وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ماذا بعد باب الشمس؟

نشر بتاريخ: 14/01/2013 ( آخر تحديث: 14/01/2013 الساعة: 10:49 )
بيت لحم - تقرير معا - رأى ناشطون فلسطينيون أن تجربة "باب الشمس" تمثل نقلة نوعية في المقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال والاستيطان ومصادرة الاراضي، مؤكدين على ضرورة تكرارها بطرق وأساليب مختلفة في كافة المناطق الفلسطينية المهددة بالمصادرة.

وأكد الناشطون ان "باب الشمس" تعتبر مفاجأة للاحتلال الإسرائيلي، ومن خلالها تمكن الفلسطينيين من انتزاع زمام المبادرة من الإسرائيليين، وفرض سياسة الامر الواقع وهذا لم يعتد عليه الاسرائيليون سابقا.

و"باب الشمس" هي قرية فلسطينية اقامها ناشطون فلسطينون في المنطقة المعروفة باسم "اي - 1" والتي تقع بالقرب من القدس والمهددة بالمصادرة، حيث قررت اسرائيل مؤخرا اقامة مئات الوحدات الاستيطانية عليها الامر الذي قد يؤدي الى تعقيد اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بالمستقبل.

واستوحى الناشطون اسم القرية من رواية الكاتب والروائي اللبناني إلياس خوري "باب الشمس" الصادرة عام 1998 في الذكرى الخمسين لنكبة فلسطين الكبرى، وهي تتناول تجربة فلسطيني التحق بالفدائيين الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين بلبنان، وكان يتسلل سرا عبر الحدود للقاء زوجته التي استمرت بالعيش في إحدى قرى الجليل.
|201549|
النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أكد ان تجربة "باب الشمس" تعتبر قفزة نوعية في المقاومة الشعبية الفلسطينية، والفكر السياسي المقاوم.

وأشار الى ان روح الوحدة كانت احد ابرز مظاهر هذه القرية، حيث جمعت كافة اطياف الشعب الفلسطيني من مناطق مختلفة بروح تفاعل وبناء.

وشدد البرغوثي في حديث لغرفة تحرير معا ان تجربة باب الشمس تميزت بالتخطيط العلمي والانضباط، مؤكدا ان الفلسطينيين استطاعوا من خلالها انتزاع زمام المبادرة من الاسرائيليين، وهذا ما لم يعتاد عليه المحتل.

وبين ان "باب الشمس" كشفت وعرت الاحتلال الاسرائيلي امام العالم اكثر من السابق، وأكدت على نظام التمييز العنصري الذي يتبعه المحتل.
|201564|
وأعلن البرغوثي ان "باب الشمس" ليست الا البداية لتجارب سيتم تكرارها ومواصلتها بالمستقبل القريب، كاشفا عن خطط لنشاطات وفعاليات سيتم تنفيذها بأنماط مختلفة رافضا الافصاح عنها، مؤكدا انها ستعتمد على عنصر المفاجأة.

وقال: سنستهدف كافة المناطق الفلسطينية المهددة بالمصادرة بكافة انواع الانشطة، وسنواجه الواقع الاسرائيلي بواقع فلسطيني.

من جانبه أكد الصحافي والناشط فلسطيني علي عبيدات ان قربة باب الشمس تعتبر نقلة نوعية في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان وسياسة مصادرة الاراضي بعيدا عن التصريحات السياسية.

وأضاف عبيدات والذي يعتبر أحد الناشطين الذين كانوا متواجدين طوال الوقت داخل القرية أن "باب الشمس" ليست الا محاولة فلسطينية لفرض أمر واقع فلسطيني على منطقة فلسطينية حساسة تسعى اسرائيل الى بناء مستوطناتها عليها.

وعبر عبيدات في حديث لغرفة تحرير معا عن مدى نجاح تجربة باب الشمس من خلال حجم التفاعل الفلسطيني والعالمي مع هذه التجربة، مؤكدا انهم نجحوا من خلال باب الشمس بالتأكيد على الحقوق الفلسطينية.
|201550|
وأكد عبيدات على تعميم التجربة التي تهدف الى تشجيع المواطنين الفلسطينيين الذين تتم مصادرة اراضيهم بأن يحاولوا فرض امر واقع وعدم التفريط باراضيهم.

