وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اللجنة المركزية لحزب الشعب تناقش مجمل تطورات القضية

نشر بتاريخ: 30/12/2012 ( آخر تحديث: 30/12/2012 الساعة: 22:10 )
غزة - معا - عقدت اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني اجتماعها الدوري الذي ناقش بإسهاب مجمل التطورات التي تعيشها القضية الفلسطينية خلال المرحلة الراهنة، كما استعرضت المتغيرات التي تعيشها المنطقة وانعكاساتها على القضية الفلسطينية وبحثت في الخطوة اللاحقة لما يلي حصول فلسطين على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة.

كما ناقشت العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع الذي أدى إلى استشهاد 200 مواطن بينهم عشرات النساء والأطفال مواطن وجرح المئات بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل والمنشآت.

وحيت اللجنة المركزية للحزب شهداء شعبنا الفلسطيني وتمنت الشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى الإبطال في سجون الاحتلال، كما حيت بفخر واعتزاز جماهير شعبنا الفلسطيني على الصمود في مواجهة العدوان، كما أشادت بالتلاحم الشعبي الرائع الذي جسد وحدة شعبنا الفلسطيني في مواجهة العدوان وفي مواصلة التمسك بحقوق شعبنا المشروعة،وفي إفشال المساعي الرامية لتكريس الانقسام والتجزئة.

كما وجهت اللجنة المركزية تحياتها لجماهير شعبنا في مخيمات الشتات خصوصا في مخيمات سوريا داعية إلى تجنيبهم ويلات الصراع الدائر هناك وضرورة توفير كل مستلزمات الإغاثة والحماية لهم.

كما هنأت مركزية حزب الشعب جماهير شعبنا بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة وانطلاقة الثورة الفلسطينية.

وناقشت اللجنة المركزية التحضيرات المتواصلة لعقد المؤتمر الخامس للحزب واتخذت سلسلة من الإجراءات التنظيمية على هذا الصعيد، هذا وقد أصدرت اللجنة المركزية في ختام اجتماعاتها البلاغ التالي:

أولا :اعتبرت مركزية حزب الشعب أن التوجه للأمم المتحدة من اجل نيل عضوية دولة فلسطين الذي تمثل بطلب العضوية الكاملة أو رفع المكانة إلى دولة غير عضو ، بالإضافة إلى رفض مواصلة المفاوضات دون وقف الاستيطان والالتزام بمرجعية قرارات الأمم المتحدة ،هدف إلى إحداث تغيير جوهري في قواعد العملية السياسية وإطارها ، كما هدف إلى تحسين الوضع الفلسطيني في توازن القوى القائم في ظل هذه العملية السلمية التي استغلتها إسرائيل لمواصلة الاحتلال والاستيطان ، وبما يحقق اعتماد إستراتيجية فلسطينية جديدة وموحدة في السعي من اجل تحقيق أهداف شعبنا المشروعة وغير القابلة للتصرف ،في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفي مقدمتها حق العودة وفقا للقرار 194.

كما أشارت إلى أن النجاح في حشد الدعم الدولي للاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة ورفع مكانتها رمى بشكل مباشر إلى :

1- تأكيد دور المجتمع الدولي ومؤسساته وعلى رأسها الأمم المتحدة في المسؤولية عن تنفيذ قراراتها وتحقيق السلام في المنطقة ،خاصة في ظل رفض إسرائيل لأي دور للأمم المتحدة في ذلك ،وإصرارها على إعادة إنتاج العملية التفاوضية وفقا لذات الصيغة والإطار الذي أدى لفشلها سابقا والى استغلال إسرائيل لها من اجل المزيد من التوسع الاستيطاني وفرض الوقائع على الأرض.

2- تأكيد مرجعية قضايا التفاوض وفقا لمرجعية قرارات الأمم المتحدة والإرادة الدولية وفي مقدمتها تحديد حدود أراضي الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ،وعاصمتها القدس وفقا لحدود الرابع من حزيران 1967 ،بما يقطع الطريق على مساعي إسرائيل لاعتبار التغييرات التي تجريها على الأرض هي الأساس لأية عملية

تفاوضية وبادعاء كون هذه الأراضي متنازعا عليها.

وفي هذا السياق رأت اللجنة المركزية للحزب أن استعادة دور الأمم المتحدة ومؤسساتها يطرح مقاربة جديدة لأي عملية سياسية لاحقة بالاستناد إلى رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعلى أساس مرجعية قراراتها بما في ذلك إنهاء الاحتلال عن أراضي الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها الأمم المتحدة وبحدودها وبعاصمتها ،وبرفض ووقف الاستيطان بكل أشكاله على أراضيها .

3--إعادة تأكيد هدف إقامة الدولة الفلسطينية ووحدة أراضيها في ظل التشويش على ذلك من خلال تكريس الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية الذي بادرت إليه إسرائيل خاصة منذ الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة ،وكذلك من خلال تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية بما يمزق وحدة أراضي الضفة وتواصلها ،بالإضافة إلى مخطط إسرائيل لتهويد القدس ،وفي ظل مواصلة حصار قطاع غزة ،وبكون كل ذلك يجري في ظل الانقسام الفلسطيني ومخاطر استمراريته ،بما يعني إجهاض مشروع الدولة الفلسطينية وتراجع الدعم الدولي له.

