وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أنصار الأسرى... عام 2012 الأكثر حضورا بالنسبة لقضية الأسرى

نشر بتاريخ: 03/01/2013 ( آخر تحديث: 03/01/2013 الساعة: 08:30 )
القدس - معا - في الوقت الذي وصلت فيه معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي الى ذروتها من حيث الممارسات اللانسانية بحق الأسرى كالتفتيش العاري والاعتداء الجسدي والتفتيش الليلي والعزل الانفرادي والاهمال الطبي وحرمان من الزيارة والاعتقال الاداري من الانتهاكات الصارخة، اعتبرت منظمة أنصار الأسرى في تقرير لها اليوم ان عام 2012 هو الأكثر اثارة وحضورا بالنسبة لقضية الأسرى على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية اذا ما قورن بالأعوام السابقة.

وبينت المنظمة في تقريرها ان عام 2012 شهد الكثير من اللقاءات والاعتصامات والمناشدات والمؤتمرات التي تناولت قضية الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.

وأضافت المنظمة أنه لوحظ تقدم كبير على مستوى الحضور والاثارة في الشارع الفلسطيني والعربي والدولي الامر الذي لم يشهده هذا الملف على مدار تاريخ الحركة الاسيرة فيما سجل هبوط وصعود على مستوى التفاعل التضامني الشعبي على مستوى المحلي وأرجعت ذلك لأسباب عدة اهمها تواصل الاضرابات وكثرة الهموم لدى المواطن وغياب الاستراتيجية الموحدة لدعم واسناد الاسرى رغم ذلك سجل ارتفاعاً ملحوظاً ومستمر على مستوى الحضور قياساً مع الاعوام السابقة.

وأشارت أنصار الأسرى في تقريرها الى اختطاف النواب من مقر الصليب الأحمر بالقدس أواخر يناير الماضي الأمر الذي صعد من اختطاف النواب للواجهة بالرغم من اختطاف 18 نائبا في 2011 إلا أن عملية الإختطاف تمت من مقر الصليب الاحمر بإعتبارها سابقة خطيرة اثارت الكثير من الاستنكار والإدانة أكثر من العام 2011.

واعتبرت المنظمة زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لقطاع غزة في أوائل شهر فبراير الماضي في سياق حضور قضية الأسرى وخاصة أنه تم إعاقة موكبه للحظات ورشقه بالحجارة والأحذية من ذوي الأسرى احتجاجاً على موقفه اللااخلاقي الرافض للقاء وفد ذوي الأسرى وبالمقابل لقاء ذوي شاليط أثناء أسره لدى المقاومة الأمر الذي أثار استغراب ذوي الأسرى وعلى اثر ذلك قاطعت شخصيات اعتبارية ووطنية لقاءه الذي كان مقررًا.

واشارت المنظمة لإضراب خضر عدنان أوائل العام 2012 باعتباره مفجر ثورة الاضرابات ضد الاعتقال الإداري والذي أسس لأسرى اخرين التحقوا بركب الاضراب المفتوح عن الطعام ورافق ذلك موجهة من ردود الفعل القوية لازمت هذه الخطوات من دول و شخصيات أوروبية ودولية أهمها مواقف روبرت سيري منسق الامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط وكارترين اشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي وزارة الخارجية الفرنسية وريتشارد فولك مقرر حقوق الانسان في الأمم المتحدة واعتبرته موقف متقدم و عبروا عن قلقهم على تحييد الاعتقال الاداري وان تكون مدته محدودة وتحترم الحقوق الاساسية وحق الدفاع للمعتقل وطالبوا بحل القضية بما يتماشى مع موقف الامم المتحدة الاعتقال الإداري وشددوا على ضرورة توجيه التهم للمعتقلين ومحاكمتهم بضمانات قضائية هذا الموقف افتقدناه في الاعوام السابقة وفي ظل الاعداد المهولة من المعتقلين الإداريين.

حتى قررت المحكمة الاسرائيلية العليا في 21 فبراير قرار بإطلاق سراحه في 17 ابرايل الماضي مقابل إنهاء اضرابه في ظل الارادة والعزيمة القوية والضغط الدولي الأمر الذي اعتبرناه حضورااً مهماً وانتصاراً للأسرى ضد الاعتقال الاداري.

