. |