وأشار عبيدات الى العديد من التجارب المماثلة لقرية "باب الشمس" ستشهدها الاراضي الفلسطينية خلال الايام المقبلة.

ودعا عبيدات جميع المواطنين الى تجارب مشابهة في اراضيهم المهددة بالمصادرة مطالبهم الناس والسياسيين والإعلاميين بمساندتهم وتسليط الضوء على قضيتهم.

وأعرب عبيدات عن سعادته لمدى التفاعل السياسي مع تجربة "باب الشمس" مؤكدا ان ذلك كان متوقعا خاصة المنطقة التي تم تشييد الخيام فيها تعتبر من اقرب المناطق الفلسطينية على العاصمة القدس الشريف.

وهاجم العشرات من افراد الجيش الاسرائيلي فجر أمس النشطاء الفلسطينيين في قرية باب الشمس شرقي القدس، وازالوها بالقوة حيث جرى اعتقال عدد كبير من المواطنين، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح.
|201548|
من جانبه اعتبر عبد الله أبو رحمة الناشط في مجال مقاومة الاستيطان والجدار "باب الشمس" بالتجربة الناجحة بامتياز في محاولة لإيقاف الامتداد الاستيطاني الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية، وكانت ناجحة بكافة عناصرها سواء في التفكير او التخطيط وصولا الى التنفيذ.

وقال أبو رحمة في حديث لـ معا ان باب الشمس تعتبر بداية لنهج جديد في المقاومة الشعبية، لاقت ترحيب وتفاعل شعبي كبيرين.

وأشار أبو رحمة ان عاملي الطقس والعطلة الاسبوعية اثرت على عدد الحاضرين للقرية، لافتا انه لو لم يقم الاحتلال فجر امس بإخلاء القرية لكان الالاف المؤلفة من المواطنين قد حضروا صباحا.

وقال انه كان يتم التخطيط لك تكون باب الشمس بمثابة ميدان تحرير فلسطيني في وجه العدو الاسرائيلي، نسبة الى ميدان التحرير في مصر.

وكشف عن العديد من الافكار التي تحتاج الى بعض الوقت لتنفيذها في مناطق فلسطينية مختلفة ستحظى بدعم وتأييد فلسطيني كبير.
|201546|
وفي خطوة لها مدلولات كثيرة لعل ابرزها حجم التعاطف الشعبي العربي مع "باب شمس " بعث الكاتب والروائي اللبناني إلياس خوري كاتب باب " الشمس " عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رسالة إلى قرية "باب الشمس" قال فيها:

"رسالة إلى أهلي في قرية باب الشمس":

لن أقول يا ليتني كنت معكم، فأنا معكم.. أراكم وأرى كيف صار الحلم على أيديكم حقيقة منغرسة في الأرض.

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة" كما كتب محمود درويش، لأنكم عندما بنيتم قريتكم الرائعة أعدتم المعنى إلى المعنى، وصرتم أبناء هذه الأرض وأسيادها.

هذه هي فلسطين التي حلم بها يونس في رواية "باب الشمس". كان ليونس حلم من كلمات، فصارت الكلمات جروحا تنزف بها الأرض، وصرتم أنتم يا أهالي باب الشمس كلمات تكتب الحلم بالحرية، وتعيد فلسطين إلى فلسطين.

أرى في قريتكم كل وجوه الأحبة الذين غابوا في الطريق إلى أرض موعدنا الفلسطيني.. فلسطين هي موعد الغرباء الذين طردوا من أرضهم، ويطردون كل يوم من بيوتهم.

غرباء وأنتم أبناء الأرض وزيتونها وزيتها!

أنتم زيتون فلسطين الذي يضيء بشمس العدل، تبنون قريتكم فيشتعل بكم نور الحرية.. "نور على نور".

أرى في عيونكم وطنا يولد من ركام النكبة الكبرى المستمرة منذ أربعة وستين عاما.

أراكم فتكبر في قلبي الكلمات، أرى الكلمات فتكبرون في وجداني وتعلون وتقتحمون السماء.

وختاما، لي طلب واحد هو أن تقبلوني مواطنا في قريتكم، أتعلم معكم معاني الحرية والحق.|201545||201542||201539|