وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

.. ليس كمثله عرس

نشر بتاريخ: 29/12/2012 ( آخر تحديث: 29/12/2012 الساعة: 19:04 )
.. ليس كمثله عرس
بقلم: بدر مكي
المئات من الرياضيين من اعضاء الهيئات العمومية للاتحادات الرياضية وغيرهم، جاؤوا من مختلف محافظات الوطن للادلاء بأصواتهم لانتخابات الاتحادات الرياضية، في سابقة هي الاولى من نوعها، عبر عن عرس رياضي بامتياز، وتجلى هذا العرس، بأن هذه الانتخابات قد جرت في رئتي الوطن بالتزامن، وسط حضور القيادة السياسية وممثل الرئيس ابو مازن، الذي اشاد بالحراك الرياضي ووحدة العمل الرياضي.

ويحمل العرس الرياضي من يوم الجمعة الماضي، العديد من المضامين التي تعبر اولا عن وحدتنا الوطنية ووحدة الجغرافية الفلسطينية، وكذا نسيجنا الاجتماعي والوطني، وتجسد ذلك، من خلال الكلمة التي القاها اللواء الرجوب، مؤكدا دائما وكعادته على البعد الوطني للانتخابات وحيادية الحركة الرياضية عن أية اجندة كانت.

كانت قاعات ابراج الزهراء برام الله ومقر اللجنة الاولمبية بغزة، يعج باعضاء الهيئة العامة لاكثر من تسع اتحادات جرت انتخاباتها بسلاسة، بعد جهد رائع من اللجان المشرفة، وكذا اللجنة الاولمبية التي وصلت الليل بالنهار للوصول بالعرس الى المرامي المرجوة، وهكذا كان بفعل تواصل اللواء الرجوب واصراره على المضي قدما نحو التأسيس لعملية ديمقراطية والتي هي جزء من مشروعنا الوطني.

وكانت وحدة الجغرافية.. احد هموم اللواء جبريل ونجح في ان تكون لرئتي الوطني كلمة واحدة في كل اتحاد.. وادرك ما للشتات من نصيب في هذه المجالس.. وخصص لها مقاعد تليق بهذا الشتات المناضل.

وفي موضوع النسيج الاجتماعي.. فقد بادر الى تخصيص مقعد للاناث، في سبيل تطوير اللعبة واعطاء المرأة حقها في الحركة الرياضية كونها ام الشهيد واخت الاسير.. وشريكة في النضال الوطني.

وفي موضوع العلاقات الدولية.. فان ربط اتحاداتنا اقليميا ودوليا والمحافظة على هذه العلاقات.. كانت هاجس الرجل.. فسيكون على تواصل مع هذه الاتحادات في هذا الشأن.. لانها تمثل فلسطين.. التي هي فوق كل اعتبار. وفي شأن المأسسة.. فإن نشر اللعبة في محافظات الوطن، والانطلاق خارجيا.. يحتم على هذه الاتحادات.. ان ترتكز الى موضوع المأسسة.. وتحولها الى مؤسسات فاعلة في العابها.. ويتطلب الامر دورا رقابيا من قبل اللجنة الاولمبية.. التي اكدت انها ستدعم هذه الاتحادات ماديا ومعنويا.. ما دامت تقوم بعملها على اكمل وجه.

ويجب ان لا تنسى هذه الاتحادات.. ان الاستحقاقات العديدة قادمة.. ويتطلب منها بذل المزيد من الجهود.. للوصول الى الاستحقاق الاكبر.. الا وهو «الاولمبياد القادم في ريو».

وبعد كل ذلك.. فان رياضتنا تخدم اهدافنا الوطنية، وليست من قبيل التنافس فقط.. بل ان ابعادها تطال مناحي الحياة لشعبنا في الداخل والخارج.
واذا كانت رياضتنا تبتعد عن الاجندات السياسية والفصائلية.. فهي في حقيقة الامر رياضة سياسية.. مقرونة بأهدافنا الوطنية.. وتحدد لنا بوصلتنا نحو القدس والاستقلال الناجز.. ولا يمكن لنا ان نغفل السياسة في عملنا.. وخاصة في تعاملنا مع محيطنا والخارج.

يبقى ان تنطلق رياضتنا نحو آفاق من العمل والجد والاجتهاد.. ونحن في الاعلام الرياضي.. علينا ان ندعم الانطلاقة الوطنية الجديدة للحركة الرياضية التي تجسد طموحات شعبنا في كافة اماكن تواجده.. ونبارك لاعضاء الاتحادات فوزهم في الانتخابات.. ونطالبها بالعمل على قلب رجل واحد، وفي اطار الفريق الواحد.. وهدفنا الاسمى.. اسم فلسطين.