وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أنصار الأسرى : عام 2012 .. الأسرى إرادة التحدي والصمود

نشر بتاريخ: 31/12/2012 ( آخر تحديث: 31/12/2012 الساعة: 19:58 )
غزة - معا - قال تقرير أصدرته منظمة أنصار الأسرى عن واقع الأسرى الفلسطينيين في عام 2012 بعنوان 'الأسرى إرادة التحدي والصمود' أن تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة كان وما زال عاملاً مؤثراً في تاريخ القضية الفلسطينية، وأن الحركة الفلسطينية الأسيرة سطرت أروع أمثلة إنسانية في الصبر ومكابدة المعاناة، في ظل ظروف مأساوية اضطر خلالها عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين تحمل أسابيع متواصلة بل أشهر عديدة، وهم يرزحون تحت التعذيب وسياط جلادي الاحتلال في أقبية التحقيق، ويتجرعون القهر سنوات مديدة على أيدي السجانين وأفراد 'الشاباك'، وأن قدرة الأسير على تحمل تلك الظروف وبقائه إنسانا يمثل معنى عظيما في الدفاع عن الحق في الحياة.

4585 أسيراً
وأشارت المنظمة إلى أن عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال بلغ حتى نهاية العام الحالي (4585) أسيرا موزعين على قرابة 17 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف ، منهم 11 أسيرة فلسطينية، و 175 طفلا؛ أعمارهم أقل من 18 عاما تحرم القوانين اعتقالهم، و180معتقلاً إداريا دون تهمة أو محاكمة، و 12 نائبا من نواب المجلس التشريعي .

وأوضح التقرير أن سلطات الاحتلال تعتقل 110 أسيرا منذ ما قبل اتفاقية أوسلو للسلام التي وقعت بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عام 1993، وهم ما يعرفون اصطلاحا بالأسرى القدامى، ومن بين هؤلاء 70 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما، و23 أسيرا أمضوا أكثر من ربع قرن بشكل متواصل ، ويعتبر الأسير كريم يونس من أقدم الأسرى حيث مضى على اعتقاله أكثر من واحد وثلاثين عاماً.

أسرى مضربزن
ولفت التقرير ان الأسير أيمن الشراونة أضرب عن الطعام لمدة ( 171 ) يوما وعلق اضرابه نتيجه لوضعه الصحي الصعب، فيما لا زال الأسير سامر العيساوي منذ ( 182 ) يوما، وهناك عدد من الأسري مضربين عن الطعام وهم عدي الكيلاني والأسير جعفر عز الدين والاسير طارق قعدان ويوسف شعبان ياسين مضربون عن الطعام منذ أيام ويمتنعون عن المحاليل والفيتامينات مما يؤثر على صحتهما .

أسرى مهمشين
وركز التقرير على الأسرى الذين يراد لهم التهميش من قبل سلطات الاحتلال، وهم أسرى القدس وفلسطيني 48، لأن سلطات الاحتلال ترفض الإفراج عنهم ضمن اتفاقات تبادل الأسرى مع الفلسطينيين، وبلغ عدد أسرى القدس في العام الحالي 192 أسيرا، ويعتبر الأسير احمد شحادة عميد الأسرى المقدسيين، الذي اعتقل قبل 30 عاما.
أما عن أسرى العام 48، أشارت المنظمة إلى أن سلطات الاحتلال تفرق في التعامل معهم وتعتبرهم مواطنين إسرائيليين، وفي ذات الوقت لا تتعامل معهم بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع السجناء اليهود في ظل سياسة التفريق العنصري السائدة، وترفض الحكومة الإسرائيلية إدراج أسمائهم ضمن أي اتفاقات تبادل للأسرى، ويبلغ عددهم 105 أسيرا، يتوزعون على عدة سجون ويعتبر الأسير كريم يونس عميد أسرى ال48 .

85 معاقا جسديا ونفسيا
وبين التقرير ان سلطات الاحتلال ما زالت تعتقل أكثر من ( 85 ) أسيراً فلسطينياً يعانون من إعاقات جسدية وذهنية ونفسية يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي دون رعاية صحية وعدم وجود أطباء لمتابعتهم بشكل مستمر وعدم توفير الأجهزة الطبية المساعدة لهم، وأن عدد من الأسرى يتحركون بواسطة كراسي متحركة ويواجهون صعوبات جمه في قضاء حاجياتهم وتدبير شؤون حياتهم.

1250 أسير مصابون بأمراض مختلفة
وذكر التقرير أنه يوجد أكثر من ( 1250 ) أسير في السجون مصابون بأمراض مزمنة، منهم 15 حاله مصابة بمرض السرطان، يتعرضون للإهمال الصحي المتكرر والمماطلة بتقديم العلاج الناجع للأسرى المرضي، أو عدم إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى إلا بعد قيام زملاء الأسير المريض باحتجاجات من أجل نقل زميلهم الذي يعاني معاناةً شديدةً إلى المستشفى، مع العلم انه يوجد حوالي 18 أسيرا مقيمون بشكل دائم في مستشفى الرملة.