4-تعزيز قرار الأمم المتحدة واستثمار فوائده في تحسين القدرة القانونية والسياسية والدبلوماسية للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وذلك من خلال تطوير العلاقات الثنائية والاعترافات بدولة فلسطين ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي ،و الانضمام والمشاركة في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وفي مؤسسات وهيئات ومنظمات الأمم المتحدة كافة بما يعزز من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وبحقوق الشعب الفلسطيني من جهة ،وبما يوفر فرص مجابهة وملاحقة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي والدولي الإنساني من جهة أخرى.

5-عدم التسليم بتحول السلطة الفلسطينية التي تشكلت كسلطة انتقالية مؤقتة ،إلى سلطة دائمة في ظل الاحتلال ،بل تحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية وحشد الاعتراف الدولي بها وبعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة ،وإنهاء الاحتلال عن أراضيها بوصفه المهمة العاجلة للشعب الفلسطيني ،وإعادة النظر على أساس ذلك في الاتفاقات والالتزامات المبرمة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ،في ظل حماية ما تحقق من مكتسبات في بناء مؤسسات السلطة لصالح بناء الدولة المستقلة .

ثانيا:

شددت مركزية حزب الشعب على أن تحقيق مضمون القضايا المطروحة أعلاه يجعل المهمة المركزية المباشرة إمام مجموع الحركة الوطنية هو الإنهاء الفوري للاحتلال وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية المنشودة والتي اعترفت الأمم المتحدة بها وبحدودها وبعاصمتها ،بالتوازي مع النضال من اجل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار 194،مما يجعل الشعار المباشر في هذه المرحلة هو (الاستقلال ألان) وحشد كل طاقات ومقدرات الشعب الفلسطيني من اجل تحقيق ذلك ، بالإضافة إلى توفير كل عناصر التضامن العربي والدولي من خلال التوجهات التالية :

على الصعيد الفلسطيني :

1- المباشرة بتنظيم تحرك شعبي واسع النطاق ومنظم بصورة مركزية يبدأ باعتصامات جماهيرية موحدة تتسع وصولا إلى التظاهر الشعبي العام في كل أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة ،وبحيث تكون هذه عملية متنامية بما يخلق حالة مقاومة شعبية شاملة للاحتلال وتحت شعار إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية ،ومن الأهمية بمكان أن يشمل هذا التحرك قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية بما فيها القدس تجسيدا لوحدة شعبنا والتفافه حول هدف

إقامة الدولة، إن تنظيم ذلك يتطلب الإسراع في توحيد كافة اطر وهيئات المقاومة الشعبية ،وبناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية من كافة القوى والأطر وتشكيل قيادة مركزية لهذه الجبهة تتولى قيادة وتنظيم وتوجيه التحركات الشعبية مركزيا،بالإضافة إلى تشكيل الأطر واللجان الشعبية في المحافظات ،والاستفادة في تحقيق ذلك من الخبرات الكفاحية الغنية لشعبنا،وكذلك من الحالة المعنوية التي تبعت معركة غزة والتصويت في الأمم المتحدة.

كما إن ذلك يتطلب حشد مساندة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لهذا التحرك وفقا للظروف الخاصة في كل مكان.

2-الإسراع في إنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية على أساس برنامج كفاحي مشترك بالإضافة إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والانطلاق من مضمونه في التعامل مع المستجدات التي نشأت والاستفادة من المناخات الايجابية التي برزت أبان العدوان على غزة والتوجه للأمم المتحدة من اجل تحقيق ذلك ويدعو حزب الشعب في هذا الإطار إلى :

*الإسراع عقد الاجتماع القيادي للجنة تفعيل منظمة التحرير الذي يضم الأمناء العامين واللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني وبعض الشخصيات المستقلة ، وان يعلن في ختام هذا الاجتماع عن بدء خطوات إنهاء الانقسام

* تشكيل مجلس تأسيسي للدولة الفلسطينية لمدة مؤقتة (يمكن أن تكون عام )،وبحيث يتكون من أعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير والمجلس التشريعي وشخصيات وكفاءات وطنية،كمحطة انتقالية إلى حين إجراء الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني و للسلطة التشريعية للدولة الفلسطينية ورئيسها .

* تشكيل حكومة التوافق الوطني على أساس الوضع الجديد ،بما في ذلك إمكانية تقليص الحكومة والأخذ بالاعتبار قرار المجلس المركزي السابق حول حكومة الدولة الفلسطينية.

* التواصل مع كافة تجمعات شعبنا وجالياته وحشد طاقات الشعب الفلسطيني في هذه الوجهة وتفعيل دور منظمة التحرير في ذلك بما فيها تجديد اتحاداتها و مؤسساتها ذات العلاقة بهذه العملية .

3-على صعيد السلطة الفلسطينية :

*إعادة النظر في التزامات السلطة مع إسرائيل وخاصة في المجالين الأمني والاقتصادي وكذلك في كافة المجالات الأخرى بما فيها الخدمات ،والمباشرة بتنفيذ ذلك وفق خطة واضحة .