ولفتت المنظمة الى اضراب ا هناء شلبي والذي جرى إعادة اعتقالها بعد تحررها في صفقة وفاء الأحرار وبداية شهر مارس الماضي تم الاتفاق على اطلاق سراحها وابعادها لغزة بعد 44 يوما مقابل إنهاء اضرابها واعتبرت المنظمة مجدداً انتصار جديد منددين بسياسة الإبعاد وكذلك بلال دياب وثائر حلالة وسامر البرق وحسن الصفدي وطارق قعدان ويوسف شعبان وجعفر عز الدين وأيمن الشراونة وسامر العيساوي وعدي الكيلاني والنائب الحاج علي ، تأتي استكمال للمعركة ضد الاعتقال الاداري هذه المعركة المستمرة بما يرافقها من اسناد ودعم في ظل استمرار اضراب العيساوي وجعفر وقعدان وشعبان بعدما اعيد اعتقالهما بعد ان انهوا اضرابهم الاول و أطلق سراحهم.

وركزت المنظمة في تقريرها على اضراب محمود السرسك والذي استمر لأكثر من 90 يوما واعتبرته معركة جديدة ضد قانون مجحف جديد منافي للقوانين الدولية "المقاتل الغير شرعي" وتطرقت الى المواقف المتجددة لفرنسا وروبرت سيري وريتشاد فولك والجديد بالأمر تعاطف واسع من الرياضيين في العالم وفي المقدمة رئيس الاتحاد الدولي الفيفا جوزيف بلاتر واتحادات عربية ودولية وقفت وساندت السرسك واستطاع تسجيل انتصار آخر ليطلق سراحه في يوليو الماضي وأشارت بالسياق لمباراة الأكثر مشاهدة "برشلونة وريال مدريد اواخر سبتمر الماضي و بإعتبار انها أخذت ضجة كبيرة لأول مرة نتيجة لدعوة الجندي شاليط لحضور المباراة مما دفع برشلونة لتوجيه دعوة للسرسك لحضور المباراة والذي رفضها السرسك معتبرًا انها مساواة بين الضحية والجلاد.

وأعطى التقرير مساحة لإضراب الأسرى الجماعي في 17 نيسان ولمدة 28 يوم في كافة السجون والمعتقلات ،هذا الاضراب الذي جاء بعد اضراب 2004 وايضا بعد حالة الانقسام ، وبصورة موحدة تنصب خيام اعتصام واضراب لاسرى محررين ونشطاء اهمها خيمة اضراب وسط مدنية غزة ومواكبة تحركات وفعاليات واسعة جدا ًوفي عواصم عدة لم نشهدها قبل ذلك أهمها خروج مسيرة قدرت ب30 ألف مشارك بالعاصمة الأسبانية مدريد ، وفي اثناء الإضراب يخرج وفد من ذوي الأسرى من قطاع غزة الى مصر ويشارك في مؤتمر نصرة للأسرى أعددته مؤسسات حقوقية وقانونية وبرعاية المنظمة العربية لحقوق الإنسان ويلتقي على هامش المؤتمر مساعد الأمين العام للجامعة العربية ومجلس الشعب المصري ومؤسسات وشخصيات مصرية، وايضا يخرج وفد اخر من الأسرى المحررين من صفقة وفاء الأحرار لمصر ويجرى جملة من اللقاءات أهمها قيادة جهاز المخابرات المصرية التي أجرت اتصالات مع الجانب الاسرائيلي حتى تم التوصل لإتفاق سمي من طرفنا اتفاق الكرامة في 15 مايو الماضي ولأول مرة في تاريخ الحركة الاسيرة يوقع اتفاق مكتوب بين الأسرى وسلطات الاحتلال برعاية مصرية يشمل الموافقة الاسرائيلية على مطالب الحركة الأسيرة منها استئناف برنامج الزيارة لأسرى غزة بعد توفقها منذ أسر شاليط وكانت أول زيارة في السادس عشر من شهر يوليو الماضي حينما زار 47 زائر من أهل 25 أسير والذي اعتبرناه في حينه ثمرة لتضحيات الأسرى ،وتم إنهاء العزل الانفرادي بعد 48 ساعة من الاتفاق وأعيد الأسرى المعزولين الى الأقسام بإستثناء الأسيرين ضرار ابو سيسي وعوض الصعيدي ولازلنا نشعر أن مصلحة السجون تماطل في تنفيذ ما اتفق عليه.