3750 حالة اعتقال في العام الحالي
وأوضح التقرير أن العام 2012 سجل أكثر من ( 3750 ) حالة اعتقال، حيث وثق خلال الربع الأول من عام 2012 حوالي ( 910 ) حالة اعتقال ، و ( 765 ) في الربع الثاني، و ( 775) في الربع الثالث ، و ( 1300) حالة اعتقال في الربع الأخير.
وبين التقرير انه من بين إجمالي المعتقلين ( 850 ) طفلاً ، و( 55 ) مواطنة ، و ( 11 ) نائباً ، و( 9 ) من محرري صفقة التبادل.

الانتهاكات
وبشأن الانتهاكات بحق الأسرى، أوضح التقرير إن إدارة السجون الإسرائيلية مارست أساليب جديدة ضد الأسرى؛ تبغي إلى زيادة الضغط النفسي والجسدي عليهم، ومواصلة احتجازهم في أجواء غاية في الصعوبة ، وإضعاف معنويات ونفسيات هؤلاء الأسرى، وجعلهم أجساداً بلا أرواح، وكذلك إفشاء الأمراض في أوساطهم وإضعاف البنية الجسدية لهم بحيث لا يستطيعون العيش والاستمرار في الحياة.
كما أبرز التقرير قضية حرمان الأسرى من الالتقاء بمحامي الدفاع لمدة سته شهور ، بهدف التضييق عليهم، واتخذت إدارة مصلحة السجون العديد من القرارات والإجراءات الظالمة، حيث وصل التضييق على الأسرى ذروته منذ بداية عام 2012، إضافة إلى أكثر من 1000 أسير فلسطيني محرومون من رؤية ذويهم منذ فترات طويلة، منهم 100 أسير تقريباً من قطاع غزه لم يتم زيارة ذويهم حتى الآن، وكذلك هو حال الباقين من الضفة الغربية، يمنعون من رؤية ذويهم دون إبداء الأسباب من قبل سلطات الاحتلال سوى التذرع بالأمن.

وأوضح التقرير بأن الهجمة ضد الأسرى تطال مجمل نواحي الحياة الإعتقالية ،وهي في تصاعد مستمر وأن الأوضاع في سجون ومعتقلات الاحتلال لم تعد تُحتمل ، خاصة بعد شرعنة الانتهاكات بحق الأسرى ومنح مقترفيها الحصانة القضائية من قبل الجهات الإسرائيلية الرسمية مما فتح الباب على مصراعيه لاقتراف جرائم جديدة بحقهم ، تعرض حياتهم للخطر.

وأما عن التضييق والتنغيص على الأسير تفرض على الأسرى غرامات مالية ويحرمون من الكنتينة وزيارة الأهل، وتقوم سلطات الاحتلال بين الفينة والأخرى بنقله من سجن إلى آخر، وما أن يصل الأسير إلى السجن حتى تقوم بنقله الى سجن ثالث.

ومن أكثر المستهدفين من هذه السياسة هم القادة والأسرى القدامى وأصحاب التأثير، وذلك من أجل عدم تمكين الأسرى من الاستفادة من تجاربهم.

وقال التقرير أن سجن نفحة الصحراوي وعسقلان وايشل من أكثر السجون الذي تعرضا لحملة مداهمات وتفتيشات يومية مستمرة عن طريق فرق استفزازية وظيفتها التنغيص على الأسرى وإخراجهم من غرفهم بشكل عنيف واحتجازهم خارج الغرفة وقيام الجنود بمصادرة بعض مقتنيات الأسرى داخل السجن بحجة أمنية ، وقد أدى ذلك إلى حدوث اشتباكات بين الأسرى والقوات المقتحمة، مما أسفر عن إصابة عدد من الأسرى بجروح مختلفة.

احتجاز واعتقال الصيادين
وقال التقرير 'سُجلت انتهاكات جديدة للاحتلال، من خلال احتجاز واعتقال الصيادين في عرض البحر بقطاع غزة ارتفع بشكل لافت، إضافة إلى مصادرة قواربهم ومعداتهم وابتزاز البعض منهم، واعتقلت قوات الاحتلال مرضى وحققت معهم أثناء توجههم للعلاج عبر معبر بيت حانون 'ايرز'، والضغط عليهم للتعامل مع أجهزة المخابرات التابعة لها.

وأكدت المنظمة أن جميع من اعتقلوا تعرضوا لأحد أشكال التعذيب أو الإهانة، وأن ممارسة التعذيب بأشكاله المختلفة شكلت ظاهرة وسياسة ثابتة في التعامل مع المعتقلين.

وأكدت أنصار الأسرى أن الانقسام الفلسطيني ما زال له أثر سلبي كبير على الحياة الإعتقاليه وعلى الساحة النضالية داخل السجون وعلى الحركة الأسيرة ، ويرجع ذلك الى ضعف إسناد الجماهير الفلسطينية خارج السجون للأسرى للسبب نفسه، فأي خطوه يريد الأسرى القيام بها في السجون، إن لم يكن لها ما يساندها من الخارج تكون ضعيفة وغير فاعله.