* تركيز أولوية السلطة ومهمتها المركزية في مساندة ودعم الحركة الشعبية المشار إليها أعلاه من جهة ،وفي دعم الصمود في مواجهة إجراءات الاحتلال المتزايدة ضد شعبنا واستمرار تقديم الخدمات الأساسية له في مجالات الصحة والتعليم بوجه خاص من جهة أخرى ،وتكييف أولويات السلطة وخطتها على أساس ذلك.

*اعتماد خطة وموازنة مالية طارئة ومحددة لمواجهة هذا الوضع وأولوياته ،وتجنيد الموارد لها خارجيا وداخليا ،وربط مجمل عملية الإنفاق بمتطلبات ذلك ،وبالأولويات المشار إليها .

*إن عناصر هذه الخطة تقوم على :تحمل جماعي للعبء المالي بحيث لا يكون ضحيته صغار الموظفين والقطاعات محدودة الدخل وبرامج الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليم ،تحمل مسؤولية تأمين موارد مالية في الحد الأدنى المطلوب وفق هذه الخطة ،من المصادر الخارجية والداخلية ،توجيه حراك شعبي مشروع ضد سلب أموال السلطة من قبل الاحتلال وكجزء من المعركة الوطنية الاشمل لإنهاء الاحتلال ،بحث كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل في المؤسسات الدولية المعنية،التوافق على هذه الخطة مع كافة القطاعات الشعبية في إطار الجهد الجاري لعقد المؤتمر الاجتماعي –الاقتصادي وإثناء التحضير له .

4-المباشرة بإجراء التغييرات في مؤسسات السلطة بما يتناسب مع المكانة الجديدة لدولة فلسطين .

ثالثا:على الصعيد العربي و الدولي:

-التواصل مع الشعوب العربية الشقيقة وقواها الديمقراطية والاستفادة من التحولات الجارية في العالم العربي في دعم نضال الشعب الفلسطيني .

-تركيز الجهد الفلسطيني من اجل مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها بسبب استمرار احتلالها وممارساتها العدوانية المختلفة ،وسياسة التطهير والتمييز العرقي التي تمارسها . -التواصل مع قوى التضامن الدولي وحركات المقاطعة ،وتشكيل لجنة موحدة للعمل معهم في تنظيم حملة تضامن دولي مركزة مع الشعب الفلسطيني،تقوم على المقاطعة ،وعلى فتوى محكمة لاهاي ،وجرائم الحرب وغير ذلك في إطار أن الشعار المركزي الموحد وهو ( الاستقلال الآن ).

-التواصل مع ممثلي الأحزاب والقوى الشعبية العربية والتنسيق معها بهذا الصدد .

رابعا على صعيد الاتفاقيات والمنظمات الدولية والنضال الدبلوماسي :

التحرك مع الأمم المتحدة من اجل تحقيق إنهاء الاحتلال عن أراضي الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها والتمسك بمطالبتها بذلك وبفرض العقوبات على إسرائيل لمخالفتها للقانون الدولي والتنكر لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ..

-المباشرة في الانضمام إلى الاتفاقات الدولية التي تساعد في فضح الاحتلال ومحاسبته على الانتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم الحرب والمس بالمدنيين وفي مقدمة ذلك اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة ،وميثاق روما وغيرها.

-الانضمام إلى كافة المنظمات الدولية والهيئات التابعة للأمم المتحدة وفي المقدمة منها تلك المرتبطة بمساندة نضالنا ضد الاحتلال وممارساته وانتهاكاته المختلفة مثل محكمة الجنايات الدولية وغيرها،وذلك وفق خطة متكاملة متفق عليها.

- تحريك القضايا والاجتماعات الخاصة لمنظمات الأمم المتحدة وفي المقدمة منها التوجه بمثابرة إلى مجلس الأمن في قضايا الاستيطان وغيره ،والدعوة لاستئناف اجتماع الدول السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف ،دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها في إطار (متحدون من اجل السلام )وغير ذلك من الخطوات الهادفة إلى مطالبة الأمم المتحدة باستخدام دورها ومواثيقها لإنهاء الاحتلال عن أراضي الدولة الفلسطينية ،وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني.

-تحريك كل القضايا والإمكانات المتاحة من اجل فرض العقوبات على إسرائيل بسبب استمرار انتهاكها للمواثيق الدولية .

خامسا المفاوضات :

*حذرت اللجنة المركزية من محاولات دفع الجانب الفلسطيني للعودة للمفاوضات الأمر الذي يهدد بإجهاض النجاح الذي تحقق في الأمم المتحدة ودعت إلى ربط أية دعوة للمفاوضات بوقف الاستيطان والالتزام بمرجعية القرارات الدولية ، وضمان رعاية الأمم المتحدة ،من خلال مؤتمر دولي لأية مفاوضات جديدة وعلى أساس كونها مفاوضات بين دولتين والهدف منها :إنهاء الاحتلال عن أراضي الدولة الفلسطينية ،وحل قضية اللاجئين استنادا إلى القرار 194.