وتطرق تقرير أنصار الأسرى الى قرار منظمة الصحة العالمية والذي طالب بتحسين الظروف الصحية والطبية للاسرى الفلسطينيين وتقديم العلاج الضروري للأسرى المرضى وتشكيل لجنة للتحقيق في ظروفهم وتزامن ذلك مع اضراب الأسير المريض أكرم الريخاوي لمدة 100 يوم تقريباً والذي أضرب في 12 نيسان الماضي مطالبًا بالإفراج عنه نظرًا لخطورة وضعه الصحي ورفضًا لسياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي يتلقاه في مايسمى مستشفى سجن الرملة وتطبيق محكمة الثلث وهي شكل من أشكال مراجعة الحكم القضائي للأسير بعد قضاء ثلثي مدة حكمه بموجب القانون الاسرائيلي ولوائح مصلحة السجون وحتى جرى اتفاق في 23 يوليو الماضي يقضي باطلاق سراحه قبل ستة أشهر من موعد إفراجه ورافق ذلك إستشهاد الأسير المحرر زهير لبادة الذي اطلقت سلطات الاحتلال سراحه قبل أسبوع من استشهاده بعدما شعرت بصعوبة وخطورة وضعه الصحي وكان يعاني من فشل كلوي والتهابات الكبد ويقبع فيما يسمى مستشفى سجن الرملة دون رعاية واهتمام أوعلاج.

وذكرت منظمة أنصار الأسرى مكرمة العاهل السعودي للحج ل1000 من ذوي الأسرى ولأسرى محررين وللسنة الرابعة على التولي واعتبرتها محطة تقدير، ومهمة في اطار تعزيز قضية الأسرى على المستوى الديني والعربي وخاصة مارافقها هذا العام من حملة استمطار الفرج والذي وزعت "بلايز" وقبعات لحجاج المكرمة تحمل الطلب بالدعاء للأسرى لاقت نوعا ما تجاوباً من الحجاج

وعرج التقرير الى إضراب الأسرى القدامى في 13 ايلول سبتمبر الماضي ذكرى توقيع إتفاق أوسلو الأمر الذي اثار قضيتهم وعزز ذلك شروط الرئيس للعودة لطاولة المفاوضات بأن تشمل اطلاق سراحهم.

ولفتت المنظمة في تقريرها الى مؤتمر تونس لنصرة الأسرى الذي عقد في العاشر من نوفمبر الماضي برعاية الرئيس التونسي المنصف المزروقي في تونس تحت شعار "الحرية موعدنا "بمشاركة وفود محلية وعربية ودولية واتخاذ جملة من التوصيات أهمها تشكيل مكتب تنفيذي لمتابعة تلك التوصيات
وتابعت ان المجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي اتخذ قرار في تشرين الاول الماضي في جنيف بالإفراج عن النواب المختطفين في السجون الاسرائيلية والتوقف عن اختطافهم وكذلك أكدت دورة الاشتراكية الدولية إلى إطلاق سراح كل الأسرى .

وقالت أن مذكرة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والتي صدرت من مكتبه ببيروت وشنت هجوم فيه على استمرار إعتقال الأطفال في السجون الاسرائيلية وتعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي الشديد والذي أكده ريتشارد فولك مبعوث مجلس حقوق الانسان التابعه للامم المتحدة عليه وأكدت عليه مذكرة الخارجية البريطانية التي طالبت بوقف الممارسات اللانسانية بحق الأسرى الأطفال واعتبرت أنصار الاسرى هذه المواقف الدولية في حينه حضور مهماً لقضية الأسرى ومواقف إيجابية بحاجة الى استغلالها والبناء عليها.

