وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

توعية خضراء في شوارع مدينة طولكرم ومحاضرة بيئية لسيداتها

نشر بتاريخ: 27/12/2012 ( آخر تحديث: 27/12/2012 الساعة: 16:32 )
طولكرم- معا - اختار 20 متطوعاً لفت أنظار أهالي طولكرم إلى بيئتهم عبر جولة ميدانية طافت شوارعها، وتوقفت منذ الصباح في ميدان جمال عبد الناصر، حاثة الأهالي على الالتفات إلى بيئتهم، ومحاربة الممارسات السلبية التي تشوه المدينة وتنقص من جمالها.

وأطلق المتطوعون الذين ارتدوا الزي الموحد الأبيض وعبارات خضراء روجت لغرس الأشجار، رسائل شفهية، وفتحوا نقاشات تفاعلية مع المارة والتجار والسائقين في شوارع باريس والسوق التجاري والحسبة ومجمع السيارات، تم ذلك نشاط نظمه مركز التعليم البيئي بالتعاون مع متطوعي اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني وطلبة الجامعات، تزامن وفعاليات شهر البيئة، التي ينفذها المركز في محافظات الوطن منذ مطلع كانون أول الجاري.

وتنقل الناشطون بين المتاجر، ووزعوا ملصقات روجت للبيئة وحذرت من الاحتباس الحراري، وسلطت الضوء على التنوع الحيوي وتلوث الهواء وأهمية غرس الأشجار والمواصلات الخضراء والطاقة النظيفة، وأشارت إلى التحديات التي تواجه فلسطين، بفعل الاحتلال من جهة، والممارسات الفردية التي تنتهك عناصر البيئة وتتلف توازنها.

وقالت المتطوعة جمانة شاهين، وهي تحمل عشرات الملصقات إن البيئة في طولكرم وسواها من المدن الفلسطينية بحاجة إلى بذل مجهود متواصل لتغيير الحالة الراهنة، ولنقل فكرة الحفاظ عليها إلى الأجيال القادمة.

وأشار شادي ابو جراد عضو سكرتاريا اتحاد الشباب الديمقراطي، أن الفعاليات الميدانية تسعى إلى نقل رسالة للمواطنين، وتسليط الضوء على أشكال الانتهاكات التي تلاحق البيئة، وبخاصة وأن طولكرم تلاحقها مصانع الكيماويات الخطيرة في المستوطنات الإسرائيلية التي تنهب أرضها.

وتحدثت سيدة الأعمال لولو ذياب عن المشهد البيئي غير المعقول في طولكرم، وبخاصة في ظل عدم وجود كاف للحاويات، وسط السوق التجاري، وانتشار النفايات العشوائية في الكثير من الأمكنة، وغياب الوعي البيئي.

فيما عبّر التاجر سامي أبو الحسن عن رضاه من الحملة، وقال إنها ضرورية لحث المواطنين على تصحيح سلوكهم، ومراعاة النظافة في الأسواق والبيوت، والتوجه إلى ألأرض وغرس الأشجار والمحافظة عليها.

وبدوره، أكد المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض أن الرسائل التي يسعى شهر البيئة لإيصالها مهمة لجهة إعادة تبني ممارسات صديقة للبيئة، والتفكير في حلول عملية تخفف من التداعيات الخطيرة التي تزداد وتيرتها، بفعل الممارسات السلبية في مجتمعنا، وأكد أن الأنشطة الخضراء أثمرت عن إطلاق عدة مبادرات في محافظات الوطن استهدفت النساء والأطفال والشباب وطلبة الجامعات، في حراك بيئي ميداني.

وفي سياق موازٍ، شهدت مركز العودة لرعاية الطفولة والشباب في طولكرم حلقة حوارية استهدفت نحو 60 سيدة وفتاة، عالجت قضايا البيئة وسعت إلى تصويب الكثير من الممارسات غير الصديقة لها.

وأستعرض منسق فعاليات شهر البيئة الصحافي عبد الباسط خلف في الحوار قضايا التنوع الحيوي، والتغير المناخي، والمبيدات الكيماوية السامة، ومفهوم الزراعات العضوية، وتحدي التوسع العمراني الذي يلتهم الأراضي الزراعية الخصبة، ومشكلة الجفاف وتلوث المياه ونهبها من الاحتلال.

وقال إن وسائل الإعلام المحلية تبالغ في ملاحقة الرياضة والسياسية والاقتصاد والموضة والمطبخ ، وتغيّب البيئة من أجندتها، أو تتناولها بشكل موسمي، وبخاصة في أوقات الكوارث والأزمات فقط.

واستعرضت النساء مجموعة تحديات تتصل بسلامة المنتجات الغذائية والأطعمة المصنعة، وتلوث الهواء والمياه، والرعي الجائر، وغياب شبكات الصرف الصحي، والمبيدات الكيماوية، وصناعات الاحتلال الخطيرة التي أقامها على أراضي المدينة المحتلة، وممارساته التي لا تكتفي بقتل البشر، فتدمر الأرض وتلوث الهواء وتنهب المياه، كما انتقدت المشاركات غياب حملات التوعية بشؤون البيئة، وعدم اعتبارها أولوية.