وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد الاختفاء أكثر من 37 عاما .. ابو ميشيل لازال معتقلا في السجون السورية

نشر بتاريخ: 04/03/2007 ( آخر تحديث: 04/03/2007 الساعة: 21:16 )
رام الله -معا- لم تعتد على أن تقول كلمة "أبي" ليس لعيب خلقي أو غيره..حتى عندما تلفظها تخرج بصوت يختلف عن باقي سياق الكلام، فهي لم تقلها ولو لمرة واحدة أمام والدها، ولم تعرف والدها إلا من خلال صورة غير ملونة تجددها بين فترة وأخرى على أمل العثور عليه يوما ما..هذه حكاية محمود صافي أبو مشيل.

وهكذا تزاحمت سيول الدمع في عيني نبيلة صافي، حين تأكدت بالدليل القاطع ان والدها أبو مشيل لا يزال حيا في سجون سوريا منذ ان اختفى في أحداث أيلول الأسود عام 1970 في الأردن.

وتقول نبيلة صافي" ان والدها أبو ميشيل عاش قبل عام 1967 في فلسطين وبعدها توجه للإقامة في الأردن مع زوجته وأولاده.

وتضيف "والدي كان قد اختفى عقب أيلول الأسود عام 1970في الأردن عندما كان عمري 4 سنوات..وقيل انه اعتقل مع باقي الفدائيين في مخيم الحسين في عمان، تم البحث في السجون الأردنية دون ان نصل إلى أية أخبار تفيد وجوده او عدمه أم هل هو حي ام ميت ؟".

وتتابع صافي" بعد فترة من الزمن كانت تأتينا أخباره انه موجود في احد السجون على قيد الحياة، ليبث هذا الخبر الحياة في العائلة من جديد للبحث والتفتيش لكن دون حقائق عن صحة الاخبار التي كانت تردنا بين الفينة والاخرى".

في احد الايام، علمت العائلة ان أبو ميشيل موجود في العقبة حي يرزق ..وصلت العائلة الى ابو ميشيل وتاكدت ان هذا الرجل أبو ميشيل ليس والد العائلة لانه لايشبهه في شيء وابو ميشيل الموجود هو رجل فاقد للذاكرة بشكل مؤقت بمعنى انه يتذكر نفسه وعائلته في لحظات وفي احيان كثيرة ينسى كل شيء لينكر كل ما ذكره.

مرت 37 عاما على اختفاء أبو ميشيل، واصبح الاطفال رجالا ونساء يافعات، و كشف القدر خيوط عنكبوته بطريق الصدفة حين قالت صافي" ان شقيقها علي قد علم من بعض أصدقائه ان رجلا افرج عنه وكان معتقلا منذ حرب أيلول الاسود..توجه علي الى منزل المفرج عنه الذي اخبره ان ابا ميشيل لا يزال رهن الاسر في سجن تدمر في سوريا هذا العام 2007".

واشارت الى ان اخاها عليا تاكد من وجود اسم ابو ميشيل في مكتب المفقودين الفلسطينيين في سجون سوريا وبعد الاطلاع بعض السجلات التي تأكد ان اسمه لا يزال موجودا في سوريا.

وبينت صافي أن إخوتها يسعون من باب إلى أخر ليفرج عن والدهم الذي يقدر عمره ما بين( 69-70)عاما، وتم عرض القضية لوزارة الخارجية الأردنية التي لم تتوان عن المساعدة في البحث عن ابو ميشيل مثنية على جهود الحكومة الاردنية بمتابعة القضية.

وتضيف" توجهنا الى مكتب حقوق الفلسطينيين ومكتب الأسير الفلسطيني في الاردن دون ان نحصل على زيارة لنتعرف على والدنا ويتعرف هو علينا ".

وتقول زوجته انا لو قدر لها ان تراه فستعرفه من شكله أولا ومن الإصابة التي كان قد تعرض لها فترة نضاله وجهاده ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وحين سألنا نبيلة عن شعورها إذا أفرج عن والدها ماذا ستفعل؟ قالت سأرافقه إلى الأبد..فأنا حرمت من حنان الأب..لقد كتبت عنه الشعر بالبكاء والفرح والأمل لا يزال باقيا في المستقبل الذي أتوقع انه سيسير في ركبه جيدا حتى افرح باحتضان أبي..

ودعت صافي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القدومي التدخل للافراج عن والدها ابو ميشيل.

ويبدو أن حال عائلة أبو ميشيل هو حال مئات العائلات التي تفتقد أبناءها وإباءها منذ عشرات السنين، وهو ما يرتب على السلطة ممارسة الجهود للافراج عن هؤلاء المعتقلين في السجون العربية.