وقالت المنظمة أن قبول طلب فلسطين بالأمم المتحدة كعضو مراقب في 29 من نوفمبر 2012 من شأنه تعزيز المكانة القانونية للأسرى والتي تحتاج لحضور مهم في هذه المؤسسة الدولية وإثارتها في كافة أطرها.

وتطرقت المنظمة في تقريرها الى مؤتمر بغداد لنصرة الاسرى والذي عقد في 11 و12 ديسمبر الماضي برعاية الجامعة العربية ومشاركة 70 دولة ووفد فلسطيني واتخذ أيضا جملة من التوصيات والقرارات أهمها إطلاق حملة دولية وانسانية وإعلامية للمطالبة بالإفراج عن الأسرى والتوجه الى الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها بتدويل قضيتهم.

واعلن المؤتمر عن إنشاء صندوق عربي لدعم الاسرى الفلسطينيين والعرب وعائلاتهم واعتبرت المنظمة المؤتمر مهم جداً خاصة انه المرة الاولى الذي ترعي الجامعة العربية فيه هذا المؤتمر وبهذه المشاركة الواسعة.

واكدت المنظمة ان هناك اعتصامات ومسيرات كبيرة وكثيرة نظمت في الكثير من البلدان الاوروبية ودول امريكا اللاتينية تضامنًا وتزامناً مع اضرابات الأسرى وجرت لقاءات مع شخصيات دولية اثناء زيارتها للأراضي الفلسطينية ناهيك عن مشاركة وفود متضامنة بالإعتصامات التي تجري بالضفة والقطاع وبالإضافة الى تسليم مذكرات لمؤسسات دولية وعربية منها لقاء وفد من ذوي الأسرى المضربين مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير خارجية مصر محمد كامل عمرو في رام الله اواخر عام 2012 وتسليمهم رسالة حول أوضاع أبنائهم ومطالبتهم بالتدخل لإنقاذ حياتهم،و بدوره وعدهم العربي الى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية على مستوى المنديين لمناقشة قضيتهم.

واختتمت المنظمة تقريرها بالإشارة الى المبادرات الشبابية في أواخر العام الماضي والتي هدفت لتفعيل هذه القضية دولياً من خلال الحملة الالكترونية على صفحات الفيس بوك واعتبرته فعل جديد على هذا المستوى الواسع شكل حضوراً مهماً على صعيد قضية الأسرى ،وهذا يجعلنا نطالبهم بالإستمرار والإبداع والمبادرة في هذا المجال وخاصة ان قضية الأسرى ليس حكرا على فصيل او مؤسسة او لجنة بل يجب ان تكون هم لكل أبناء شعبنا، وطالبت المنظمة الى البناء ما تم الاشارة اليه والمراكمة عليه والسعي الجاد لترجمة فعلية لكافة التوصيات والقرارت وتشكيل حالة رأي محلي وعربي ودولي ضاغط على الاحتلال.

وأوضحت أنه تبين من خلال التقرير اثارته لعناوين ومفردات مهمة لقضية الأسرى "الاسرى القدامى والأطفال والاعتقال الاداري والاهمال الطبي والعزل الانفرادي هذا الحضور والاثارة لقضية الاسرى يجب ان تتواصل وإستغلال قبول فلسطين بما يخص قضية الأسرى وقالت المنظمة ان المطلوب في 2013 هو توحيد كل الجهود الوطنية وابعاد التجاذبات السياسية وحالة الانقسام عنها وخاصة ما شهدناه في مؤتمر تونس وبغداد يؤكد اننا بحاجة لوحدة موقف ومن خلال رسم استراتيجية موحدة تتناول ماذا نريد من هذا الحراك ؟؟ وماهو المطلوب ؟؟ كيفية استغلاله من خلال توزيع الأدوار واستغلال الطاقات بعيدًا عن ردات الفعل والتشتيت والعفوية والعشوائية في العمل التضامني مع الأسرى.

وقالت الأنصار المطلوب تشكيل مجلس أعلى لنصرة الأسرى من كافة القوى والفعاليات يرسم خطة طريق توصلنا للإستراتيجية الموحدة وأضافت أن قضية الأسرى هي التي توحدنا وتجمعنا دائماً ولا تفرقنا.